رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حماس والقضية الفلسطينية


لماذا قبلت حماس مبادرة مرسى ورفضت مبادرة الإدارة المصرية الآن؟ هل هو صالح القضية أم هو موقف سياسى نابع من موقف الجماعة ومن وراءها؟ ضد النظام المصرى الحالى؟
ستظل القضية الفلسطينية هى القضية الأولى والمركزية لمصر والأمة العربية لأسباب كثيرة ومتعددة فهى قضية إنسانية فى المقام الأول لشعب تم الاستيلاء على أرضه بمخطط استعمارى صهيونى عالمى كان يهدف إلى التخلص من مشكلة اليهود فى أوروبا بصنع وبزرع كيان استيطانى استعمارى يهودى صهيونى بهدف قسم شرق العالم العربى عن غربه وحتى يكون ولا يزال مندوباً استعمارياً فى المنطقة سواء كان حلماً فرنسياً لنابليون أو عندما تحقق على يد الاستعمار البريطانى بوعد بلفور 1917 أو الآن مع الاستعمار الأمريكى الجديد ومازال هذا الكيان يلعب دوره الاستعمارى الشيطانى فى المنطقة بالعمل على تنفيذ المخطط الصهيونى المعلن عام 1983 والذى يهدف إلى تفتيت المنطقة على أسس طائفية.

وها نحن نرى ما حدث ويحدث فى السودان ومحاصرة مصر فى أفريقيا وما يحدث فى العراق وما يسمى بالربيع العربى وكان هذا المخطط يتستر وراء مقولة دينية توراتية تدعى أن فلسطين هى أرض الميعاد وأن اليهود مازالوا هم شعب الله المختار. والأهم أن هذه المقولة مازالت تعمل كأهم الأدوات لاختراق المسيحية تحت اسم «المسيحية الصهيونية» مع العلم أن فلسطين لم تعد أرضاً للميعاد ولا هم شعب الله المختار بعد رفضهم لكل الرسل والأنبياء. فهذه كلها نبوءات تم تحقيقها. ولذا كانت القضية الفلسطينية إنسانية لكل الشعوب المحبة للعدل والسلام ومشكلة مسيحية بالادعاءات الكاذبة والتى تستغل للاختراق السياسى للمسيحية وقد تم ذلك مع أصحاب الولادة الثانية من الأمريكان بدءاً من ريجان وحتى الآن.

وهى أيضاً مشكلة إسلامية لاحتلال إسرائيل المسجد الأقصى ناهيك عن كنيسة القيامة والأماكن المسيحية الواقعة تحت الاحتلال فهذه كانت ومازالت أبعاد القضية الفلسطينية ولكن وآه من ولكن هذه ظهرت ما يسمى بمنطقة المقاومة الإسلامية حماس كفصيل فلسطينى مقاوم مع باقى الفصائل الفلسطينية الأخرى المقاومة وسعدنا وأيدنا حماس كحركة مقاومة فهذا حق مجمل الشعب الفلسطينى طالما هناك احتلال استيطانى ولكن لأن حماس هى فصيل إخوانى أصلاً وبالتالى ينسحب عليها ما على الإخوان وجدنا حماس قد تحولت من فصيل مقاوم إلى فصيل يسعى للسلطة ويستحوذ عليها بكل الطرق وتحت زعم الانتخابات التى تفرض وصايتها الدينية على الناخب وهى أخطر أنواع الوصايات فانقسم الفلسطينيون وتشرذمت المقاومة وضعف الموقف الفلسطينى كما وهذا هو المهم قد وجدنا حماس تتاجر بالقضية الفلسطينية وتزايد على بعدها الإسلامى وفقط مسقطة باقى أبعاد القضية كنوع من اللعب على وتر العاطفة الدينية كمنهج ثابت لجماعة الإخوان فهم يرفعون شعار «رايحين للقدس بالملايين» وفى الواقع يتحول بيريز إلى الصديق الوفى وإسرائيل إلى الدولة الصديقة بعدما كانوا هم أولاد الخنازير فإسقاط باقى الأبعاد الإنسانية والسياسية للقضية وإغلاقها على البعد الإسلامى مع العلم أن باقى الأبعاد طبيعية ولا مزايدة فيها ولا تقلل من البعد الإسلامى للمتاجرين به.

وفى عام 2009 قد حضرت مؤتمراً عالمياً فى دمشق لمناصرة القضية الفلسطينية وكان يحضر المؤتمر المطران المناضل كابوتشى والمطران الوطنى الفلسطينى عطا الله حنا وفى إحدى الورش النقاشية التى كنت أحضرها قام شاب حمساوى يؤكد على البعد الإسلامى للقضية وبل يصر على تجريدها من أى بعد آخر بل ظل يهاجم المسيحية والمسيحيين هجوماً غير مبرر ولا فى موضعه. الشىء الذى جعلنى أطلب الكلمة لأرد بأننى المصرى المسيحى القومى العزول المؤمن بالقضية الفلسطينية طوال حياتى الشىء الذى جعلنى أحضر إلى دمشق فلماذا تضعنى هذه المداخلة الحسماوية المتطرفة وغير الواعية بالقضية غير أنها قضية للمتاجرة فى هذا الموقف وهنا احتد النقاش بل حولوه إلى مصرى فلسطينى فتدخل أخ يمنى كان يتابع مواقفى وانتهى الموقف بتوتر لا يليق لا بالقضية ولا بالمؤتمر الشىء الذى جعلنى التقى بخالد مشعل وكان يحضر المؤتمر. وكان رده الذى كنت أعلمه بأن هذا شباب طائش متحمس لا يدرى وكان اعتذاراً لحفظ ماء الوجه.

هذا ما حدث وهذا مازال يحدث فلاهم لحماس غير السلطة وتنفيذ مخطط الجماعة ولصالحها ولا يهم القضية ولا المواطن الفلسطينى وإلا لماذا قبلت حماس مبادرة مرسى ورفضت مبادرة الإدارة المصرية الآن؟ هل هو صالح القضية أم هو موقف سياسى نابع من موقف الجماعة ومن وراءها؟ ضد النظام المصرى الحالى؟ هذا فى الوقت الذى رفضت فيه حماس المبادرة المصرية كان قد طلب خالد مشعل من مصر التدخل العسكرى فماذا تريد حماس التدخل العسكرى لتوسيط الجيش المصرى ورفض ما قيل من قبل ذلك؟ فلسطين ستظل بكل أبعادها الإنسانية والإسلامية والمسيحية ولن تكون حماس وممارساتها ومتاجرتها بالقضية سبباً لنفض الأيدى من هذه القضية ففلسطين قضية شعب ظلم وبوابة الأمن القومى المصرى فى الشرق وستظل إسرائيل هى العدو الذى يستهدف الجميع فهل نعى ذلك نتمنى.

كاتب وبرلمانى سابق