الإرادة القوية لا تعرف المستحيل
الإرادة القوية لا تعرف المستحيل
القس رفعت فكرى سعيد
ذات يوم بينما كان أحد الطلاب يحضر محاضرة فى مادة الرياضيات فى إحدى جامعات كولومبيا، غلبه النعاس، فقد كان جالسًا فى آخر القاعة، ولم ينتبه المعلم إلى أن أحد طلابه ينام بهدوء وسبات، وبعد انتهاء المحاضرة استيقظ هذا الطالب على أصوات الطلاب وهم يغادرون القاعة، نظر الطالب إلى السبورة فوجد أن المعلم قد كتب عليها مسألتين، نقلهما الطالب إلى الكراسة الخاصة به بسرعة ثم غادر القاعة، وبعد أن عاد الى منزله أخذ يفكر طويلًا فى حل هاتين المسألتين.
كانت المسألتان صعبتين جدًا، وقد ظن الطالب أن المعلم يمتحن مهارات الطلاب، فذهب على الفور إلى مكتبة الجامعة وبدأ يدرس فى المراجع والكتب لمدة أربعة أيام متتالية حتى تمكن من إيجاد حل للمسألة الأولى، وهو يشعر فى داخله بالغضب من هذا المعلم الذى أعطاهم هذا الواجب الصعب.
وفى محاضرة الرياضيات اللاحقة أعطى الطالب ورقة للدكتور وأخبره أن بها حل الواجب الذى طلبه، تعجب المعلم كثيرًا فهو لم يعط الطلاب أى واجب، رد عليه الطالب: يا دكتور لقد استغرقت فى حل المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها فى أربعة أوراق.
ازدادت دهشة الدكتور، وقال للطالب: ولكنى لم أعطكم أى واجب، والمسألتان اللتان كتبتهما على السبورة هما من أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التى عجز العلم عن حلها.
قال له الطالب: ولكننى بالإرادة القوية تمكنت من إيجاد حل لهذه المسألة الصعبة.
قارئى العزيز...
العبرة من القصة: إن القناعة السلبية التى تكونت لدى الطلاب وغيرهم من العلماء أن هذه المسائل لا يمكن أن تحل، وأن العلم قد عجز عن إيجاد حل لها جعلهم لا يحاولون حتى مجرد التفكير فى الحل، ولو كان هذا الطالب مستيقظًا وسمع شرح الدكتور لما فكر فى حل المسألة ولكن رب نومة نافعة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة لا تزال معروضة فى هذه الجامعة بورقاتها الأربع حتى يومنا هذا.