رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لأن قطر يحكمها قوّاد


حاكم إمارة قطر، تميم بن حمد آل ثانى، قوّاد فعلًا وليس مجازًا، ولو لم يكن كذلك ما استبقى إلى جواره عبدالله العذبة، وما ظل عبدالله الشريف ينعم بحمايته ورعايته، وأضف إلى ذلك أن الإمارة كلها يتم اغتصابها، يوميًا، على يد قوات الاحتلال الأمريكى، التركى، و... و... والإخوانى.
بعد تداول تسريبات الإخوانى عبدالله الشريف، التى أساء فيها لكل نساء قطر، واستحق عنها لقب «عنتيل الدوحة»، قيل إن السلطات القطرية فتحت تحقيقًا فى تلك التسريبات، وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى أن تقارير أمنية طالبت بإبعاد المذكور، بسبب علاقاته النسائية المتعددة، وذكرت مصادر أن حديث عبدالله الشريف عن القطريات، فى التسريبات الأخيرة، أثار غضب المجتمع القطرى، وأن أجهزة أمنية قطرية تحاول احتواء الموضوع، خاصة بعد أن تقدمت سيدات قطريات بشكاوى ضد ممارسات الشريف غير الأخلاقية معهن.
لأن قطر يحكمها قوّاد، لن يحدث شىء من ذلك، وستمر جرائم ذلك الإخوانى، كما مر غيرها، وطبيعى ألا تلتفت إليها «الجزيرة» وأخواتها، وكل وسائل الإعلام القطرية، غير المعنية أساسًا بالشعب القطرى، الذى لا يجد ثقب إبرة يتنفس من خلاله، ولن تجده على شبكات التواصل الاجتماعى إلا بأسماء مستعارة، خوفًا من بطش الأمريكيين، الإخوان، الأتراك، و... و... وباقى مَن يستعملون ذلك القواد وعائلته الضالة، التى تحكم قطر بالوكالة.
منذ شهور وشهور، تم تداول مكالمات تليفونية، شديدة الانحطاط، بين عبدالله بن حمد العذبة، وغالية بنت محمد آل ثانى، ابنة عم تميم، وزيرة الصحة سابقًا، تضمنت ألفاظًا جنسية صريحة، خادشة للحياء، وخاض فيها الطرفان فى سيرة وسمعة الأستاذة موزة بنت ناصر المسند، زوجة حاكم قطر السابق، والدة الحاكم الحالى، ومع أن تلك التسريبات انتشرت على نطاق واسع، إلا أن المذكور لم يمسسه سوء، ولا يزال يترأس تحرير جريده «العرب»، ويعمل مديرًا عامًا للمركز القطرى للصحافة، وما زالت صورته وهو على وشك تقبيل الفتى تميم من فمه تتصدر حسابه على «تويتر»، مع هذا التعليق: «شرفنى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر بمعايدة خاصة جدًا فى عيد الفطر الذى وافق ذكرى ومبايعتنا له وتوليه الحكم».
قطر، تحت الاحتلال، حرفيًا، ولا تستطيع محاسبة أى أمريكى، تركى، إيرانى، أو إخوانى، يرتكب جريمة على أراضيها، وسبق أن توقفنا عند الاتفاقية الموقعة بين الفتى تميم بن حمد والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والتى يحظر أحد بنودها على تلك الدويلة محاكمة أفراد القوات التركية حال ارتكابهم أى جرائم جنائية أو عسكرية، وحدث فى يونيو ٢٠١٦ أن قام جندى أمريكى، يعمل ضمن قوات بلاده المتواجدة على الأراضى القطرية، بتصوير مقطع فيديو لأحد زملائه وهو يوجه إهانات بالغة للإمارة ويسخر من علمها الوطنى.
مع انتشار هذا المقطع، قيل إن الخارجية القطرية استدعت دانا شيل سميث، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الدوحة، وطلبت منها توضيحات، وبعد أيام كتبت السفيرة، أو المندوبة الأمريكية السامية، فى حسابها على تويتر، أنها «وجهت رسالة إلى القيادة العسكرية الأمريكية للتحقيق فى هذه الواقعة واتخاذ إجراءات تأديبية»، وبعدها، نام الموضوع أو مات، ولم نسمع أو نقرأ شيئًا عن معاقبة ذلك الذى أهان الشعب القطرى كله أو الذى قام بتصويره!.
هناك إشارات كثيرة على أن الشعب القطرى ضاق بممارسات العائلة الضالة التى تحكمه بالوكالة. والإشارة هنا مهمة إلى أن صفة «العائلة الضالة» لا تنسحب على كل عائلة «آل ثانى»، لأن فيها من تم سحب جنسياتهم ومصادرة أملاكهم، مثلهم فى ذلك مثل حالات كثيرة لمواطنين تعرضوا للتشريد والاعتقال، لمجرد تعبيرهم عن رفضهم ممارسات الحمدين: حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، والأستاذة موزة وولدها، وهناك كثيرون أيضًا غير راضين عما يحدث فى البلاد، لكنهم لا يعلنون ذلك، خوفًا على سلامتهم، وحرصًا على أملاكهم وممتلكاتهم.
مبارك بن خليفة آل ثانى، مثلًا، قال إن القطريين الأصليين، بمن فيهم أسرة آل ثانى، يتألمون فى اليوم ألف مرة، لأن الحماقات التى يرتكبها النظام لا تمثلهم ولا ترضيهم، ولا تعكس توجهاتهم نحو الشعوب العربية والخليجية، وأوضح مبارك بن خليفة، لجريدة «عكاظ» السعودية، فى ٣ مايو الماضى، أن ممارسات النظام القطرى مرفوضة تمامًا من الشعب القطرى الأصيل، المغلوب على أمره، خاصة بعد أن وصل الأمر إلى إهانة النساء، واحتجاز الأطفال ومنعهم من التواصل مع آبائهم، الذين هربوا من بطش النظام الفاسد.
ستستمر معاناة الشعب القطرى الشقيق، وستظل أعراضه مستباحة، حتى يتحرر من الاستعمار، ويطيح بذلك القواد وعائلته الضالة، ونتمنى، نتوقع، أو ننتظر أن يتمكن عقلاء «آل ثانى»، والمعارضون فى الداخل والخارج، من توحيد صفوفهم، واسترداد كرامتهم أو ما تبقّى منها.