رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شيّال الهموم».. رحلة يومية لكفيف الشرقية بحثًا عن الرزق (فيديو)

محمد أحمد
محمد أحمد

تتعثر خطانا إذا انقطع التيار الكهربائي لمدة لا تزيد على لحظات، فكيف يعيش مكفوفين يومهم في الظلام الدامس وكيف لهم أن يمارسوا أمور حياتهم بشكل طبيعي دون أن يشعر أحد بمدى الصعوبات التي يواجهونها.

بُخطى ثابتة تعرف إلى أين تذهب وأين تجيء، وبكفين يتحسّسان الحوائط من حولهم يستطيع بهذه الطريقة أن يبصر أحمد محمد علي، الذي فقد بصره منذ صغره ويعمل كـ"شيال" باليومية، حتى يتسنى له أن يحصل على المال ما يمكنه من العيش دون أن يمد يده لأحد أو يطلب المساعدة من آخرين.

اعتاد "أحمد" أن ينطلق بحثًا عن مصدر رزقه مع أذان الفجر، لأنه لم يبصر مطلع أول ضوء للشمس يشق سواد الليل، إذ يعيش يومه وحياته كلها في ظلام دامس بالفعل، لكنه يتغلب على عائق كونه كفيفًا باصطحاب طفله الصغير معه الذي لم يتجاوز العشر سنوات من عمره.

وُلد "أحمد" وكبر في محافظة الشرقية وبسبب صعوبة إيجاد وظيفة أو أي مصدر رزق يكفل له حياة كريمة في محافظته، يضطر للذهاب يوميًا من الشرقية إلى الإسماعيلية للعمل هناك بأجر يومي.

لم يجد "أحمد" فرصة عمل أخرى سوى أن يكون "شيّالًا" ينقل حمولات ثقيلة من السيراميك وغيره من مستلزمات البناء من الشارع إلى الشقق المختلفة في العقار الذي يتم تأسيسه، وعلى الرغم من ظروف العمل القاسية الذي يواجهها خلال اليوم نظرًا لفقدان بصره وصعوبة حمل مثل هذه الأثقال وهو فاقد لبصره إلا أن خطواته لا تتعثر ويؤدي عمله بجِد.

«الدستور» التقت أحمد وعايشته في يوم كامل؛ لرصد معاناته في كل لحظة قاسية تمر عليه خلال اليوم أثناء تأدية عمله، مناشدًا بتوفير فرصة عمل توفر له دخل ثابت يمكنه من العيش في حياة مستقرة دون أن يحتاج إلى أحد.