رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الرفيق 10»| حققنا كأس العلم لكن سعر الخبز لم ينخفض.. اللحظة الأسعد في حياة «مارادوانا»

جريدة الدستور

"اللعب في منتخب بلدي يجب أن يكون أهم شيء في الدنيا، لم يكن مهمًا أن نقطع آلاف وآلاف الكيلومترات، سأفعل ذلك، إذا كان عليّ أن ألعب أربع مباريات في الأسبوع سأفعل ذلك، إذا كان علينا أن نسكن في فنادق متداعية تكاد تسقط على آذاننا، سأتحمل ذلك، سأفعل أي شيء من أجل الأرجنتين، من أجل القميص الأزرق الفاتح والأبيض تلك هي الفلسفة التي أردت أن أعبر عنها"، هكذا تحدث النجم الأرجنتيني دييجو أرماندوا مارادونا عن شعوره تجاه انضمامه لمنتخب بلده، ولحظاته الأسعد، فوزه بكأس العالم.

يحكي "مارادونا" عن تلك الفترة، ويقول إن رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي "ماناريزي" وضع العقبات في طريق اللاعبين الدوليين في ذلك الوقت، أعطى للاتحاد الإيطالي حق منع اللاعبين من السفر، وتساءل "دييجو" عن ذلك، قائلًا:"ماذا؟ ولا حتى بيرتيني نفسه يستطيع أن يمنعني من السفر إلى بوينس آيرس"، وكان "ساندرو بيرتيني" حينها رئيسًا لإيطاليا.

بدأت الرحلات الماراثونية يوم الأحد 5 مايو، تعادل "نابولي" دون أهداف ضد نادي "يوفنتوس" في نابولي، ومن الملعب نفسه انطلق اللاعبين إلى روما في إحدى سياراته، وكان قد تم التخطيط كي ترافقهم سيارات شرطة على الطريق، ولكن الشرطة لم تحضر، كان "مارادونا" يقود بصعوبة في زحمة يوم الأحد وتمكن من قطع المسافة خلال ساعة ونصف، صعد الطائرة، وهبط في "بوينس آيرس" ويوم الخميس دخلت الملعب في الـ "مونيو منيتال" لمواجهة الباراجواي، تعادل (11) وأحرز هدف الأرجنتين، ويوم الثلاثاء 14 مايو، 1986، واجه المنتخب الأرجنتين"تشيلي" وربحوا "2صفر" وسجل "مارادونا" هدفًا، وعاد إلى إيطاليا.

كان الناس وقتها قد بدأوا يختلقون القصص عنه في جميع الأحوال، نشروا خبرًا بأنه حصل على (80000) دولار ليلعب هاتين المباراتين لمنتخب الأرجنتين، وعن ذلك يقول "مارادونا": "هذا المبلغ من النقود لم يكونوا يعطونه حتى لفرانك سنياترا إذا غنى عاريًا في ملعب مونيومنيتال".

ويحكى عن مباراته أمام "فنزويلا" ويقول: "كانت أولى المباريات التأهيلية في فنزويلا سهلة؟ لم تكن سهلة إطلاقًا، لم نحظ بأي مباراة سهلة، لم تكد أقدامنا تطأ سان كريستوبال حتى بدأت اضطرابات عنيفة حقًا، كانت الشرطة هناك ولكن كان هناك أيضًا فنزويليون عاديون أيضًا، وقد ركض أحد المجانين أمامي وركلني على ركبتي اليمنى في وقت صعب جدًا".

قضى "دييجو" طوال الليلة التي سبقت المباراة مستلقيًا على السرير وكيس من الثلج على ركبته، لم يذهب إلى النوم حتى الساعة الخامسة صباحًا، اعتقد أنها إصابة بسيطة في البداية ولكنها بدأت تسوء أكثر فأكثر، وفوق هذا كله، في تلك المباراة التي وصفها بـ"اللعينة" والمباريات التي تلتها، بدأ اللاعبون في فريق الخصم يقصدون ضربه في تلك المنطقة على ركبته اليمنى، يقول: "كانت مباراة لعينة وصعبة لأنها كلفتنا الكثير كي نفوز بها، عرض متميز ربحنا في نهايته "32" وكنا نرجو الحكم حتى يطلق صافرة النهاية، وبعد ذلك جاءت مباراتنا مع كولومبيا في "بوجوتا" في الثاني من يونيو، الضغط! لم أتعرض في حياتي لضغط مماثل، أخيرًا فزنا "31".

عن مباراة الأرجنتين ضد منتخب إنجلترا، يقول عنها دييجو أرماندوو في مذكراته: "كانت مباراتنا مع إنجلترا هي النهائي الحقيقي بالنسبة لنا، مع أننا رسميًا كنا نقول إن ليس لها علاقة بحرب "مالفيناس"، كنا نعرف كم من شباب الأرجنتين ماتوا هناك، كانوا قد أطلقوا النار عليهم وكأنهم طيور صغيرة، أنهيت الهدف الثاني بالطريقة التي كان شقيقي قد قال لي عليها في 13 مايو 1981، كنت قد قمت بحركة مشابهة تمامًا، وأعني أنها كانت مشابهة تمامًا وانتهت بتسديد الكرة إلى جانب عندما خرج حارس المرمى ليسد الطريق علي، انتهت حينها خارج المرمى بمسافة قليلة جدًا، عندما كنت قد بدأت أحتفل بالهدف".

وكانت المباراة النهائية مع ألمانيا تقترب، ألمانيا الفريق الذي راهن عليه والد "مارادونا" منذ البداية، أحرز منتخب الأرجنتين هدفين، "تاتا براون" برأسية، و"فالدانو"، لكنهم تعادلوا بهدفيين، لكن "مارادونا" كان واثقًا من تحقيق الفوز، وهو ما تم بالفعل، أحرز "بوروتشاجا" هدفًا، وعبّر "مارادونا" عن سعادته، قائلًا: "السعادة المطلقة أذكر أننا تكومنا الواحد فوق الآخر، هذا الجبل من اللاعبين، كان بإمكاننا الإحساس حينها أننا كنا أبطال العالم، كانت هناك ست دقائق حتى نهاية المباراة، انطلقت الصافرة وذهبنا إلى غرفة الملابس والكأس في يدنا وبدأنا نهاجم كل الناس، عانقنا بعضنا البعض بقوة وفعلنا شيئًا كنا وعدنا أننا سنفعله جميعًا، درنا دورة شرف حول ملعب التدريب الصغير وحدنا، كنا قد أقسمنا على ذلك الملعب نفسه بعد وصولنا إلى المكسيك مباشرة "نحن أول الواصلين هنا وسوف نكون آخر المغادرين".

ورغم أن "مارادونا" حقق حلمه بالفوز بكأس العالم، لكنه قال: "ربحنا نحن كأس العالم ولكن ذلك لم يتسبب في انخفاض سعر الخبز في الأرجنتين، أتمنى لو كان بإمكاننا نحن لاعبي كرة القدم أن نحل مشاكل الناس بلعب كرة القدم".