رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا فى البيت الأبيض



كان من المقرر إجراء ثلاث مناظرات، بين الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطى جو بايدن، قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها فى ٣ نوفمبر المقبل، غير أن المناظرة الأولى، التى جرت الثلاثاء الماضى، قد تكون الأخيرة، بعد إصابة ترامب بفيروس «كورونا المستجد»، الذى قتل حوالى مليون شخص وأصاب أكثر من ٣٣ مليونًا.
فى المناظرة الأولى، والتى لا نتمنى أن تكون الأخيرة، لم يتصافح المتنافسان، والتزامًا بقواعد التباعد الاجتماعى، التى فرضها الوباء، كان الحضور حوالى ٨٠ شخصًا، من بينهم أفراد عائلتى المرشحيّن وضيوفهما وموظفو الحملتين ورجال الأمن والصحفيون. ومر يوم واثنان وقبل أن ينتهى اليوم الثالث كتب الرئيس الأمريكى فى حسابه على تويتر، أن التحاليل أثبتت إصابته هو وزوجته ميلانيا، مضيفًا: «سنبدأ عملية الحجر الصحى والتعافى على الفور. سنتجاوز ذلك معًا»، وقبل تلك التغريدة بساعات، تم الإعلان عن إصابة هوب هيكس، مستشارة ترامب وأقرب مساعديه، وحتى ذلك الوقت، كان روبرت أوبراين، مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى، الذى أصيب فى ٢٧ يوليو الماضى، هو أرفع مسئول فى البيت الأبيض يُصاب بالفيروس.
البيت الأبيض أعلن أنه يُجرى عملية تعقب لمخالطى الرئيس وزوجته، وأن «الإشعارات والتوصيات المناسبة ستصدر»، كما كتبت ميلانيا، أو سيدة أمريكا الأولى، أيضًا، فى حسابها على تويتر: «كما فعل الكثير من الأمريكيين هذا العام، الرئيس الأمريكى وأنا نخضع للعزل فى المنزل بعد ثبوت إصابتنا بكورونا المستجد، شعورنا جيد وقمت بتأجيل كل الارتباطات المقبلة. أرجو أن تتأكدوا بأن تبقوا سالمين وسنتجاوز هذا معًا».
ستنعكس إصابة ترامب، قطعًا، على سباق الانتخابات الرئاسة الأمريكية، لكن ما قد يُطمئن مؤيديه، ويقلق معارضيه، هو أنه يعانى من «أعراض خفيفة»، طبقًا لما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» عن مسئول بالبيت الأبيض، كما قال مصدران مطلعان على حالة ترامب لجريدة «نيويورك تايمز» إن الأعراض التى يعانيها تشبه تلك الناتجة عن البرد. كما أكد شون كونلى، طبيب الرئيس الأمريكى، أنه «بخير» وسيواصل أداء واجباته «دون انقطاع» أثناء الحجر الصحى، واللافت، أن جو بايدن، تمنى لمنافسه الشفاء العاجل، وقال: «نتمنى أنا وجيل (زوجته) الشفاء العاجل للرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب». مؤكدًا، أو زاعمًا، أنهما سيواصلان الصلاة من أجل صحة وسلامة الرئيس وعائلته.
يواجه الرئيس الأمريكى انتقادات دائمة بسبب عدم ارتدائه الكمامة إلا نادرًا، ولوحظ عدم التزامه بالإرشادات الوقائية، خلال حضوره التجمعات الانتخابية التى كان آخرها، الأربعاء الماضى، فى ولاية مينيسوتا. غير أن جود دير، المتحدث باسم البيت الأبيض، أكد لشبكة «سى إن إن» أن الرئيس «يأخذ صحة وسلامة نفسه وكل من يعمل لخدمة الشعب الأمريكى على محمل الجد»، وأوضح أن «البيت الأبيض يعمل مع طبيب الرئيس والمكتب العسكرى، لضمان تطبيق جميع الإجراءات الوقائية، وفقًا لإرشادات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها».
بعيدًا عن الأخذ والرد، كان ترامب يُجرى اختبار الكشف عن الفيروس بانتظام، كما يخضع الأشخاص الذين يعملون فى البيت الأبيض لاختبارات يومية، وكذا الصحفيون وكل الأشخاص الذين من المقرر أن يجتمع بهم، وعلى متن الطائرة الرئاسية، «إير فورس وان»، يرتدى مرافقوه الأقنعة الواقية، وبحسب مصادر أمريكية، فقد تم عزل هوب هيكس على متن الطائرة، أثناء رحلة العودة من مينيسوتا، حين شعرت بأعراض المرض، وقبل ثبوت إصابتها بالفيروس.
لم يعد هناك كبير على فيروس «كورونا المستجد» بعد إصابة «مارد» أو أسطورة السينما الهندية أميتاب باتشان، و«زورو» أو الممثل الإسبانى أنطونيو بانديراس، ونجم أفلام الأكشن، دواين جونسون، الملقب بالصخرة، «ذا روك»، والثلاثة تعافوا، كما تعافى رؤساء ووزراء ومسئولون كبار، فى دول عديدة، استطاع هذا الفيروس الصغير التغلب على الاحتياطات والإجراءات الوقائية التى اتخذتها، قطعًا، حكومات تلك الدول، وأجهزتها ومؤسساتها.
قائمة الشخصيات السياسية البارزة، التى أصابها الفيروس، ضمت الأمير تشارلز، الابن الأكبر لملكة بريطانيا، ولى عهدها، وبوريس جونسون، رئيس وزرائها، وقبلهما أصيبت نادين دوريس، وزيرة الدولة لشئون الصحة، مع أنها كانت من المشاركين فى إعداد قواعد وأنظمة مواجهة الوباء، كما أصيب الأمير ألبرت، أمير موناكو، وصوفى ترودو، زوجة رئيس الوزراء الكندى، الذى خضع، هو أيضًا، للعزل الصحى، مع أنه أفلت من الإصابة، كما أصيب الرئيس البرتغالى، مارسيلو ريبيلو دى سوسا، و... و... وبعد أشهر من تهوين الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو من خطورة الوباء، أعلن فى ٧ يوليو، عن إصابته بالفيروس اللعين.
.. وأخيرًا، نتمنى، كما تمنى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الشفاء العاجل للرئيس الأمريكى والسيدة الأولى، وأن يتجاوزا هذه المرحلة بسرعة، لمواصلة قيادة جهود الولايات المتحدة فى مكافحة هذا الفيروس على مستوى العالم لصالح الإنسانية جمعاء.. حفظ الله شعوبنا وكل شعوب العالم.