رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم الحزب والجماعة.. «20»

الأجور المرعبة.. تمزق المجتمع طبقيًا


فرض علينا صندوق النقد الأسود شروطًا مهينة بعد أن وافق نظام مبارك عليها وكان اهم شروطه الغاء الهيئات العامة وتحويلها الى هيئات اقتصادية حتى يتاح لهم السيطرة على الاقتصاد الوطنى وزرع عملاءه والمنتمين إليه داخل هذه الهيئات واخرجها من سيطرت الدولة الى سيطرت السوق واصبحت هذه السياسة تزرع الفساد فى ربوع الوطن كله

... أصبح اكثر من 80 هيئة اقتصادية تعمل بنظام العزب والملكية الخاصة وحتى تخرج قيادات هذه الهيئات من نظام الاجور الحكومية اخترعوا فى كل هيئة عددًا كبيرًا من الشركات الاستثمارية المملوكة لكل هيئة وبأموال الهيئة نفسها وأصبح رئيس الهيئة وكبار معاونيه هم أنفسهم رؤساء الشركات الجديدة وأسندت إليهم أعمال ذات الهيئة.. ولكن الكبار صاغوا لوائح مالية خاصة بهم وفقا لقانون الاستثمار وأخذوا يحصلون على ارباح ومكافات وبدلات خيالية تجعلهم ملاكًا لهذه الهيئات والشركات مع انهم موظفون عموميون صدرت لهم قرارات وزارية بالتعيين.. واصبحت اموال الشعب المصرى تدار لصالح هذه الفئة.. أذكر أمثلة على ذلك هيئة السكة الحديد أصبحت هيئة اقتصادية وانشأت 7 شركات استثمارية قيادات هذه الشركات هم أنفسهم قيادات هيئة السكة الحديد ويحصلون على الأرباح والبدلات والمكافات بعيدًا عن قانون الهيئة نفسها واصبحت قيادة السكة الحديد تمنح العمل للشركات الاستثمارية التابعة للهيئة نفسها!! إن الأغلبية من الهيئات الاقتصادية تحولت إلى بؤر فاسدة وتحولت القيادات إلى مالكة لها وليست مديرة عليها .. بل قامت هذه القيادات بإبادة كل الكفاءات وأصبح أهل الثقة لرئيس أى هيئة هم الأهم وولاءهم له وليس للدولة .. وكان القانون 203 الخاص بالشركات القابضة والتابعة هو الاكثر وحشية فقد تحول ما تبقى من القطاع العام الى هذه الشركات التى قامت بادارة اموال الدولة لصالحها هى وليس لصالح الشعب صاحب المال نفسه واستمرت هذه الشركات سنوات طويلة تخضع للوزير المختص تقدم له الحقوق المالية للوزير قبل حقوق الدولة المعنوية وتم الاطاحة بكل الكفاءات واستمرت قيادات هذه الشركات لا يتم تغييرها إلا بالموت فقط حتى اصبحت قيادات هذه الشركات فوق السبعين ومستمرة حتى الآن ويجدد لها العمل كل عده سنوات وأصبح كل رئيس شركة قابضة هو مالك وليس مدير!! ولكن الأخطر من ذلك كله ما يحدث لدى شركات الغاز والبترول فقد أصبحت سرية للغاية لا أحد يعلم من هم وما مدى علاقاتهم بالشركات الاجنبية المشتركة معهم والشريكة فى ثروات الشعب المصرى ولم نسمع حتى الآن عن تقرير واحد للجهاز المركزى للمحاسبات لنعرف ما يحدث داخل هذه الشركات من أجور ومكافآت وبدلات سرية لا أحد يعلم عنها شيئًا! من يصدق أن بعد 15 عاما تحت قبة البرلمان لن يسمح لنا بمعرفة ما يحدث من مخالفات داخل شركات الغاز والبترول وحتى الآن!! إن الحكومة السابقة قد خدعت الرأى العام عندما اعلنت عن حد اقصى للاجور لقطاع الحكومة فقط .. وهذا القطاع أجوره هى نفس ما تكرر تقريبا مع بعض التجاوزات لدى المحافظين وقيادات الإدارة العليا.. والخدعة الكبرى تكمن عندما رفضت حكومة «الببلاوى» فرض الحد الأقصى على شركات الغاز والبترول والهيئات الاقتصادية والبنوك واعتبرت كل هذا خطًا أحمر لا يجوز الاقتراب منه وسقطت العدالة الاجتماعية عند هذا الخط!! أن الكفاءات المزعومة لدى هؤلاء لا قيمة لها فقد خرجت كل الكفاءات إلى خارج البلاد وبقيت لدينا هؤلاء الذين هددوا امن الوطن كله.. إنهم يحصلون على اجور شهرية اكثر مما يحصل عليه الرئيس الأمريكى «أوباما» سنويا!! إن هؤلاء يمثلون الخطر الداهم على الوطن وهم الأكثر وحشية من الإرهاب نفسه.. إن جمال عبد الناصر بعد شهر واحد من ثورة يوليو أطاح بالإقطاع وفرض قانون الاصلاح الزراعى واستولى على الأراضى ووزعها علىالفلاحين.. وبعد ذلك امم قناة السويس وأدارها بالمصريين!! إنما الشعب المصرى أعلن تمسكه بقائد الإنقاذ وهى نفس الجماهير التى سارت خلف جمال عبد الناصر.. إن نفس الجماهير وبقوة أكثر تسير خلف السيسى.. إن الرئيس يملك قوة الجماهير التى تمكنه من البطش بالفاسدين وتطهير الدولة من رجال الماضى الكريه فهم الأخطر علينا يا سيادة الرئيس من الأمريكان والإخوان!! إن الأجور المرعبة التى يحصل عليها هؤلاء تجعلنا نعيد النظر فى وجود هؤلاء أصلا ومهما هددونا بترك العمل.. إننا نقول لهم مطار القاهرة مفتوح .. ولكن «اللى خد حاجة يرجعها»!!

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات