رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بغجاتي: التيارات الدينية سترقص فرحًا بسجن عادل إمام


رفض رئيس مبادرة المسلمين والمسلمات النمساويين المهندس طرفة بغجاتي، عضو المجلس الاستشاري للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، أن يتم تناول قضية أفلام الفنان عادل إمام عبر المدخل الديني تحت اسم الإسلام, مشددًا على إن الخوض في هذه المسألة يمكن أن يكون عبر عدة مداخل, قد تكون فنية, وثقافية, واجتماعية, وسياسية.

وأوضح بغجاتي أنه لايفهم من ذلك أن يحصل الفنان على شيك على بياض يمكنه من التطاول على الذات الإلهية أوالسخرية من الأديان السماوية. مؤكدًا أن عالم الفن والأدب يتسع للتعبير من خلال المرح والفكاهة الذي قد يصل إلى حد السخرية في بعض الأحيان كأحد الطرق التي لا يمكن الاستغناء عنها في عرض بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية وجعلها جزءًا من الحراك الشعبي الذي يطال مختلف فئات المواطنين على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية رغم تفاوت درجاتهم العلمية .

محذرًا من أن العالم بما يحويه من حركات يمينية متشددة جعلت من العداء للاسلام بؤرة لتجمع أتباعها وبوصلة لحشد توجهاتهم, لافتًا أن هذه الحركات اليمينية سترقص فرحًا بالحكم على عادل إمام بالسَّجن لأنها ستحصل على بهذا حكم على ذريعة قوية لمهاجمة المسلمين والإسلام على طريق إثبات تهمة كونهم أصحاب دين لا يؤمن بالحريات الشخصية وأن هذا الدين لا يعطي فرصة لحرية الرأي أوالنقد الفني كأحد سبل التعبير.

وأكد بغجاتي أن أي قداسة أو حصانة ستشكل خطرًا عارمًا على المجتمع, موضحًا أنهم كغيرهم من باقي أعضاء المجتمع يخطئون ويصيبون, ولا يمكن أن يعتبر تناولهم بالنقد ووضعهم تحت عدسة النقد الفني بأي حال من الأحوال تهكما على الدين الذي ينتمون إليه خاصة إذا كان هذا الدين هو دين الأغلبية أوالدين الرسمي للدولة كما هو الحال في مصر.

وحذر بغجاتي, الذي يتولى منصب نائب رئيس المعهد الإسلامي لتعليم الكبار بالعاصمة فيينا, من أن قضية عادل إمام والإصرار على تجريمه ستفتح بابًا لن يستطيع أحد غلقه, موضحًا أن الفنان عادل إمام جزء فاعل ضمن منظومة فنية تشمل الكاتب والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج.

كما أكد أن النهوض بمصر وانتقالها الحثيث إلى الديمقراطية يحتاج ضمن ما يحتاج إلى وسط ثقافي متفتح يوفر مساحة واسعة للنقد وعرض الرأي والرأي الآخر دون أن يعني هذا تطابق الآراء وتناغم العواطف بل يعكس سعة دائرة الاحترام المتبادل في ظل تآلف اجتماعي وثقافي للاختلاف.

وأعرب عن أمله أن يلقي القضاء المصري الذي وصفه بالنزيه بكلمته الأخيرة في هذه القضية بعيدا عن الحسابات السياسية ووفقا لمبادىء العدالة وحسب, حتى يتم إغلاق ملف مثل هذه القضايا في مصر الديمقراطية بهدف تأمين حرية الرأي وحق التعبير إلى غير رجعة.

وقال الغجاتي، في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بفيينا، الفن يتحمل مسئولية توصيل رسالة محددة إلى المتلقي بغض النظر عن انتمائه المجتمعي ومستواه التعليمي , لافتًا إلى أن فن السخرية يمثل فضاءً واسعًا للمبالغة التي قد تصل إلى درجة الاستفزاز توفر للفنان مساحة أوسع لتوصيل الأفكار إلى عقول الجماهير وعواطفهم وقلوبهم.

وأكد أن العالم العربي والإسلامي يحتاج إلى المزيد من هذا الفن لا إلى الحد منه, مطالبًا في نفس الوقت برفع الحرج عن العاملين في هذا المجال لافساح الطريق أمامهم لتناول جميع إشكاليات المجتمع فضلاً عن تشجيع المبدعين في مجال فنون الرسوم الساخرة الكاريكاتور والإخراج والتمثيل على مستوى المسرح والسينما والتلفزيون.

وأكد بغجاتي أن أفلام الفنان عادل إمام التي يحاكم بسببها الآن مثل الإرهاب والكباب أو الإرهابي وغيرها لم تتعرض للذات الإلهية أوجوهر الرسالات السماوية لا من قريب أو بعيد, مشيرًا إلى هذه الأفلام ناقشت ظواهر دينية واجتماعية وسياسية ملموسة.

وأوضح أن إمام ناقش ظواهر اجتماعية أخرى بنفس الطريقة في فيلمه الزهايمر , حيث قام بتقديم صورة الطبيب الذي خان شرف مهنته وثقة مريضه في المؤسسة الطبية, متسائلاً هل ينبغي على نقابة الأطباء أن تقوم بمقاضاته بتهمة تشويه سمعة الأطباء وتحقير الطب?

كما سلط بغجاتي الضوء في نفس السياق على فيلم السفارة في العمارة , موضحًا أن عادل إمام جعل من حماية الأمن المصري لسفارة إسرائيل وكذلك وضع السفير الإسرائيلي في مصر محط سخرية لاذعة, رافضًا أن يكون للشخص الملتحي أو للرجل المعمم أوللمرأة المنتقبة في مجتمع حر ديمقراطي قدسية خاصة تضفي عليهم حصانة تمنع تناولهم بالنقد بواسطة كاريكاتور أو حتى من خلال الكوميديا.