رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

صراعات الفناء

المستشار / علاء الدين
المستشار / علاء الدين إبراهيم محمود


لماذا لا يعم السلام العالم ؟ قد يبدو هذا التساؤل غريباً بعض الشئ فى أيامنا المعاشة حالياً فلعلنا لا نجد مكاناً فى العالم الآن يخلو من صراعات عرقية أو إثنية أو مذهبية و هذه الصراعات قد تمتد لعقود طويلة لا لشئ إلا لرغبة كل طرف فى إبادة الطرف الآخر و إجتثاث أي أثر له من الوجود .
و لعله من غرائب الأمور أن المجتمع الدولى قد فشل فشلاً ذريعاً فى إخماد شرر الحروب فى أرجاء العالم ففى أعقاب الحرب العالمية الأولى ظهرت عصبة الأمم فى محاولة لإيجاد حل للنزاعات الدولية لكن باءت تلك الجهود بالفشل الذريع و تجلى ذلك فى نشوب الحرب العالمية الثانية فى الفترة من عام 1939م و حتى عام 1945م ؛ وبعد هذه الحرب الضروس - التى زُهقت فيها أرواح الملايين من الأبرياء من المدنيين فى أرجاء العالم أجمع من أجل أهداف واهية لا قيمة لها - ؛ ظهرت الأمم المتحدة كمنظمة عالمية جامعة لدول العالم و ذلك للعمل على الحفاظ علي السلم و الأمن الدوليين و تم توقيع العديد من الإتفاقيات الدولية فى محاولة للوصول لهذا الغرض النبيل كإتفاقيات جنيف الأربع و غيرها إلا أن كل هذه الإتفاقيات و المواثيق الدولية ذهبت أدراج الرياح و أدى ذلك إلي فقدان الثقة فى هذه المنظمة العريقة نظراً لضعف دورها فى حماية المدنيين فى حروب الإبادة التى يتعرضون لها و اكتفائها فقط بتقديم الغوث و الإعانات الغذائية و الدوائية دون الوصول لحلول حقيقية من شأنها إنهاء النزاعات فى بلاد العالم أجمع .
إن العالم الآن بحاجة ماسة إلي تفعيل دور الأمم المتحدة و مجلس الأمن و المنظمات الأقليمية كجامعة الدول العربية و الإتحاد الأفريقى و غيرها من أجل إرساء قيم السلام ونشر ثقافة التسامح و نبذ العنف والحروب العبثية التى تخلف ضحايا لا ذنب لهم إلا وجودهم فى عالم خال من قيم الإنسانية .
و اختم كلامى بهذه الدعوة التى و جهها الحق سبحانه و تعالى لشعوب العالم أجمع فى كتابه الكريم بسورة الحجرات بالآية 13( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .