رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخسارة الأولى


بعد اكتساح ١٩٥٨- ١٩٥٩، كان طبيعى جدًا إنه الفرقة تفك، وتتصور إن الفوز هـ ييجى هـ ييجى، اللى ساعد على كدا، إنه عيلة سليم كانت بـ تواجه ظروف شخصية، تخليهم مش مركزين أوى مع الفرقة، إنما عمومًا، كانت الأجواء مش ولا بد.
فى المقابل، الزمالك والترسانة، كل نادى منهم عمل فرقة كويسة، فـ من بداية الدورى، اللى كان ١٨ جولة، بانت إن الموسم دا مش بتاعنا، أربع مباريات متتالية، فوز واحد فقط.
٤ مباريات دول، يعنى نص الدور الأول، ومع إنه يعنى، النتايج اتحسنت شوية، فى النص التانى لـ الدور الأول، وكسبنا الزمالك فى ختامه، بس كنا متأخرين.
بداية الدور التانى، كانت أسوأ من بداية الدور الأول، ٥ مباريات، بـ فوز واحد يتيم، بعد الخمس مباريات دول، كان فاضل ٤ مباريات على نهاية الموسم، وخلاص، كدا خرجنا فعليًا من المنافسة.
المحزن فى الأمر، هو كيف انتهت الحكاية، المنافسة كانت بين الترسانة والزمالك، الترسانة متقدم بـ نقطة، وفضل الترسانة متقدم بـ نقطة، وفاضل جولتين، آخر ماتشين لـ الزمالك، كان مع الترسانة نفسه، ثم مع الأهلى.
بينما الترسانة هـ يختتم ماتشاته على ملعبه، قصاد اتحاد السويس، ودا معناه إنه الترسانة أقرب بـ كتير لـ الدرع، هو بس يتعادل مع الزمالك، يفضل متقدم بـ نقطة، آخر ماتش الفوز فيه مضمون، زائد الزمالك هـ يلاعب الأهلى.
إنما الزمالك لـ الأمانة، عمل ماتشين يتحفظوا فى تاريخه، أولًا، كسب الترسانة ٣ صفر، فى ماتش ياما سمعت عنه، من كبار الزملكاوية، لما كنت طفل، فـ بقى هم المتقدمين بـ بنط.
بقى الأمل الوحيد لـ الترسانة، إنه فى آخر جولة، الأهلى يغلب الزمالك، حتى التعادل، يخلى الزمالك بطل الموسم، لـ إنه الزمالك كان فارق فى الأهداف كتير أوى.
الترسانة من جهته، كسب اتحاد السويس ٦/١، إنما الزمالك قدر يطلع الشوط الأول متقدم علينا ٢/ صفر، وآخر الشوط التانى صالح سليم سجل هدف، وكسبونا ٢/١، وكسبوا الدرع من خلالنا، وواحد من جماهير الأهلى خد كورة الماتش وقطعها بـ سكين.

أحب أقف هنا شوية، وأقول حاجة:

فيه أهلاوية لـ الأسف، لما ييجوا يتكلموا عن التاريخ، ييجوا عند فترة الستينات، ويقول لك: إنه الأهلى تراجع وقتها، بـ سبب المشير عبدالحكيم عامر، اللى خلى أخوه حسن عامر يبقى رئيس نادى الزمالك، وكان بـ يجاملهم على حسابنا.
الواقع، إنى لما بـ أرجع لـ الفترة دى، بـ ألاقى هذا الكلام مش دقيق، جملة وتفصيلًا.

صحيح عبدالحكيم عامر كان زملكاوى حقنة، وصحيح أخوه كان رئيس نادى الزمالك، إنما ما أراه، إنه تدخلاته دى، ما كانتش إطلاقًا إطلاقًا لـ مجاملة ناديه، وأحب أقول لك هنا بعض الملاحظات:

أولًا، عبدالحكيم عامر موجود من الخمسينات، وزملكاوى من الخمسينات، لكن حضرتك شفت، إحنا اكتسحنا الخمسينات إزاى، فـ مش داخل دماغى، إنه فجأة طلع فى الستينات، وقرر التدخل لـ صالح الزمالك.
ثانيًا، لو افترضنا إنه لـ سبب ما، تدخلات المشير بدأت مع الستينات، نفوذه مثلًا ما كانش كفاية فى الخمسينات، ما كانش مركز مع الكورة، أى سبب، وجينا نشوف: هو كان بـ يعمل إيه فى الستينات؟

هـ تلاقى إنه علاقته بـ الأهلى ورموز الأهلى، ولاعيبة الأهلى، كانت شديدة التميز، يعنى مثلًا: هو اللى عين صالح سليم فى هيئة قناة السويس بـ مرتب خرافى وقتها، وقال: هو إحنا عندنا كام مايسترو.
هو اللى حقق حلم طارق سليم، إنه يتعين طيار، رغم إنه الشروط ما كانتش تنطبق عليه، ولما المشير انتحر اتقتل، طارق عانى كتير، لـ إنه كان محسوب على المشير.

كان أقرب اللاعبين لـ عبدالحكيم، واللى مسموح له يهزر وينكت معاه، هو سيد الضظوى، اللى عينه فى القوات المسلحة، وإداله رتبة وبدلة عسكرية ومرتب.

فـ دى حاجات بـ تدينى مؤشرات، عكس فكرة اضطهاد المشير لـ الأهلى.
ثالثًا، على العكس تمامًا، لما نتايج الأهلى تراجعت جدًا، فى نص الستينات، وبعد تمامًا تمامًا عن المنافسة، اللى تدخل لـ إنقاذ النادى من التدهور، كان عبدالحكيم عامر، اللى أقنع الفريق مرتجى يمسك النادى، وجاب على زيوار، وإداله مسئولية، وفتح معسكرات الجيش، وفتح ميزانيات، وقال لهم: ما ينفعش الأهلى يبقى بعيد كدا.
رابعًا، ودى الناهية بـ النسبة لى، لو كان المشير بـ يميز الزمالك، وبـ يتدخل لـ مجاملته، بداية من الستينات، ليه الزمالك ما اكتسحش الفترة دى؟

يعنى، الدوريات من ١٩٦١ لـ حد ١٩٦٧، كانوا سبعة دورى، اتنين لـ الأهلى، اتنين لـ الزمالك، واحد لـ الترسانة، واحد لـ الأوليمبى، واحد لـ الإسماعيلى. دا تراجع كبير لـ الأهلى صحيح، إنما الزمالك ما سيطرش ولا حاجة.
تقديرى، إننا تراجعنا، لـ إننا تراجعنا، جيل الخمسينيات، اللى اعتزل واللى كبر، وما قدرناش نصنع جيل متميز زيه، وكانت الإدارة بـ عافية، وفيه تخبط وارتباك.

مش لازم يكون فيه مؤامرة ولا حاجة، بناء الفرق محتاج إدارة واعية وشغل كتير، وبـ بساطة: الشغل دا ما اتعملش.