رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأحد.. القومي للترجمة يناقش "حركة الإصلاح في التراث الإسلامي لـ شارل سان برو

الأحد.. القومي للترجمة
الأحد.. القومي للترجمة يناقش "حركة الإصلاح في التراث الإسلا

يقيم المركز القومي للترجمة، ندوة لمناقشة كتاب "حركة الإصلاح في التراث الإسلامي"، بحضور مؤلف الكتاب شارل سان برو والمترجم ـسامة نبيل، في الخامسة من مساء الأحد القادم الموافق 5 يناير، وذلك بقاعة طه حسين بالمركز القومي للترجمة.

يقدم الكتاب موضوعًا غاية في الأهمية، ويكتسب أهمية أكبر عندما نضعه في سياق ما يحدث الاًن في مصر؛ حيث يؤكد الكاتب مرارًا وتكرارًا كيف أن الإسلام  دين التزام وتطور، وأن التوحيد جاء لينقل البشر إلى مرتبة أسمى وأعلى وليس العكس، و أن ما يفعلة مدعيين الإسلام يصب في إطار الأفكار السائدة التي يصنعها أعدائه مستهزئين بالإسلام والمسلمين.

يسعى  المؤلف على مدار الكتاب لتوضيح كيف أن الاجتهادات المغلوطة التي يقدمها بعض من يحسبون على علماء المسلمين، تؤثر سلبا على صورة الإسلام في الغرب، وأن السلفية الصحيحة لا تعنى الركود والجمود الفكري، بل التمسك بالأصول والمبادئ الرئيسية للإسلام وسماحته.

يتكون الكتاب من 191 صفحة موزعة بين ثلاثة أجزاء وخاتمة؛ حيث يعلن المؤلف في مقدمة الكتاب وبمنتهى الصراحة، عن الخطأ الجسيم الذي وقع فيه الفكر الأوروبي بشأن ربط تراجع المجتمعات الإسلامية بجمود الإسلام.وتعجب بسخرية من الموقف الغربي من الإسلام، والمبنى على أسس وتفسيرات سطحية.لذا فقد تبنى قضية كبيرة ومهمة، إلا وهى أن الدين الإسلامي دين تطور وإصلاح، ونظرا لان الإسلام دين ودنيا فهو يهتم ليس فقط بالعبادات لكن أيضا بالمعاملات.

في الجزء الأول من الكتاب يقدم المؤلف تعريفا دقيقا لمعنى الإصلاح وعلاقته بالفكر السلفي، ثم يتحدث في الجزء الثاني باستفاضة عن الحركة الإصلاحية في التاريخ الإسلامي منذ بداية تأسيس الدولة العثمانية حتى العصر الحديث، وكان من الطبيعي أن يتحدث المؤلف في الجزء الثالث والأخير عن الإسلام وتحديات العصر والعالم الغربي، وكرس مساحة كبيرة من هذا الجزء لتاريخ الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر في الثلاثينيات من القرن الماضي ويظهر المؤلف كيف تحول الحلم بالمدينة الفاضلة من المثالية الى الثورية،وابرز المؤلف التعارض بين الفكر الإصلاحي السلفي وفكر الإخوان المسلمين الثوري؛ حيث يؤكد أنهم لم يأتوا بجديد على المستوى الديني بل ركزوا على العمل السياسي.

بحسب المؤلف، فانه لا وجود للدولة الدينية في الإسلام، لأن الإسلام يهتم بالسياسة التي تنظم المجتمع بطريقة لا تتعارض مع المبادىء الأساسية للدين والتي تهدف إلى تماسك المجتمع والتعايش السلمي، ويختتم كتابه بأنه يجب أن يعتمد المسلمون في العصر الحاضر والمستقبل على الاجتهاد من أجل تحقيق التقدم والتجديد والعدالة الاجتماعية.

يؤكد مترجم الكتاب الدكتور أسامة نبيل، أن هذا الكتاب سيضيف جديدا إلى القارىء العربي ليس فقط بغرض الإطلاع على أخر ما كتبه الغرب عن الثقافة الإسلامية والعالم الإسلامي بل للتعرف على وجهة نظر الأخر المتعددة عن الإسلام والمسلمين، فعندما يقوم مفكر كبير ورجل قانون واستاذ جامعة مثل شارل سان برو بتصحيح كثير من المفاهيم الإسلامية عند الغرب، سيكون حديثه مقبولا لدى الغرب لأنه يمثل ثقافتهم،و لأنه حاول أن يكون موضوعيا وعادلا.

المؤلف شارل سان برو، مدير مرصد الدراسات الجغرافية السياسية بباريس،وباحث في مركز موريس هوريو بكلية الحقوق بباريس، وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة اوبرتا باسبانيا،كتب العديد من المؤلفات في مجال الإسلام والعالم العربي وترجمت أعماله إلى لغات أجنبية كثيرة.

المترجم الأستاذ الدكتور أسامة نبيل أستاذ الأدب الفرانكفوني والمقارن بجامعة الأزهر، وأستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة اوبرتا باسبانيا وجامعة ستراسبورج بفرنسا، اصدر بحوثا باللغة الفرنسية في مجال النقد الأدبي والمسرحي والترجمة الدينية، عميد المعهد العالي للغات والترجمة بالسادس من أكتوبر، ورئيس قسم اللغة الفرنسية والدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة- جامعة الأزهر.