رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسلسل «صديق العمر» يفتح الملفات الشائكه والمغلقة «1-2»


لماذا قبلت حماس مبادرة مرسى ورفضت مبادرة الإدارة المصرية الآن؟ هل هو صالح القضية أم هو موقف سياسى نابع من موقف الجماعة ومن وراءها؟ ضد النظام المصرى الحالى؟

التاريخ وجهة نظر، خاصة حينما يكتب بعد فترة طويلة من الأحداث،  لأن الحقائق فى الأحداث السياسية  من الصعب الوصول إليها إن لم تسجل بشكل أمين وكامل، فالأشخاص تتغير واللحظة الزمنية من الصعب الإمساك بها كما حدثت لأنها تعتمد على شخصية من رواها،  ومن أى زاوية رآها، لذلك فإنه من الصعب التوصل إلى حقيقة كل الأحداث التى يتضمنها مسلسل «صديق العمر»، والذى تفاوتت حوله الآراء وأثار موجة هجوم بسبب الفترة التى يقدمها،  وبسبب بعض الأحداث التى يقدمها،  إلا أننى أرى أنه محاولة لرواية حقبة  تاريخية مهمة فى تاريخ مصر،  من خلال تناول علاقة الصداقة بين شخصيتين مهمتين كان لهما دور فى صنع الأحداث التى غيرت وجه مصر من ملكية إلى جمهورية،  وقد يحتوى على الخطأ أو الصواب فيما رواه المؤلف،  لكن أعتقد أنه مسلسل يحاول فتح الملفات الشائكة والمغلقة والتى لا يعرفها الشعب إلا من عدد قليل من الأشخاص الذين شاركوا فى صنعها،  أو أبنائهم وأسرهم ممن لم يكشفوا الكثير من كواليس صناعة  ثورة ٢٦ يوليو ١٩٥٢، كما  أن بعض المؤرخين قد تطرقوا إلى بعض الأحداث دون الدخول فى الحياة الخاصة لكل من الرئيس جمال عبد الناصر أو المشير عبد الحكيم عامر ،لأنها ظلت منطقة محظورة لا يقترب منها أحد، فضلاً عن أن ثمة مجموعات متزمتة أو متشددة قدمت أحداثاً فى كتب من وجهة نظرها، عرفت بكراهيتها للثورة ورجالها خاصة جماعة الإخوان المسلمين، وأعتقد أن «صديق العمر» بقدر ما تلقى من هجوم،  إلا أنه فتح الباب للاجتهاد التاريخى وللكتُاَّب ليقدموا أعمالاً أخرى للمشاهد،  وأيضاً فتح المسلسل الباب لمناقشة الأحداث والتحقيق فيها، وأيا كان ما واجه المسلسل فإننى أعتقد أنه محاولة جادة لتلك المرحلة التاريخية،  وان جانبه الصواب فى بعض الأحيان، لاشك أن هذه الحقبة من تاريخ مصر بشخوصها وتحولاتها الكبيرة و مشاكلها وممارساتها وأخطائها وإيجابياتها ستظل دائماً محلاً لاهتمام كُتّاب التاريخ والباحثين والمبدعين وكتاب الدراما.

فمثلاً وفاة المشير عبد الحكيم عامر المأساوية تفاوتت حولها الآراء  والتفسيرات بشكل كبير بين الانتحار والقتل بالسم حتى يومنا هذا، وأنا اكتب رأيى فى المسلسل قبل أن ينتهى أو تظهر وجهة نظر المؤلف فى نهاية المشير عامر، وقال جمال عبد الحكيم عامر ابن المشير عامر مثلاً لبرنامج تليفزيونى للإعلامى وائل الإبراشى  إنه لم يتم حسم قضية وفاة المشير،  رغم أن هيئة الطب الشرعى أثبتت فى تقريرها المقدم للنيابه أنه قتل بالسم، وقال إن الأعمال الفنية التى تناولت المشير عبد الحكيم عامر شوهت سمعته على مدى الـ٤٠عاماً الماضية،  ولم يتم الحكم فى القضايا التى رفعوها أمام القضاء.

إن لى عدة ملاحظات على المسلسل،  أولها: انه يقدم جانبا من الاحداث التاريخية المهمة دون تدقيق، ويمر عليها مروراً سريعاً مما يقتطع جزءاً كبيراً منها.إلا أنه يحسب للمسلسل المأخوذ عن السيناريست الكبير الراحل ممدوح الليثي، أنه تناول ملفات شائكة إلى وقت قريب مغلقة لا يفتحها أحد، ولا يجرؤ الكثير من صناع الدراما على كشفها أو تناولها بحرية ويذكرنى هذا بفيلم «الكرنك» عن قصة لممدوح الليثى أيضاً عن سلبيات عديدة حدثت فى عهد عبد الناصر لم يتناولها الكثيرون من صناع الدراما، وفى نفس الوقت لابد أن أذكر جهداً متميزاً للسيناريو والحوار لمحمد ناير