رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حول صلاح نصر مسار حياة مصطفي الفقي للعمل الدبلوماسي

مسار حياة مصطفي الفقي
مسار حياة مصطفي الفقي

كشف الدكتور مصطفي الفقي، في مذكراته الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، تحت عنوان "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، كيف أن رئيس جهاز المخابرات "صلاح نصر" غير مسار حياته من العمل بجهاز المخابرات ونصحه بالعمل في السلك الدبلوماسي من خلال وزارة الخارجية المصرية.

وقال الفقي:"أمضيت سنوات الكلية الأربع بيسر ونجاح، ثم ظهرت نتيجة السنة النهائية في شهر مايو 1966 وحصلت علي تقدير جيد مرتفع بسبب انشغالي بالنشاط الطلابي والسياسي، وبعد أيام من تخرجي جاء إلي منزلنا بمصر الجديدة مندوب من المخابرات العامة يحمل إشارة يدعوني إلي حضور اختبار في مقر الجهاز، لم أكن متحمسا لذلك بحكم طبيعتي المنفتحة ورغبتي في العمل السياسي العام، وليس في الأعمال السرية والحذر الأمني ومع ذلك حرصت علي تلبية الدعوة وحضرت ذلك الاختبار".

و تابع " حضر السيد صلاح نصر، رئيس الجهاز وقتئذ جانبا من الاختبار، وشارك فيه أيضا أستاذ مرموق متخصص في الدراسات السلوكية من جامعة عين شمس، وعندما جري توزيع استمارة علينا تشمل سؤالا:"هل أنت عضو في تنظيم سياسي؟" أجبت: "نعم أنا عضو مجمد في التنظيم الطليعي"، وفي نهاية اليوم استقبلنا السيد "صلاح نصر" الذي نظر إلي قائلا:"إن قدراتك تمضي علي نحو أفضل في الحياة السياسية العامة وليست في كواليس الأجهزة."

في مساء نفس اليوم استدعاني الدكتور حسين كامل بهاء الدين، أمين الشباب في الاتحاد الاشتراكي، وأبلغني أن السيد علي صبري أبدي استغرابه من إفصاحي عن عضويتي في التنظيم الطليعي رغم أنه عمل سري فقلت له:"أنا لم أعد أعرف هل مازلت جزءا من التنظيم أم لا؟ وهل تكون سرية التنظيم علي المخابرات العامة أيضا؟" ضحكنا معا وانتهي الحديث.

و استكمل "الفقي" مؤكدا، كنت في ذلك الوقت أتصور أننا في دولة واحدة ولكن في الحقيقة كان يوجد في الدولة المصرية مراكز قوي متعددة مثل المجموعات التي كان يرأسها كل من زكريا محيي الدين وعلي صبري والمشير عامر.

بعد تخرجي من الجامعة وقبل صدور نتائج اختبارات المخابرات العامة٬ تقرر أن أتفرغ للعمل في منظمة الشباب العربي الاشتراكي، مسئولا عن تثقيف الشباب في القاهرة٬ وكانت هذه اللجنة تضم قيادات الشباب بدءا من الراحلين حسين كامل بهاء الدين، وعادل عبد الفتاح العالم المصري الذي رحل في عام 2018 بالولايات المتحدة الأمريكية بعد أن ترك رصيدا علميا أشادت به الدوائر الطبية في أنحاء العالم، وضمت كذلك كلا من عبد الأحد جمال الدين، ومفيد شهاب، بالإضافة إلي عبد الغفار شكر، وهاشم العشيري، ومحمود شريف وغيرهم من أعضاء هيئة التدريس.