رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

وضاعت الأخلاق والمبادئ

جريدة الدستور

كنت قد كتبت من قبل أتساءل عن الأخلاق والمبادئ النبيلة التي ترعرعنا ونشأنا عليها وتعلمناها منذ الصغر والتي يحثنا عليها ديننا الحنيف....فأكتب لكم مقالي هذا بعد أن طالعت في الصحف الورقية والمواقع الالكترونية المختلفة عن ظاهرتين رأيناهما بكثافة في الأونة الأخيرة.... فالظاهرة الأولى هي ظاهرة "التحرش" وهي التي يقوم فيها الشباب بالتصدي للفتيات في الشوارع والميادين المختلفة وللتحرش درجات تبدأ من التحرش اللفظي أي أن يتلفظ الشاب بكلمات من شأنها "جر شكل" البنت المراد التحرش بها مثل "يا مزة" و"يا عسل"....إلخ وصولا إلى الاغتصاب وهذا اقصى درجات التحرش ولكن نستطيع الآن أن نمئن أنفسنا بعد تفعيل قانون التحرش الجديد والذي صدق عليه الرئيس السابق المستشار عدلي منصور قبل أن يترك منصبه كرئيس للجمهورية بأيام ....فنرى الشباب الآن بعد تطبيق القانون أكثر التزاماً خوفاً من السجن بالاعوام وضياع المستقبل وضياع المستقبل هباءاً
ولكن أرى من وجهة نظري أن تطبيق هذا القانون جاء متأخرا بعض الشيء لأننا كثيراً ما واجهنا مثل تلك الظاهرة ولكننا كنا نخاف نحن البنات أن نستنجد بأحد انجد السكاكين والاسلحة البيضاء في وجوهنا ونحن هذا الجنس الناعم كما يطلق البعض علينا لا حول لنا ولا قوة أمام هؤلاءقبل تفعيل هذا القانون
أما الظاهرة الأخرى التي حاوطتني على المواقع الالكترونية المختلفة والتي استفزتني بشدة وانتشرت مع بداية امتحانات نهاية العام في كافة المراحل وهي ظاهرة الغش ومنها غش فردي وغش جماعي والأدهى والأمر أن هذا الغش يتم على الموضة هذا العام حيث أنه يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر والواتساب....إلخ بواسطة الهواتف المحمولة الحديثة وهنا نرى أن هناك ناس يتم ظلمهم وهم الذين ذاكروا وتعبوا واجتهدوا ومساويتهم مع الغشاشين اللذين ليس لديهم أي حياء أو دين ...على الرغم أنه من المفترض أن تمنع هذه الهواتف من دخول لجان الامتحانات وبالفعل يحدث هذا ولكن ماذا نفعل أمام بلطجة بعض الطلاب الذين يحملوا الأسلحة البيضاء ويتم تسريب الأسئلة والاجابات عبر تلك المواقع
أعتذر عن الاطالة في المقدمة ولكن كان لابد من التوضيح ...حيث أكتب لكم مقالي هذا وأنا أبكي دماً لا دموعاً على الاخلاق والقيم النبيلة التي ضاعت في زحام التكنولوجيا الحديثة بوسائلها المتعددة ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتسرب من خلالها الامتحانات ويضيع ببساطة وجرة قلم تعب ومجهود الأساتذة واضعي تلك الأسئلة
ولكن من وجهة نظري حرام أن اتهم التكنولوجيا ووسائلها وحدها في الوصول لتلك المرحلة ولكن أعيب على الطلبة ومن يقوم بهذه الأشياء منهم لأن الغش موجود من قبل وجود تلك التكنولوجيا بوسائلها المتعددة أعيب على الشباب الذين يستخدموها استخدام خاظئ لأنهم لم يعوا جيداً بتعاليم ديننا الحنيف حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم"من غشنا فليس منا" صدق رسولنا الكريم وقد نهانا الله عنه في العديد من آيات القرآن الكريم
ناهيكم عن ذلك يا أعزائي فبالرغم من انتشار الحملات الأمنية المكثفة على لجان الامتحانات نجد بعض الانفلات من جانب بعض البلطجية الذين يحملوا الأسلحة البيضاء وبعض الحوادث التي تصل لحد قطع أصابع المدرس الذي يمنع الطالب من الغش
إذن أعود وأتساءل أين الأخلاق والمبادئ التي نشأنا وتربينا عليها منذ صغرنا فنحن الجيل السابق مررنا بامتحانات الثانوية العامة وكان لا يوجد فيس بوك ولا تويتر ولا حتى الواتس أب ولكن كنا نعبرها بسلام وأين الاباء والأمهات ألم يعوا أن عليهم دوراً كبيراً يف توعيى ابناءهم لخطورة ماهم فيه أنني أناديهم وأقول لهم اتقوا الله في أبناءكم ولا تتركوهم حتى يصلوا لهذا الحد
وأخيراً أناشد سيادة الرئيس ومعالي وزير الداخلية ...مثلما أوضعتم قانونا رادعا من أجل وقف ظاهرة التحرش والتي جعلت الشباب ييلتزموا بعض الشيء وهو يسيروا قي الشوارع نرجو منكم أن تضعوا قانون رادع مثله للغش بكافة أنواعه ....أعرف أنكم لا تودوا ضياع مستقبل الشباب ولكن هم الذين يضيعوا أنفسهم بأنفسهم عندما ييعرضوا أنفسهم لتلك المخاطر....بالفعل أنني أشفق عليهم ولكنها ظاهرة وانتشرت ولابد لخا من وقفة حاسمة كما وقفتوا للتحرش وقفة حاسمة
أعرف أن لديكم من الأعباء والمسؤوليات ما يكفيكم ولكنني أخاف على شبابنا وهو رجال المستقبل وأود أن تساعدوهم حتى لا تدركهم المهالك ويضيع مستقبلهم هباءا....