رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسلسلات بلا رسالة.. وبرامج تُروج للعنف« ٣»


أستكمل اليوم الحلقة الثالثة من سلسلة مقالاتى التى خصصتها حول دراما الشهر الكريم وأتوقف لتقييم ونقد بعضها، حيث نجد أن معظم مسلسلات رمضان الحالية يرى كثير من القراء أنها لا تصلح لشهر رمضان، كما انها تحمل معها للمشاهد علامات استفهام حول مشاهد تبرز قسوة الحياة، وتحتوى على قدر كبير من الكآبة والسلوكيات الغريبة على مجتمعنا، وتقدم قصصا تشوهه، بل تصل حدة بعضها إلى تضخيم المعاناة إلى حد السواد الكامل والاستسلام، تماما لواقع مرير يعشش فى جسد المجتمع المصرى، وأعتقد أن هذا الأمر قد يكشف خطايا الواقع وعيوبه، لكنه من ناحية أخرى لا يحمل معه أى بصيص من أمل فى هذا الواقع، أو حتى التفكير فى تغييره، وأنا أرى أن للدراما دورا حيويا فى المرحلة الصعبة التى نعيشها والتى نرى فيها ممارسات وسلوكيات وأخلاقيات بعيدة تماماً عن طبيعة الشعب المصرى العريق، الذى عرف بالطيبة والكرم والبساطة والتسامح والشهامة فى تعاملاته اليومية، باستثناء ذوى الميول الإجرامية أو الفصيل الذى ينتمى لجماعة الإرهاب الأسود، وهم فئة قليلة العدد بالنسبة لتعداد الشعب المصرى الذى تجاوز الـ٩٠مليونا مؤخراً.ولكن من ناحية أخرى لابد أن يراعى صناع الدراما أن المشاهد الصائم فى الشهر الكريم كان يبحث هذا العام عن جرعة من الترفيه أو التسلية الراقية أو المتعة ذات القيمة فى الدراما، بعد ثلاثة أعوام ونصف من المعاناة والفوضى والتخبط، فلم يجد أمامه هذا المتنفس لأن معظم الدراما تقدم له واقعا مريرا يرفضه وقسوة هو يريد أن ينساها، ومعاناة تصدر له مناخا من الكآبة .فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد مسلسل «المرافعة» يقدم سيرة رجل أعمال فاسد، كون ثروته الضخمة دون أن نعرف خلفيته، لكننا نرى سلسلة من المشاهد التى تبين الانفلات الأخلاقى والتنقل بين النساء وفقا لأهوائه، ولا حدود لهذا الفساد المستمر، بينما نرى سلسلة متواصلة من الفساد والضياع فى ممارسات ابنيه الشباب، حيث ابنه الطالب الجامعى يتعاطى المخدرات جهارا نهارا، ويتباهى بذلك ونرى العنف والتحقير والقسوة مع زوجته الأولى وأم أبنائه، ونرى الأم تبدى اعتراضا على ممارسات الأب مع ابنه لكنها بلا حيلة أمام سطوة نفوذه وثرائه الفاحش، ونرى النساء يهرعن إليه، ويتقبلن كل أساليبه العنيفة ويساعده رجل أمن فاسد يتعاطى المخدرات، وسكرتير يسهل له كل الخطايا، كما ينتقل المسلسل إلى أسرة صديقه الابن، وهى من أسرة فقيرة، لكنها ايضا أسرة فاسدة ترضى بانحراف الابنة وعلاقاتها المشبوهة بالشباب، وتعدد علاقاتها غير المشروعه، وبين هذا وذاك المستوى لانرى أى نموذج طبيعى أو شخصية عادية، فالكل لديه عقد نفسية، والكل يرضخ أمام سطوة المال، ورغم اعتراضى على فكرة تعميم الفساد على الجميع، فإنه قد خفف من ذلك أداء الممثلين المتميز، حيث نرى غلاظه وتسلط وغرور فى أداء باسم ياخور يتناسب مع رجل الأعمال الفاسد، لكن فى المقابل نرى أن هذا الإيقاع لا يتغير فى كل المواقف، وتبدو شيرين رضا قد تطورت فى أدائها، أما الابناين فكل منهما يؤدى دوره بطبيعية، وكذلك صديقة الابن، ويحدث تمثيل الفنانة الكبيرة سميحة أيوب و الفنان فاروق الفيشاوى توازنا فى مواجهة كثرة المشاهد ذات الصوت العالى والعنف والانحرافات المسيطرة على العمل ،، وانتقل إلى مسلسل «تفاحه آدم» الذى يركز على فساد رجال الشرطة منذ الحلقة الأولى، ويبدو أن هذا أحد أهداف هذا المسلسل وغيره من المسلسلات فى مناخ درامى يكرس ويؤكد فساد رجال الشرطة، بل وفساد المجتمع ككل. وللحديث بقية،