رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سهير عبد الحميد تروي سيرة قصور مصر المهجورة

الكاتبة الصحفية سهير
الكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد

رصدت الكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد أبرز قصور مصر، وذلك في كتابها (قصور مصر) الصادر عن الهيئة العامة للكتاب والتي أشارت فيه إلى عدد من القصور التى أصبحت مهجورة منها قصر شامبليون، قصر إسماعيل المفتش، وقصر الأمير عمر طوسون وغيرها من التحف المعمارية.

قصر إسماعيل المفتش
تقول سهير في كتابها إن قصر المفتش يكتسب أهمية من خصوصية صاحبه، الرجل الذي شكّلت حياته ومماته أكثر من علامة استفهام، فهو أغنى رجل وأدهى سياسي عرفته مصر الحديثة، الخديو الصغير كما يطلق عليه العامة.

وتواصل الكاتبة في (قصور مصر): "هذه السـراي في ميدان لاظوغلي أشهر ميادين القاهرة تحولت الآن إلى خرابـة تسكنهـا الوطاويط والثعابين والفئران، بعد أن تركتها وزارة المالية منذ نحو 10 سنوات خلت، وشوهتها برافانات زجاجية لا تمتُّ لعمارة المكان بصلة.

ويعد هذا القصر واحدًا من بين قصور المفتش العديدة في القاهرة والإسكندرية وعشرات المنازل التي اقتناها، فهو الوحيد الذي له هذه الهيبة والمكانة والمساحة، وقد مزج في السراي، التي بنيت في موقع البركة الناصرية بعد ردمها - في تصميمه وأثاثه وزخارفه بين طراز النهضة الفرنسية ونظيرتها الإنجليزية.

وتحدث عنه القنصل الأمريكي إدون دي ليون باستفاضة: «إن البساتين والحدائق التابعة للسراي تغطي مساحة لا تقل عن مساحة الأرض التي أقيمت عليها الأهرامات الثلاثة، وإذا أراد الإنسان أن يشاهدها وهو سائر على قدميه دون انقطاع فلن يكفيه حتى الصباح!

ولفتت مؤلفة الكتاب إلى أنه لم يتبق بالسراي سوى بعض لمحات جمال في سقف الدور العلوي، زخارف مغطاة بماء الذهب، لوحات زيتية تنتمي لعالم الأساطير بشخوصه: كيوبيد، أفروديت، الجنيات نصف العاريات، والتي تعلن عن حال المصورين والمَثَّالين في عصر النهضة الأوروبية، رسوم أخرى لأطفال مجنحة محلقة في الهواء".

وصف مستر ليون

أما حجرات القصر فعددها بالآلاف، وقاعاته يفتح بعضها على بعض وصفها مستر ليون قائلًا: «إن ستائر الشبابيك من القطيفة الحمراء، وتختلف ألوانها بكيفية محسوسة من لون الشوكولاته للأصفر والسنجابي والكراسي والأرائك في كل حجرة مكسوة بالقطيفة ذاتها، وفي لونها، على الطريقة الفرنسية.

على أن عدد الأرائك كان قليلًا، ولم يوجد منها إلا قليل في بعض الحجرات المعدة لاستقبال أصدقاء الوزير من أولاد البلد، أما الميزة الجلية فهي أن لون كل حجرة كان يتظلل بلون الحجرة التالية من الأسود إلى الفاتح بالجمع بين عموم ألوان قوس قزح، وكان التفنن في ذلك عجيبًا حتى إن ألوان ذات السدول على الأبواب والستائر الثقيلة على الشبابيك كانت مندمجة مع بعضها بالكيفية عينها" وسقف قصر إسماعيل المفتش من النوع البغدادلي الذي يتكون من شرائح خشبية تثبت في أسفل العروق والعوارض الحاملة للسقف، والتي تتباعد على مسافات بينها، أما أرضيات القصر فقد اتبعت الأسلوب الأوروبي بأنها كانت في مستوى واحد، وهي بذلك عكس المنازل الإسلامية التي شيدت في العصرين المملوكي والعثماني حيث كانت أرضياتها لا تسير على مستوى واحد؛ لأنها لم تكن متساوية الارتفاع.

وقد غطيت أرضيات القصر إما ببلاطات الموزايكو أو بألواح الخشب الباركيه مثل سائر قصور ذلك العصر، واقتبس المفتش نظام الشباك الفرنسي الذي يتسم بوضع حواجز معدنية على نوافذ القصر كبيرة الحجم لتحقيق الأمان.