رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. خالد عاشور يكشف مواقف جمعته بالأديب محمد البساطي

محمد البساطي
محمد البساطي

كشف القاص خالد عاشور، بعض المواقف التي جمعته بالأديب الكبير الراحل محمد البساطي رائد القصة القصيرة، وذلك تزامنًا مع ذكرى رحيله الثامنة، اليوم الثلاثاء.

وقال خالد عاشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "مرت 8 سنوات على رحيل صديقي الأعز وأستاذي الكاتب الكبير ورائد القصة القصيرة الحديثة الأستاذ محمد البساطي.. الذي أهديته مجموعتي القصصية الأولى "همس".. هذا الفيديو اقتطعته من فيديو طويل كنت صورته له من حوالي 12 سنة أو يزيد.. كانت روايته جوع قد صدرت حديثًا وقد رشحت إلى القائمة القصيرة للبوكر ثم وصلنا إيميل يؤكد فوزه بالجائزة النهائية للبوكر وكنت مسئول عن إيميله ليفاجأ بعد وصوله إلى الإمارات أن الفائز بها يوسف زيدان عن رواية عزازيل بأوامر عليا من فوق.. اتصل بي يومها من الإمارات وهو يضحك ساخرا كعادته، يوسف زيدان خد الجايزة يا خالد.. وضحك".

وأضاف: "أما في هذا اللقاء فاتصل به صحفي ليجري معه حوارا عن روايته جوع فطلب مني أن أحضر معه اللقاء لأنه لا يحب لقاء الصحفيين ويعلم أن أغلبهم لا يقرأون غالبًا أي رواية للكاتب الذي يجرون معه الحوار.. وهذا ما حدث.. طلب منه الصحفي أن يحدثه عن الرواية ويلخصها له وأن يضع له الأسئلة التي يحبها ويجيب عليها كما يحب.. فقمت بالنيابة عنه بالرد على الصحفي الذي لم يقرأ الرواية من أساسه.. وظل هو يشرب سيجارته وهو مبتسم".

وتابع: "كنت صديقه المقرب وخازن أسراره لسنوات طويلة بدأناها برواية الخالدية وهي عن أحداث حقيقية والتي استوحاها وقت عمله بالجهاز المركزي للمحاسبات بمحافظة سوهاج محل ميلادي والذي وصل فيه إلى وكيل وزارة بعد أن رفض العمل بالبنوك ووظائف أخرى كان ربحها أكبر لأن عمله في الجهاز المركزي أتاح له التفرغ للكتابة.. وهذا ما أحبه في هذا العمل.. كان يتصل بي يوميا لأصف له سوهاج شارع شارع.. ومنطقة منطقة.. وخاصة كوبري أخميم الفاصل بين الشرق والغرب.. الأغنياء والفقراء.. وهي أبدع وأجمل ما كتب.. كنت أراجعها له واكتبها على الكمبيوتر.. وبعد الانتهاء منها سماها بالخالدية من اسمي (خالد).. فزاد حبي لهذه الرواية لأنها تحمل اسمي بالإضافة أن أحداثها تدور في محل ميلادي الأصلي سوهاج".

واستطرد: "رواية بديعة وعظيمة، رحل البساطي دون أن تقدره الدولة وقد علمني أهم الأشياء راحة لي وهي البعد عن الوسط الثقافي لأنه وسط غادر مكون من جيتوهات وشلل قاتلة وكتاب يتصورون أنهم ألهه أو يزيد.. بقيت معه الشهر الأخير في بيته وهو على فراش الموت لساعات طويلة انتهى من محاضراتي العملية بالجامعة مع طلابي وأعود إليه حتى الليل لأغادر بعد أن اتأكد من نومه.. أقوم بوضع فيلم غزل البنات وهو أحب الأفلام لقلبه يفوق من نومه حين يسمع أغنية "مليش أمل في الدنيا دي" لليلى مراد.. تدمع عيناه حين يسمعها تقول:"أما أنا.. مهما جرى.. حافضل أصون عهد الهوى.. وإن غبت يوم.. ولا سنة.. حافضل أنا.. برضه أنا، كنت الوحيد الذي سمح له بدخول شقته وأن يقابله في البيت مع صديقنا المشترك المخرج الكبير وصديقي الراحل أيضا المخرج الدكتور محمد كامل القليوبي.. على روحيهما السلام والرحمة".

واختتم قائلا: "صديقي محمد البساطي، لا زلت في ذاكرتي محتفظا بكل ما تركت لي من أسرار ومسودات رواياتك بخط يدك كما هي، نشرت أعمالك الكاملة وما تركت لي من رواية ومجموعة قصص رحلت قبل أن تنشرها بهيئة الكتاب بمساعدة الصديق النبيل دكتورأحمد مجاهد، ولا زلت استمع إلى ليلى مراد وأشاهد فيلم غزل البنات، لك أهدي هذه الكلمات صديقي وأستاذي العزيز".