رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قصة صورة».. أول لقاء يجمع نجيب محفوظ وأم كلثوم برعاية «هيكل»

أم كلثوم وهيكل ونجيب
أم كلثوم وهيكل ونجيب محفوظ

كان الأديب الراحل نجيب محفوظ معروفا بتذوقه للفن والموسيقى، فقد سبق عشقه للأدب، واتجه إلى دراسة الموسيقى لاعتقاده بأنه سيتعلم منها فلسفة الجمال، إلا أنه بعد حوالي عام واحد اكتشف أنه لم يصل إلى ما كان يتصوره.

ظل نجيب محفوظ محبا للموسيقى، بسماع أغلب مطربي الجيل القديم من خلال الأسطوانات دون حضور الحفلات الخاصة بهم، إلى أن ظهر كل من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والست أم كلثوم، وكان يتابعهما بشغف كبير.

كانت لأم كلثوم حظ وفير في حياة وأدب نجيب محفوظ، فكان دائما يسمع أغانيها ويعكف على حضور حفلاتها، وذكرها كثيرا على ألسنة أبطال رواياته، رغم ما قاله في اعترافاته مع الروائي جمال الغيطاني: "في البداية لم أكُن أستمع إلى أم كلثوم، سمعناها في أسطوانات سنة 1926، كما تشاجرت مرة مع واحد لأنه قال إن أم كلثوم أفضل من منيرة المهدية".

وأضاف: "شاهدت منيرة المهدية واستمعت إليها مرتين، الأولى في مسرح رمسيس في أحد العروض المسرحية مع يوسف بك وهبي، والثانية في إحدى حفلاتها العامة وكان معي صديقي إبراهيم فهمي دعبس، واكتشفنا أننا الشابان الوحيدان بين جمهور حفلة منيرة المهدية، أما باقي الحاضرين فقد كانوا من كبار السن، مما أدهش صديقي إبراهيم فسألني: ما الذي جعلك تأتي بنا وسط هؤلاء العجائز؟ وعندما غنت منيرة المهدية ظهر عليها التأثر بتقدم العمر، فكانت تغني قليلا وتسعل قليلا، إلى أن أتمت الحفلة، وأعلنت بعدها اعتزالها الغناء، فكان لي شرف حضور آخر حفلة من حفلات منيرة المهدية التي حملت لها في قلبي إعزازا بالغا".

بعد ذلك؛ خصص نجيب محفوظ يوم الخميس من كل أسبوع لحضور حفلات أم كلثوم، التي كانت تقام على مسرح "جوزيه" أو "سانتي" بشارع عماد الدين، ورغم ذلك إلا أنه لم يلتقِِ بها إلا مرة واحدة في حياته، وسلم عليها باليد، أثناء الاحتفاء بعيد ميلاده، الذي نظمته مؤسسة الأهرام، بناء على فكرة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وكانت الست أم كلثوم من ضمن المدعوين للحفل، بحضور إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، يوسف إدريس، وتوفيق الحكيم.

وفي هذا اليوم؛ دار بين نجيب محفوظ وأم كلثوم نقاش حول عدد من الأمور، وعبرت أثناء اللقاء عن إعجابها برواياته وقصصه.