رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرادة القوية لا تعرف المستحيل


الإرادة‭ ‬القوية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬المستحيل

القس‭ ‬رفعت‭ ‬فكرى‭ ‬سعيد‭ ‬

[email protected]

‭ ‬

ذات‭ ‬يوم‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬يحضر‭ ‬محاضرة‭ ‬فى‭ ‬مادة‭ ‬الرياضيات‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬جامعات‭ ‬كولومبيا،‭ ‬غلبه‭ ‬النعاس،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬جالسًا‭ ‬فى‭ ‬آخر‭ ‬القاعة،‭ ‬ولم‭ ‬ينتبه‭ ‬المعلم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬طلابه‭ ‬ينام‭ ‬بهدوء‭ ‬وسبات،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬المحاضرة‭ ‬استيقظ‭ ‬هذا‭ ‬الطالب‭ ‬على‭ ‬أصوات‭ ‬الطلاب‭ ‬وهم‭ ‬يغادرون‭ ‬القاعة،‭ ‬نظر‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬السبورة‭ ‬فوجد‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬قد‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬مسألتين،‭ ‬نقلهما‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬الكراسة‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬بسرعة‭ ‬ثم‭ ‬غادر‭ ‬القاعة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬الى‭ ‬منزله‭ ‬أخذ‭ ‬يفكر‭ ‬طويلًا‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬هاتين‭ ‬المسألتين‭.‬

كانت‭ ‬المسألتان‭ ‬صعبتين‭ ‬جدًا،‭ ‬وقد‭ ‬ظن‭ ‬الطالب‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬يمتحن‭ ‬مهارات‭ ‬الطلاب،‭ ‬فذهب‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إلى‭ ‬مكتبة‭ ‬الجامعة‭ ‬وبدأ‭ ‬يدرس‭ ‬فى‭ ‬المراجع‭ ‬والكتب‭ ‬لمدة‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬متتالية‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬للمسألة‭ ‬الأولى،‭ ‬وهو‭ ‬يشعر‭ ‬فى‭ ‬داخله‭ ‬بالغضب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المعلم‭ ‬الذى‭ ‬أعطاهم‭ ‬هذا‭ ‬الواجب‭ ‬الصعب‭.‬

وفى‭ ‬محاضرة‭ ‬الرياضيات‭ ‬اللاحقة‭ ‬أعطى‭ ‬الطالب‭ ‬ورقة‭ ‬للدكتور‭ ‬وأخبره‭ ‬أن‭ ‬بها‭ ‬حل‭ ‬الواجب‭ ‬الذى‭ ‬طلبه،‭ ‬تعجب‭ ‬المعلم‭ ‬كثيرًا‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يعط‭ ‬الطلاب‭ ‬أى‭ ‬واجب،‭ ‬رد‭ ‬عليه‭ ‬الطالب‭: ‬يا‭ ‬دكتور‭ ‬لقد‭ ‬استغرقت‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬المسألة‭ ‬الأولى‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬وحللتها‭ ‬فى‭ ‬أربعة‭ ‬أوراق‭.‬

ازدادت‭ ‬دهشة‭ ‬الدكتور،‭ ‬وقال‭ ‬للطالب‭: ‬ولكنى‭ ‬لم‭ ‬أعطكم‭ ‬أى‭ ‬واجب،‭ ‬والمسألتان‭ ‬اللتان‭ ‬كتبتهما‭ ‬على‭ ‬السبورة‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬أمثلة‭ ‬كتبتها‭ ‬للطلاب‭ ‬للمسائل‭ ‬التى‭ ‬عجز‭ ‬العلم‭ ‬عن‭ ‬حلها‭.‬

قال‭ ‬له‭ ‬الطالب‭: ‬ولكننى‭ ‬بالإرادة‭ ‬القوية‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬المسألة‭ ‬الصعبة‭.‬

قارئى‭ ‬العزيز‭...‬

العبرة‭ ‬من‭ ‬القصة‭: ‬إن‭ ‬القناعة‭ ‬السلبية‭ ‬التى‭ ‬تكونت‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحل،‭ ‬وأن‭ ‬العلم‭ ‬قد‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لها‭ ‬جعلهم‭ ‬لا‭ ‬يحاولون‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬الحل،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الطالب‭ ‬مستيقظًا‭ ‬وسمع‭ ‬شرح‭ ‬الدكتور‭ ‬لما‭ ‬فكر‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬المسألة‭ ‬ولكن‭ ‬رب‭ ‬نومة‭ ‬نافعة‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬معروضة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجامعة‭ ‬بورقاتها‭ ‬الأربع‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬