رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تليفزيون الشعب


عشنا هذا الشهر ذكرى افتتاح مبنى التليفزيون المصرى العربى فى منطقة ماسبيرو وإذاعة أول إرسالة للتليفزيون فى يوم 21 يوليو عام 1960.. كما شهدنا تغييرات فى تشكيل أجهزة الصحافة والإعلام الجديدة، وتابعنا تصريحات طيبة من جانب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام «حسين زين» اختص بها برنامج «التاسعة» على القناة «الأولى» المصرية، ولعل أهمها إطلاق المشاريع المتعلقة بتراث ماسبيرو العظيم والوعد بالحفاظ عليه وعرضه بالشكل الذى يليق بأهميته التاريخية والإبداعية التى بدأت بمشروع «قناة ماسبيرو زمان»، بالإضافة لتطوير برنامج «صباح الخير يا مصر» و«برنامج السهرة» (التاسعة)... ولا ينكر أحد حدوث تطور شكلى على الأقل من حيث الشكل وجمال الصورة وفى مجالى الإدارتين الإعلامية والإعلانية.. وعادت الإعلانات لشاشات تليفزيون «ابن الأصول» كما أحبَ أن يسميه السيد «زين»، وهو ما يشير إلى وجود ما يمكن أن يجذب «المعلن» من جديد للإعلان عن منتجه على الشاشة الحكومية وتليفزيون الشعب.
ولكن من الضرورى الإشارة إلى بعض السلبيات التالية:
- شراء بعض البرامج الاجتماعية والترفيهية التى تُذاع بشكل دورى على بعض الفضائيات الخاصة، وهو أمر غريب من جانب إدارة التليفزيون المصرى بكل إمكانياته ما يسهم فى إحباط المشاهدين بعد سلسلة من إعلانات تقول لهم وتردد: «إحنا التليفزيون المصرى.. تليفزيون الشعب» فى تكرار ممل وساذج ومدرسى.
- يتلاحظ فى إعداد وإخراج البرامج التى تم تحديثها «صباح الخير يا مصر» و«نشرة وبرنامج التاسعة» أننا بصدد برامج إذاعية «ابتعد عن الشاشة ولن تلحظ أى فارق فى وصول المادة الإعلامية».. لا تلعب الصورة دورًا كمكون للرسالة الإعلامية، فإذا أضفنا الإيقاع التقليدى للعرض، وبعض الخلفيات ذات الألوان أو التراكيب الشكلية الزاعقة أو المزدحمة العناصر التى تخطف العين وتنال من صورة المذيع أو الضيف، وحكاية الاستظراف الممل عبر مجاملات مقدمى البرنامج عند انتقال الميكروفون فيما بينهم مصحوبة بابتسامات البلاهة.. ليجد المشاهد نفسه أمام علامة استفهام كبيرة: هل هذا هو التحديث؟
- لماذا لا يستعين أهل «تليفزيون الشعب» بخبراء علم نفس وإعلام واجتماع لتبيان مواصفات برنامج صباحى يشاهده المصريون على غيار الريق؟
ـــ ألم يلاحظ فريق عمل «صباح الخير يا مصر» ذلك الإيقاع الرتيب المترهل الذى تنساب به عرض الفقرات؟
ـــ هل من المقبول إدارة لقاءات مطولة حول موضوعات لها أبعاد أكاديمية وسياسية وتكنولوجية بمجرد فتح عيوننا على شمس النهار؟
ـــ واضح جدًا أنه لم توضع أهداف إعلامية يتشارك فريق البرنامج لتحقيقها.. مثل تحقيق هدف تزويد المشاهد بأخبار خفيفة من كل أنحاء الدنيا بإيقاع سريع.. هل كان فى الاعتبار الاستعانة برسائل سريعة تجهزها القنوات المحلية لخلق نوع من المنافسة بين المحافظات.. وكذلك فقرات بالتعاون مع القنوات المتخصصة؟
ـــ أين الفقرة الزراعية؟.. «أدعوهم لمشاهدة برنامج (الجدعان) الذى يُذاع على قناة (القاهرة والناس) الذى يجوب كل محافظات مصر ليعرض أحدث المشروعات الزراعية الناجحة ومذيع عبقرى يعى رسالته بكل وطنية».
والأمثلة كثيرة لإضافة فقرات ولكن بعد تحديد خطة واضحة لأهداف «صباح الخير يا مصر».. مثل تنمية الوعى الثقافى والبيئى والصحى والفنى.. إلخ.
- أما برنامج «التاسعة» فقد اعتمد من قرر أن يكون برنامج السهرة اليومى على اختيار مقدمه والثقة فى خبراته السابقة، والحكاية فقط تغيرت من «العاشرة مساءً» إلى «التاسعة» من غير مساءً... إعداد تم تدريبه على اختيار الضيوف التى تحقق هدف تسخين الحلقات وليس تحقيق الإفادة الحقيقية من تناول القضية.. وإليك عزيزى القارئ نموذج لحلقة عجيبة بالفعل..
ـــ القضية حول الدروس الخصوصية، وهى قضية منتهية إن شاء الله مع تطبيق النظم «الشوقية»!!
ـــ الضيوف صحفى قديم مشرف على صفحة تعليمية كان موافقًا على كل تجليات وزراء التعليم السابقين، عارض فقط نظام التعليم المفتوح.
ـــ مسئول كبير سابق فى وزارة التعليم ظل مدافعًا عن كل سياسات التعليم السابقة التى يطالب الآن بنسفها.
ـــ مدرس يدافع بحماس عن سبوبة الدروس الخصوصية بشكل لا يخلو من منطق من وجهة نظره.
ـــ يتهم الصحفى المدرس بأنه لا يدفع الضرائب فيرد ويحرج الصحفى وبأن لديه بطاقة ضريبية ويتحدث بالأرقام ويعرض مكاسبه بكل شفافية فيسقط فى يد الصحفى.
ـــ يتعصب المذيع ويقول لمدرس السنتر: «ده مش صنم تدافعوا عن وجوده»، ويكررها ويفهم المدرس بالخطأ ويرد: «أنا مبعبدش صنم أنتم ليه بتصورونا زى كفار زمان؟!
ــ المذيع يسأل الصحفى «المُفاخر بأن لديه أكثر من أربعين سنة خبرة».. وإيه الحل من وجهة نظركم؟، فيرد الصحفى: «لا يجب أن نستمع لصوت النقابات ونزود أعداد المقبولين فى كليات القمة».. وكنت أتصور أن يرد المذيع بأن مشكلة الجامعات والمعوق الرئيس لوصول الرسالة التعليمية هى الزيادة فى أعداد الطلبة والمدرجات المكتظة !!!!!
والمجال لا يسمح بعرض المزيد من الآراء والحوارات المتبادلة دون جدوى وحتى الوصول إلى تضييع ساعات من وقت المشاهد فى تلك الحلقة وغيرها!!
- كنا فى زمن «الأبيض والأسود» تتنوع البرامج، وكل يوم سهرة فى مجال تخصصى ثقافى وتنويرى وترفيهى مختلف.. إيه حكاية الإصرار على أن تليفزيون الشعب يقلد الفضائيات فى تقديم سهرات «التوك شوز» فقط.. وأهو تسديد خانات؟!