رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء يجيبون: هل سبقت مصر العالم بوجود فيروس كورونا؟

كورونا
كورونا

من المتعارف عليه أن الظهور الأول لفيروس كورونا كان في أواخر ديسمبر العام 2019، بمدينة ووهان الصينية، لكن بعد مرور ما يقرب من 8 أشهر على الجائحة وانتشارها في أكثر من 192 دولة حول العالم باتت هناك ترجيحات آخرى.

الترجيحات الأخيرة أشارت إلى أن فيروس كورونا ظهر في شهر أغسطس في عدة دول قبل الصين، من بينهم مصر، وفق دراسة أعدها علماء جامعة أكسفورد البريطانية، خلصت إلى أنه يعتقد أن فيروس كورونا المستجد كان خاملًا في عدد من الدول.

وصرح أحد علماء الجامعة، أن الفيروس ظهر عندما أصبحت الظروف البيئية مناسبة له، واستدل في تلك الفرضية على رصد حالات لأشخاص أصيبوا بنفس الأعراض في عدد من الدول، من بينها مصر، ولم يكونوا على علم بأنه الفيروس التاجي.

وبالفعل هناك الكثير من المصريين الذين أصيبوا في تلك الفترة بأعراض تشبه فيروس كوورنا، كما شهد أطباء الصدر زيادة في أعداد الكشوفات الطبية خلال ذات الفترة، وفق لحالات وأطباء تحدثت معهم «الدستور».

في منتصف أغسطس الماضي، شعرت سارة خالد، 24 عامًا، بما يشبه التكسير في الجسد والعطس النادر، ظنت في البداية أنه مجرد إنفلونزا عادية، إلا أن الأعراض بدأت تشتد: «بدأت أكح بشدة، ودرجة حرارتي ترتفع لدرجة إني جالي ضيق في التنفس».

تضيف: «وقتها مكنش فيه أي كلام عن كورونا عشان كدة خدت علاج في البيت لمدة إسبوعين، ومروحتش لدكتور لكن كانت نفس أعراض الفيروس بالظبط الموجودة حاليًا، وفضلت فترة طويلة اتعالج ومخفش».

ذهبت «سارة» إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة والذي حولها إلى آخر طبيب آخر صدر، وهناك تفاجئت بتأكيده أن الفترة الأخيرة شهدت مرضى كثيرون جاءوا له بنفس الأعراض، والذي فسره وقتها بأنه ربما يكون «دور برد موسمي».

شفيت «سارة» بعد قرابة شهر من العلاج إلا أن زوجها أصيب بنفس الأعراض مرة آخرى: «زوجي وأمي وشقيقي الأكبر الجميع أصيب بنفس الأعراض، وتماثلنا للشفاء عدا أمي التي احتاجت جهاز تنفس ووقت أطول ربما لأنها من كبار السن».

الدكتور أحمد عزت، استشاري أمراض الصدر، يؤكد أن الأمر غير محسوم بعد، فهناك دلائل على أن المرض ظهر في مصر أو بعض الدول الآخرى، وهناك دلائل على أنه ظهر في الصين من السوق الشعبي.

يوضح أن أي فيروس يكون عبارة عن سلالات، تبدأ ضعيفة ثم تقوى شيء فشيء ثم يضعف مجددًا، مبينًا: «إذا ظهر في تلك الفترة فكانت سلالته ضعيفة للغاية، ثم بدأ ينتشر ويقوى وحاليًا أصبح يتضاعف مرة آخرى».

يشير إلى أن تلك الفترة بالفعل شهد في عيادته ورود حالات كثيرة من المرضى الذي يشتكون نفس الأعراض، وتم تفسيره وقتها أنه سلالة من سلالات البرد العادي الموسمية، فلم يكن ظهر فيروس كورونا بعد.

نفس الحال مع جهاد علي، فتاة عشرينية أصيبت بأعراض تشبه فيروس كورونا خلال أغسطس الماضي: «بدأ المرض بألم شديد في الصد محستش بيه قبل كدة وكان بيروح ويجي، وفي يوم اشتد جدًا فاضطريت أروح المستشفى».

تضيف: "هناك الدكتور ركبلي جهاز نفس صناعي، وقاس حرارتي كانت 38، وكان عندي إسهال شديد، وعملت أشعة مقطعية على الصدر، واتشخصت التهاب شديد، وفضلت 14 يوم أخد علاج في البيت وطبعًا مكنش فيه وقتها كورونا».

توضح أنها بالفعل الطبيب أكد لها وقتها، أن هناك حالات كثيرة جاءت له خلال الفترة الأخيرة تشكو من نفس الأعراض، وربما يكون تفسيرها الحالي أنها فيروس كورونا وكان سلالة ضعيفة منه لم تنتشر وقتها بعد.

وسبق ورجحت منظمة الصحة العالمية، أن كورونا فيروس خفي، كان موجودًا في مختلف أنحاء العالم، حتى ظهر في بيئة مواتية كالصين، موضحة أن الاعتقاد العام بشأن نشأة فيروس كورونا هو أنه بدأ بالتفشي في سوق المأكولات البحرية بمدينة ووهان الصينية خاطىء إذ رصد ظهوره في دول آخرى قبل ذلك.

وكشفت دراسة علمية في التحولات الوراثية لعينات أشخاص أصيبوا بفيروس كورونا الجديد، أن المرض تفشى وانتشر بسرعة في أواخر العام 2019 في بعض الدول قبل الصين، وأن تحليلًا وراثيًا لعينات من أكثر من 7500 شخص أصيبوا بالفيروس تؤكد ظهوره في دول آخرى قبل الصين.