رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سحر ونصب بالملايين.. «الدستور» تكشف سر انتعاش تجارة الخفافيش في مصر (فيديو)

الخفافيش
الخفافيش

مع بداية 2020 أصبحت الخفافيش في مرمى اتهام العالم بالتزامن مع بدء تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" بعد تداول أنباء ترجح انتقال العدوى إلى البشر بعدما تناوله أحد الأشخاص في مدينة ووهان الصينية.

وعلى الرغم من صدور دراسات تثبت براءة الخفاش واتهام آكل النمل الحرشفي في نقل فيروس كورونا إلى البشر إلا أن الخفافيش أثارت ذُعر الكثير من المصريين، ما تسبب في قتل أكثر من 100 خفاش في قرية الحزاينة التابعة لمدينة شبين القناطر بالقليوبية.

في المقابل، يُعد الخفاش المصري مصدر دخل للكثيرين في المجتمع المصري ما بين صيد وتربية للتجارة أو الهواية أو أعمال السحر وأو الحصول على دمه لاستخدامه في "الوطوطة" كما يطلق عليها في الموروث الشعبي لدى البعض لمنع ظهور الشعر الزائد للفتيات.

قال أحمد الحاوي، أحد مُربي وتاجر خفافيش وزواحف، إنه بدأ تجارة الخفافيش منذ نحو 9 سنوات عندما شاهدها في سوق الجمعة بالسيدة عائشة وانجذب إليها وقرر خوض تجربة تربيتها وتجارتها التي كانت تحظى برواج كبير وقتها.

أضاف أن كثرة الطلب على الخفافيش ترجع إلى عدة أمور أبرزها إجراء التجارب الطبية عليه من قبل الأطباء الباحثين، و«الوطوطة» وهي عادة لدى بعض سكان القرى يتم فيها ذبح الخفاش ووضع دمه على المناطق الحساسة للبنات حديثة الولادة لمنع ظهور الشعر بها، إضافة إلى استخدامها في الدجل وأعمال السحر، وهواية تربيتها لدى البعض مثل عصافير الزينة.

وأوضح الحاوي أن تجارة الخفاش تشهد الكثير من المعتقدات الخاطئة التي يستغلها البعض للنصب على الآخرين بمبالغ كبيرة، كادّعاء أن الخفاش ينثر ريشه لتكوين عشه ووضع البيض فيه على الرغم من أنه من الثدييات ويلد ولا يبيض ولا يحتوي جسده على الريش وإنما يتكون جناحه من الجلد فقط، إضافة إلى أنه لا يكون عشًا على الإطلاق حيث يضع الخفاش مولوده بين جناحيه حتى فطامه.

وأشار إلى أن البعض يصنع عشًا يدويًا ويدّعى أنه للخفاش ويطرحه للبيع بأعلى سعر وقد يصل إلى مليوني جنيه بسبب انتشار معتقد أن عش الخفاش وبيضه يحتوي على مادة الزئبق الأحمر التي تشفي من الأمراض الخطيرة مثل السرطان، إضافة إلى استخدامه في أعمال السحر.

وعن سعر الخفاش، أوضح أنه يتراوح من 30- 80 جنيهًا بحسب حجمه وعمره والكميات، ويتم بيعه حيًا أو مذبوح أو مجمد، كما يتم بيع دمه فقط بعد ذبحه لراغبي عادة الوطوطة وبعض الأطباء الذين يجرون التجارب عليه، ويقدر قيمة الدم بنفس سعر الخفاش.

وعن أنواع وأماكن انتشار الخفاش في مصر، قال إن هناك نوعين فقط في البلاد هما كبير الحجم ويسمى خفاش الفاكهة ويصل حجم إلى 15 سم ويتغذى على الفاكهة وخاصة العنب والمانجو، وصغير الحجم ويسمى خفاش الحشرات ويبلغ طوله 9 سم، ويتغذى على الحشرات في الأراضي الزراعية وأجسام الحيوانات في وقت نومها حيث لا يظهر إلا في الليل، وينتشر في الأماكن المهجورة المُظلمة مثل المنازل القديمة والكهوف وقريبًا من الأراضي الزراعية وأشجار الفاكهة.

وعن كيفية اصطياده، أوضح أن هناك عدة طرق لاصطياده مثل دخول الأماكن المهجورة وإغلاقها بشكل محكم وبدء الإمساك به سواء باليد أو من خلال شباك صيد السمك أو وضع لاصق على الأشجار أو باستخدام بنادق صيد الطيور.

ومن الصيد والتجارة إلى الهواية، تقول رماج محمد، إحدى هواة تربية الخفافيش والزواحف، إنها بدأت تربية الخفاش منذ عدة أشهر بعدما شاهدت عدد من أصدقائها يملكون عدد منها، فبدأت في تجربة تربيته، موضحة أنه على الرغم من مظهره السيئ مقارنة بعصافير الزينة إلا أنها سعيدة بتربيته.

أوضحت أنه يعيش في قفص مثل العصافير كبير الحجم نسبيا ويتناول الفاكهة المتوفرة إذا كان من سلالة الفاكهة، أو وضع فأر صغير له أو سحلية أو صرصور إذا كان من سلالة الحشرات، مع وضع الماء الكافي له.

في المقابل، حذر محمد عمرو، مؤسس مبادرة خدمة الحيوانات البرية المصرية، من الاستمرار في اصطياد وقتل الخفافيش حتى لا يحدث اختلال في التوازن البيئي، موضحًا أن الخفاش يساعد الفلاحين في حماية المحاصيل من خلال تنقيتها من الحشرات والآفات، وبالنسبة للنوع الثاني من الخفافيش، أوضح أنه ليس له أي احتكاك بالبشر.

وأرجع سبب خوف الناس من الخفاش قبل ظهور فيروس كورونا إلى حكاية ملك المجر فلاد الثالث الذي اشتُهر بلقب دراكولا، وكان يقتل ويعذب كل من يخالف رأيه حتى بلغ عدد الذين قتلهم بالتعذيب نحو 10 آلاف شخص، وبعد كتابة قصته في رواية تحولت إلى فيلم سينمائي تحمل اسم دراكولا "مصاص الدماء" وارتبط اسمه بالخفاش لأن هناك نوعًا منها مصاص للدماء، إلا أنها غير موجودة إلى في البرازيل والأرجنتين، مؤكدًا أن الأنواع المتوافرة في مصر مسالمة جدًا وليس لها أي تأثير أو تعامل مع البشر.