رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خسر مبلغ مالي كبير بسبب لحيته».. حكاية أحمد مظهر مع «عبد المطلب» ونجيب محفوظ

أحمد مظهر
أحمد مظهر

نشرت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها الصادر 11 يوليو عام 1981 خبرًا طريفًا عن الفنان الكبير أحمد مظهر، الذي أطلق لحيته لتجسيد شخصية عبد المطلب جد الرسول محمد في مسلسل "محمد رسول الله".

ورفض الفنان أحمد مظهر إغراءات مالية كثيرة للاحتفاظ بشكله الطبيعي بدون اللحية، ما جعله يخسر 30 ألف جنيه كان يحصل عليهم من المنتج محمد عمارة والفنان سيد بدير نظير اشتراكه في أكثر من عمل بدون اللحية.

وكان الأديب أحمد مظهر تجمعه صداقة قوية بالأديب الراحل نجيب محفوظ، وفى أحد أعداد مجلة الكواكب عام 1968 تقمص الفنان الكبير أحمد مظهر دور الصحفى، وأجرى حوارا مع صديقه الأديب الكبير نجيب محفوظ سأله فيه عن رواياته وأعماله، وحمل الحوار الكثير من روح الود والدعابة بين الفنان الكبير والأديب العالمى.

وقال أحمد مظهر عن صداقته للأديب العالمى: "نجيب محفوظ هو صديقى الأول ولا يعلو عليه أحد فى قلبى"، وبدأ الحوار بدعابة سأل فيها نجيب محفوظ الفنان أحمد مظهر، قائلا: "أنت ناوى تبقى صحفى.. أُمال الصحفى يشتغل إيه؟"، فأجابه مظهر، قائلا: "أى حاجة إلا التمثيل دى نصيحة لوجه الله"، وسأل مظهر الأديب الكبير عن رأيه فى فيلم قصر الشوق، فأكد محفوظ أنه معجب بالفيلم، مشيدا بدور المخرج حسن الإمام ووصفه، بأنه "روح الفيلم وعصبه"، مؤكدا أن إيرادات الفيلم أثبتت نجاحه.

وحول ما قيل عن فيلم قصر الشوق في ذلك الوقت، وجه أحمد مظهر سؤالا لنجيب محفوظ، وقتها هل الفيلم عرض جنسى صارخ من النوع الذى لا يألفه المجتمع، فأجاب محفوظ قائلا: "والله أنا محتار بقى كل الأفلام اللى بتتعرض من 20 سنة فيها جنس فقط، وقصر الشوق فيه جنس صارخ، أنا عاوز أسأل ليه بنقبل الجنس الأجنبى ونكره الجنس المصرى وفيه نقطة هامة، الجمهور لا يتخيل أنه يرى فيلما من غير جنس، والجنس معروض فى فيلم قصر الشوق بعلاج ومناسبة".

ووصف نجيب محفوظ الكاتب والأديب خلال هذا الحوار بأنه مثل "عربية الرش" لأنه لا بد أن يمتلئ من أدب الآخرين ليعطى الآخرين، مشيرا إلى أن معظم الأدباء فى مصر متعبين؛ لأن معظمهم غير متفرغ، وكثير منهم موظفون حكوميون أو صحفيون، وهناك غيرهم مدفونون.

وسأل مظهر نجيب محفوظ، قائلا: "يصفونك بأنك كاتب الأزقة والحوارى وشوارع المدن فقط، وأنك لم تهتم بالقرية، فأجاب الأديب العالمى: عندك حق، لكن من أين أجد الوقت لكى أذهب إلى الريف وأعيش فيه، وعلشان أكتب عن الريف لازم أكون منفعل بالريف تماما كما انفعلت بالأزقة والحارات، وحتى يظهر الأدب واقعيا صادقا ومعبرا".