رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أنثروبولوجيا: الواحات البحرية هى واحات الفن والجمال

 الدكتور محمد أمين
الدكتور محمد أمين عبد الصمد

قال الدكتور محمد أمين عبد الصمد، الباحث في الأنثروبولوجيا الثقافية، إن الواحات البحرية أقل ما يقال عنها أنها واحات الفن والجمال، وهو أحب الأسماء إليه، فلا توجد صورة أو مكان بها إلا ويوجد به جمال رسمه وصنعه الله لكى تستمع به العين.

وأضاف "عبدالصمد"، خلال الحلقة الثامنة من برنامج "حكاوى الخطاوى" الذى أطلق فعالياته "أون لاين"، عبر قناته على موقع اليوتيوب، فى أواخر شهر نوفمبر من العام الماضى، "فى المنطقة الواقعة بين الواحات البحرية ومنطقة الفرافرة توجد ما تسمى بالصحراء البيضاء التى تحتوى على تشكيلات صخرية غاية فى الجمال تأخذ أشكالًا متعددة، منها ما هو على شكل البشر أو الطيور أو حيوانات، وهى منطقة محمية رائعة تستخدم للسفارى ومزار للسياح، وهناك أيضا منطقة التلال أو الجبال السوداء وهى من المناطق التى تتميز بها الواحات البحرية.

وتابع عبد الصمد، أن الواحات البحرية هي أقرب الواحات المصرية الخمس الكبرى إلى وادي النيل، إذ تقع على بعد حوالي 180 كيلو مترًا غرب النيل في مواجهة البهنسا التابعة لمحافظة المنيا، ويحيط بالواحات بعض الغرود الرملية وهي كثبان رملية تتحرك بفعل الرياح، ولعبت النباتات الصحراوية المعروفة في مجتمع البحث باسم الطرفة والقرطة، بدور كبير في تثبيت جزء كبير من هذا الغرد بحيث أصبحت عائقًا أمام زحف رماله، وأصبحت خطورة الغرد محصورة في طرفه الشرقي الزاحف في اتجاه الجبال التي تحيط بالقرية من جهة الشرق طامسة معها بعض الحقول الخضراء.

وأشار إلى أنه يوجد عدد من الدروب تتخلل الصحراء المحيطة بالواحات البحرية، وكانت هذه الدروب هي الطرق القديمة التي تصل الواحات بما حولها من مجتمعات، وكانت الوسيلة الوحيدة للانتقال والتواصل هي الإبل، وتتكون الواحات البحرية من مدينة الباويطي وثلاثة قرى أساسية هي منديشة والزبو والقصر، وكل من هذه القرى يتبعها عزبًا وتوابع صغيرة.

وأوضح الدكتور محمد أمين أن سكان الواحات البحرية يعدون سبيكة متجانسة بشريًا، رغم تعدد الأماكن التي قدم منها الأجداد الأُول للعائلات والقبائل المتواجدة حاليًا بالواحات، ولطبيعة مجتمع الواحات التقليدية فإن اهتمامهم بأصول عائلاتهم ونسبهم يحتل مساحة كبيرة من وجدانهم وأفكارهم حول ذاتهم وحول الآخرين أيضًا، ويرجع أصل سكان الواحات إلى أماكن متعددة، فمنهم من هم من سكان الواحات أساسًا وكانوا من السكان الأصليين الذين كانوا يعتنقون المسيحية وقد دخلوا الإسلام تباعًا على فترات متباعدة، وهناك بعض العائلات التي ترجع أصولها إلى القبائل البدوية التي كانت تأتي إلى الواحات للتجارة، وهناك بعض العائلات التي يعتقد أهل الواحات إنتمائها إلى أصول تركية، وأخرى ترجع أصولها إلى مناطق مختلفة من صعيد مصر.