رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل العلاقة الغامضة بين نور الشريف ويوسف شاهين.. «قال له: إنت حمار»

 نور الشريف ويوسف
نور الشريف ويوسف شاهين

"لا أنكر على الإطلاق أنني لفترة طويلة ظللت أحلم بأن أعمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين، فأفلامه لها طعم مختلف تماما عن باقي الأفلام، وكنت أشعر أن جميع من مثلوا مع يوسف شاهين قد تأثروا به لدرجة التقليد ولم يفلت من تأثيره إلا ماجدة الصباحي" في فيلم جميلة، عن قصة حياة المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، ومحمود المليجي في فيلم الأرض".

هكذا تحدث الفنان نور الشريف في مذكراته المنشورة بعنوان "حكاية نور الشريف: بين الحرمان والحب والسينما والسياسة والمؤامرات" للكاتب السيد الحراني، عن علاقته بالمخرج يوسف شاهين.

وقال الفنان نور الشريف، إنه عندما شاهد فيلم "عودة الابن الضال" التقى المخرج يوسف شاهين في استديو مصر، وقال له: "كيف تصور نهاية بهذا الشكل؟"، فرد عليه "شاهين": "إنت حمار، مبتفهمش، لما تكبر هتفهم"، وكان هذا أول خلاف حاد بين نور الشريف ويوسف شاهين.

وعندما دعا نور الشريف المخرج يوسف شاهين لحضور العرض الخاص لفيلمه "دائرة الانتقام"، وكان في بداية الفيلم مشاجرة، ففوجئ "نور" بـ"شاهين"، يهمس في أذنه قائلًا: "ياولد، إنت بتقلد فريد شوقي وأنا مش مصدقك وانت بتضرب الناس".

اعترف نور الشريف بأنه أصيب بالرعب الشديد بعد كلمات يوسف شاهين، وظل ساكنًا في مقعده وهو يراقب يوسف شاهين الذي كان جالسًا بجواره ليقرأ مشاعره من تعبيرات ملامح وجهه، وعندما وصل الفيلم لمنتصفه، قال "شاهين" لنور الشريف: "ياولد متقلقش، صدقتك خلاص"، فرد "نور": "إنت بتجاملني"، فكرر يوسف شاهين رأيه مرة أخرى بتأكيد قاطع، وبعد انتهاء عرض الفيلم عرض يوسف شاهين على الفنان نور الشريف أن يشتري الفيلم، ويدفع كل المصاريف بالإضافة إلى عشرة آلاف جنيه زيادة، فرفض نور الشريف، مؤكدًا على إرادته في أن يجرب حظه في الإنتاج.

أثناء تجهيز يوسف شاهين لفيلم "إسكندرية ليه" عرض على نور الشريف أن يجسد الشخصية التي جسدها أحمد زكي، فرفض، رغبة في أن يجسد شخصية يستفيد من تقديمها، دور يحسب لها، فتوقع نور الشريف أن يوسف شاهين لن يطلبه مرة أخرى في أعماله.

وخاب ظن نور الشريف، وفوجئ بأن يوسف شاهين يطلبه في فيلم "حدوتة مصرية"، وقت أن كان مشغولًا بتصوير مسلسل "أديب" قصة الدكتور طه حسين، وطلب منه أن يترك المسلسل، لبداية تصوير أحداث الفيلم، لكن نور الشريف رفض قائلًا: "ده دور عمري وأنا بمثله بمزاج شديد، وصورت نصفه، ولا يمكن أن أعتذر"، فرد "شاهين": "خلاص هشوف غيرك".

شعر نور الشريف بنوبة غضب شديدة، وشعر أن فرصة عمره تضيع، فطلب يوسف شاهين على الهاتف، وهدده بالقتل: "أنا أملك مسدسًا مرخصًا وبدون نقاش سوف أقتلك"، فوجئ بعدها بيوسف شاهين في مكتبه، قائلًا:"هل تخيفني يانور، أنا أيضًا أملك مسدسًا".

وانفرجت الأزمة وأعطى يوسف شاهين مهلة ثلاثة أسابيع ينتهي فيها من تصوير المسلسل على شرط أن يتفرغ للفيلم تمامًا، ولحسن الحظ، اختلف يوسف شاهين مع يوسف إدريس بشأن كتابة الفيلم، فتأجل التصوير لمدة شهر لتتم إعادة كتابة سيناريو الفيلم على أساس تجربة فيلم "العصفور".