رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة أحمد مراد على غلاف «عالم الكتاب» تثير غضب المثقفين

غلاف عالم الكتاب
غلاف عالم الكتاب

أثار غلاف العدد الجديد من مجلة "عالم الكتاب"، والذي سيطرح بالأسواق قريبًا، جدلًا كبيرًا في الأوساط الثقافية، وعبر عدد من الكتاب عن غضبهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعد وضع صورة الكتاب أحمد مراد على غلاف المجلة.

وكانت مجلة "عالم الكتاب" طرحت غلاف عدد سبتمبر على صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك"، وانتشر الغلاف بسرعة كبيرة، وأثار ردود أفعال حول عدم استحقاق "مراد" لوجوده على غلاف مجلة حكومية بتلك الكيفية، وكتب العديد من المثقفين رؤيتهم للغلاف، وكانت أبرز الآراء كالتالي..

قال الروائي والقاص محمد محمد مستجاب: "لا قيمة ولا قامة ولا يحزنون، والشو للأصدقاء أسوأ ثقافة، بهذا الشكل الفج، دعونا دائمًا نعلي من حجم تلال التبن على أجران القمح".

وأضاف الروائي والمترجم أحمد عبداللطيف: "ليه الغلاف دا فيه مشكلة وبيعبر عن غياب الرؤية للمشهد الثقافي المصري؟، موضحًا أنه لم يكن واحدًا من أهم الكتاب المصريين، ولا مجلة ثقافية احتفت بأحمد خالد توفيق ولا نبيل فاروق (آباء مراد) كما تحتفي المجلة، لأن صورة الغلاف فيها أسطرة لكاتب لم يقدم للأدب المصري إلا روايات ضعيفة القيمة تستهدف جمهور الفتيان".

وتابع: "في أي لحظة قدمت (عالم الكتاب) نفسها كمجلة متخصصة في صناعة النشر؟ وهل صناعة النشر وتناول أزماته يعني الاحتفاء بكاتب (بست سيلر) أم الأولى مجموعة كتاب (البست سيلر)، في كل مرة نسلط الضوء على كاتب ضعيف نسحب الضوء ونضاعف الظلام على كاتب جيد، لا أحد يفسد الثقافة إلا المثقفين".

ولفت الروائي محمد سمير ندا: "كتابتي لن تتناول شخص أحمد مراد بأي سوء، ولن تقلل من نجاحه أو تستهين بنسبة المقروئية الكبيرة التي تنالها أعماله، كما لن نتعرض لمنتجه الأدبي بالنقد أو الاستهانة، بل ربما أقول أن مراد كاتب مجتهد جدًّا، يطور من نفسه، ويروج لأعماله بصورة احترافية لا يضاهيه فيها أحد، ويجيد اختيار مواضيع جاذبة لشريحة عريضة من القراء، الأمر الذي رسخ مكانة أعماله بكل جدارة واستحقاق، في قوائم الأعلى مبيعًا".

وأضاف: "مع إقراري برفض ظهور (مراد) على غلاف المجلة، ربما يحق لي أن أطرح بعض الأسئلة حول الأسلوب والصورة والفونت المستخدمين في الغلاف، بطريقة وضعتني أمام ما يشبه أفيش فيلم سينمائي لمحمد رمضان، ومحمد رمضان بالمناسبة ممثل مجتهد ويحتل في مجاله قائمة أعلى الإيرادات، وعليه، لو كانت المجلة تهتم بالشأن الأدبي، فقد شهد شهر سبتمبر ذكرى رحيل خيري شلبي، فلماذا لم يحتل (شلبي) الغلاف؟ ولو في عنوان فرعي أو إطار جانبي؟".

وذكر: "لو كان العدد يصدر بنهاية سبتمبر وبداية أكتوبر، فلدينا في أكتوبر ذكرى رحيل جمال الغيطاني، وكذلك ذكرى نجيب سرور، أفلا يستحق أي من هذه الأسماء أن يتصدر الغلاف، ولو عبر تضمين أو برواز جانبي لم يكن ليقتطع الكثير من (بوستر) مراد؟، لو كانت المجلة معنية بالإصدارات الجديدة وحركة النشر، ولو كانت المجلة غير معنية بالنقد بالأساس كما ذكر البعض، فلماذا تصدّرت صورة الناقد علي الراعي غلاف المجلة في عدد أغسطس الماضي؟ فهل صدر كتاب جديد للراعي في أغسطس؟".

وأردف الشاعر سعيد عبدالمقصود: "عالم الكتاب بوزنها الثقيل تحتاج لوقفة حقيقية فأسماء كثيرة من مبدعي مصر تستحق أن توضع صورها على أغلفة الدوريات ولن تبذل مجهودًا في طلب الاستكتاب لوفرة ما كتب عن منتجها مصريًّا وعربيًّا، وإن كانت الدورية لم تستكتب والمحتوى غير مرتبط بصاحب الصورة".

وذكر: "وهو كما عرفت من بعض الأصدقاء عن صناعة النشر فهذه كارثة إذ كيف نلجأ لحيل تسويقية غير مقبولة وشروط التسويق لها معايير مغايرة في (عالم الكتابة) خاصة حين نتحدث عن معايير ترعاها الدولة وتؤسس لها دون بحث عن معنى الربحية المادية، أنا لا أعرف (مراد) لكن أعرف المجلة وعدد كبير من الأعداد الناجحة بالدكتور زين عبدالهادي وأعرف سامح فايز كما أعرف هيثم الحاج علي، لكني في حيرة أمام سؤال.. كيف لغلاف دورية ثقافية أن يثير هذا الكم من النقد دون معرفة كلمة واحدة من محتواها، ألا يعني هذا الكم من الرفض أن الأمر في احتياج لمراجعة".

وأكمل الكاتب الصحفي حازم حسين: "مع كامل التقدير للقائمين على المجلة، ومنهم أصدقاء، لكن الحقيقة هذا المستوى من من التعاطي مع الأمور ينطوي على قدر ضخم من السطحية والبحث عن الترند، سوف يكون هناك رد من المجلة يبرر أنها عن صناعة النشر، وهذا تبرير أكثر استخفافًا وتسطيحًا، لأن العدد عن (مراد) وكتابته ورواياته، والملف استكتب نقادًا بالفعل وتعاطوا منتج الكاتب نقديًّا".

واختتم: "لو المجلة عن صناعة النشر إذًا سيكون العدد عن إبراهيم المعلم، وتصور أن مسألة إدارة دوريات ثقافية ممولة من الدولة بهذا المستوى من الاستخفاف يستحق وقفة جادة، ليس للمنع أو المصادرة أو العقاب أو التجاهل أو أي شيء شبيه شبيهة كي لا يزايد أحد، ولكن لمساءلة المؤسسة الثقافية الرسمية عن استراتيجيتها الثقافية وأولوياتها وحدود دورها وحجم إنجازها لهذا الدور".