رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روح سيد عويس تطارد «صاحب المقام».. هل اقتبس إبراهيم عيسى فيلمه من «رسائل الشافعي»؟

صاحب المقام
صاحب المقام

منذ صدوره أثار فيلم «صاحب المقام» من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى، حالة كبيرة من الجدل، ويضاف إلى ذلك أن فكرته ترجع إلى عام 1965 عندما رصد الدكتور سيد عويس أستاذ علم الاجتماع وقام بتحليل رسائل المواطنين للإمام الشافعى، وهي الفكرة التى تدور حولها قصة فيلم إبراهيم عيسى.

وتتمثل قصة الفيلم في قيام رجل الأعمال يدعي يحيي (آسر ياسين) الذى لا يهمه سوى المكسب المادى على حساب أى وكل شىء حتى وإن كان هدمه لضريح أحد الأولياء ليقيم عليه كومباوند تجارى. يحيي بعد أن قام بهدم الضريح تعرض لخسائر مادية، وصولًا لتعرض زوجته لوعكة صحية جعلته يزور الأولياء ومقامتهم ليدعو الله من خلالهم بأن تشفى زوجته حتى زار مقام الإمام الشافعي وطلب الحصول على رسائل زواره وبالفعل حصل عليها وقام بقراءتها وزيارة أصحاب الرسائل لكى يلبى طلباتهم لعل الله ينجيه مما آلت إليه أحواله.. ومن هنا بدأ يحيي رحلة البحث عن الله الذى بعد عنه وانشغل بالمادة والحياة الدنيا.



• كتاب الدكتور سيد عويس

في عام 1965 أصدر الدكتور سيد عويس، كتابه «من ملامح المجتمع المصري المعاصر: ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي»؛ حيث قام بجمع وتحقيق أكثر من 160 رسالة، ألقاها زوار ضريح الإمام الشافعي بداخل الضريح.

سيد عويس قام بتحليل مجموعة من الرسائل التي تأخذ شكل الشكاية والدعاء لمعرفة هواجس المصريين ومخاوفهم ومشاعرهم الدفينة في كتابه الشيق والممتع.

ووجد سيد عويس من بين الرسائل عدد منها لتسخير الزوج، ولضمان عدم خيانته، أو زواجه بأخرى، أو هجره لزوجته وأولاده، أو غضبه، أو سخطه على حياته، أو فقدان الأولاد، أو إصابتهم بشر أو مكروه أو مرض أو عين، والخوف من السحر، وأذى المحيطين والأقرباء.

ويتبقى سؤال هل عاد إبراهيم عيسى لأسرة الدكتور سيد عويس قبل كتابة الفيلم وعرضه خاصة وأن فكرة الفيلم مقاربة بشكل كبير لدرجة أنها مستوحاة من كتاب «من ملامح المجتمع المصري المعاصر: ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي»؟.

الدكتور مسعد عويس، ابن الدكتور الراحل سيد عويس، أكد أن الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى لم يتصل به أو بأسرة سيد عويس قبل كتابته فكرة الفيلم أو عرضه، وأنه تلقى بعض الاتصالات من أصدقائه ممن أكدوا أن فكرة الفيلم قد تكون مستوحاة من كتاب والده، وأنه إذا كانت فكرة الفيلم مستوحاة من كتاب والده كان عليه أن يعلن ذلك بكل شجاعة.

مسعد عويس، أوضح لـ"الدستور"، أن والده هو صاحب فكرة فيلمين عرضا من قبل ولم يتم الإشارة إلى اسم والده من قبل وهم "جعلونى مجرما" الذى قام ببطولته الفنان فريد شوقى والذى عرض سنة 1954، وكذلك فيلم "المحفظة من بطولة عادل إمام ونورا والذي أنتج في سنة 1978 وهو من فكرة والده وتمت سرقتها".
• محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة

الروائية ضحى عاصى، صدر لها كتاب يحلل رسائل الأولية وهو بعنوان "محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة" الصادر عن نهضة مصر، ويعد كتابها نواة لمشروع رسالة ماجستير عن دراسة اجتماعية أنثروبولوجية، كان الهدف منها رصد التغيرات التي طرأت على المجتمع المصرى من خلال قراءة الرسائل التى يضعها الناس فى أضرحة الأولياء، سواءً كانت تغيرات فى الوعى أو الاحتياجات أو طبيعة المشكلات، عن طريق دراسة مقارنة بين ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى التى جمعها الدكتور سيد عويس في كتابه المنشور عام 1965، وبين الرسائل المرسلة للسيدة نفيسة عام 2008، فى عصر ثورة التكنولوجيا والاتصالات، مشيرةً إلى أن هذه الدراسة التى تضمن 38 رسالة من المصريين، من شأنها أن توضح لنا التغيرات التى طرأت على المصريين خلال خمسين عامًا، حملت فى طياتها مدى الوعى والإدراك الثقافى والدينى والأوضاع الاجتماعية والسياسية.