رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سمك بوري وحلوى»..كيف احتفل الفاطميون بالموالد؟

 احتفال الفاطميون
احتفال الفاطميون بالموالد

بدأ الاحتفال بالمولد النبوي من قبل الخليفة الفاطمي الحاكم بغرض كسب ود الشعب وولائه، وكما جاء في كتاب تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي للدكتور إسماعيل سامعي: "كان غرض الفاطميين التقرب من العوام والجهال واستتباعهم لهم واستجلابهم إلى دعوتهم".

وفي كتاب "من سيرة المماليك" لجيهان المأمون، جاء أن الفاطميين احتفلوا بستة موالد، المولد النبوي، مولد الإمام الحسين، مولد فاطمة الزهراء، مولد الإمام علي، مولد الإمام الحسن، كما احتفلوا بمولد الخليفة الفاطمي، وأحضر الفاطميون رفات أجدادهم وشيدوا العديد من المشاهد والأضرحة بمصر وأقاموا القباب على القبور.

ولم تقتصر احتفالات الفاطميين على أعياد المسلمين فقط، بل شملت أيضًا أعياد المسيحيين فاحتفلوا بعيد الميلاد المجيد، وكانوا يزينون الكنائس، ويوقدون المشاعل والشموع الملونة فوق المنازل والأسواق وأمام الحوانيت، وكان الفاطميون يوزعون الحلوى والسمك المعروف بالبوري في هذه المناسبة، كما كان الاحتفال بعيد شهداء المسيحيين المعروف عيدًا شعبيًا يعتبر عطلة عامة تغلق فيه الأسواق، ويفرق الخليفة الكسوة على رجال الدولة ونسائهم وأولادهم ويصرف حوائج العيد من بيت المال.

ومن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في العصر الفاطمي أن الاستعداد كان يبدأ في دار الفطرة وهي دار شيدها الخليفة الفاطمي العزيز بالله خارج قصر الخلافة أمام الباب الذي يدخل منه إلى المشهد الحسيني واسمه باب الديلم، حيث تعد كميات كبيرة من الحلوى يستخدم في إعدادها عشرون قنطارا من السكر، أي ما يوازي 900 كجم، وتوضع الحلوى في 300 صينية توزع على الناس في الجامع الأزهر وكان الاحتفال الرسمي يبدأ بعد صلاة الظهر بخروج قاضي القضاة في موكب يصحبه المكلفون حمل تلك الصواني إلى مكان جلوس الخليفة وترش الطرق بالرمال، ويصطف الجنود على جانبي الطريق.