رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سارة أم آية؟.. بايدن يعرف أكثر!


اعتقدنا أنه خطأ غير مقصود، يعود إلى ضعف ذاكرة الرجل، الذى يشاع أنه مصاب بـ«آلزهايمر». لكن، بعد أقل من يومين، ظهر ما يرجح أن الخطأ مقصود، وأن نائب الرئيس الأمريكى السابق، المرشح الرئاسى الحالى عن الحزب الديمقراطى، تعمّد عدم ذكر «آية حجازى»، بسبب اتهامات التحرش الجنسى، التى طالته، واتسع نطاقها!
تعليقًا على خبر نشرته شبكة «سى إن إن» عن عودة مواطن أمريكى، من أصول مصرية، اسمه محمد عماشة إلى الولايات المتحدة، كتب بايدن تغريدة فى حسابه على تويتر، أشار فيها إلى أن المذكور عاد إلى منزله «بعد أن أمضى ٤٨٦ يومًا فى السجون المصرية»، وانتقد «اعتقال وتعذيب ونفى نشطاء مثل سارة حجازى، Sarah Hegazy، ومحمد سلطان»، واصفًا ذلك بأنه «أمر غير مقبول». وأضاف: «لا مزيد من الشيكات على بياض لديكتاتور ترامب المفضل». فى إشارة إلى عبارة قالها الرئيس الأمريكى، خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع بباريس، كان واضحًا تمامًا أنه يسخر فيها من معارضى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
بلهاء، عملاء، أو مجانين أقاموا على تلك التغريدة حفلات، وعصروا أدمغتهم ليبنوا عليها تحليلات. بينما رآها العقلاء مجرد محاولة من بايدن لكسب نقاط فى معركته الانتخابية، غير المتكافئة، ضد منافسه، الرئيس الأمريكى. أما نحن فلم يلفت نظرنا فيها غير اسم «سارة حجازى»، بينما كان المنطقى أن يرد ذكر «آية حجازى»، الأمريكية من أصول مصرية. ولعلك تعرف أن «سارة» هى تلك الفتاة، مثلية الجنس، التى انتحرت فى كندا.
على طائرة خاصة، عادت آية محمد نبيل حجازى وزوجها محمد حسنين فتح الله، إلى الولايات المتحدة، فى ٢٠ أبريل ٢٠١٧، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة، ببراءتهما مع ستة آخرين، اتهمتهم النيابة العامة بـ«الاتجار بالبشر»، عبر تشكيل عصابة منظمة لاستقطاب أطفال الشوارع والهاربين من سوء معاملة ذويهم، واحتجازهم داخل كيان، دون ترخيص، أطلقوا عليه «جمعية بلادى»، كان عبارة عن شقة بعقار يقع بدائرة قسم عابدين بالقاهرة.
عن آية حجازى، أصدر البيت الأبيض عدة بيانات، حين كان بايدن نائبًا للرئيس السابق، باراك أوباما، من بينها ذلك البيان الذى صدر فى ١٦ سبتمبر ٢٠١٦، وطالب فيه أفريل هاينز، نائب مستشار الأمن القومى، السلطات المصرية، بإطلاق سراح «الناشطة الأمريكية من أصل مصرى». كما كانت ضمن «كروت» لعب هيلارى كلينتون، فى الانتخابات الرئاسية السابقة. وكان عدم المطالبة بالإفراج عنها، إحدى نقاط الارتكاز التى انطلق منها هجومها على منافسها دونالد ترامب. كما استخدمها، لاحقًا، فى الهجوم على الرئيس الأمريكى وإدارته بعد فوزه.
ليس منطقيًا، إذن، أن ينسى بايدن اسم «آية حجازى»، إلا لو كان مصابًا بـ«آلزهايمر»، وهو مرض تحلل عصبى مزمن، يصيب عادة كبار السن، ويبدأ عادة بحدوث صعوبة فى تذكر الأحداث الأخيرة. غير أن هذا الاحتمال غير قائم، لاستحالة أن يكون كل مستشاريه ومساعديه قد أصابهم المرض نفسه. وعليه، يكون الأرجح، أن الخطأ كان متعمدًا. وأن بايدن تعمد عدم ذكر «آية حجازى»، كما أشرنا، بسبب اتهامات الاعتداءات الجنسية التى اتسع نطاقها ضده.
فى الولايات المتحدة، أقامت آية حجازى وزوجها «مركز بلادى للحقوق والحريات»، وتم إنشاء صفحة للمركز على «فيسبوك» يديرها أربعة: اثنان فى مصر، واحد فى تونس، وواحد فى الولايات المتحدة. ومنذ ساعات، نشرت تلك الصفحة بيانًا أعلنت فيه عن وقف «مدير أحد المشاريع بالمركز» عن العمل وإجراء تحقيق «داخلى» بشأن اتهامه بالتحرش الجنسى.
ما لم يذكره البيان، هو أن الموقوف عن العمل هو نفسه محمد حسنين، زوج آية، الذى اتهمته عشرات السيدات، فى مصر وتونس والولايات المتحدة، بمطاردتهن لإجبارهن على ممارسات جنسية، وتهديده لهن بنشر صورهن وفضحهن حال رفضهن عروضه. وكذا، بقيامه بإجراء مكالمات تليفونية مطولة مع بعض ضحاياه، وإصراره على الخوض فى تفاصيل دقيقة وجرهن إلى مساحات غير مريحة وصادمة من الحديث الجنسى.
تأسسًا على ما سبق، يمكنك استنتاج أن تجاهل بايدن ذكر آية حجازى، كان متعمدًا، ويرجع إلى حساسيته من جرائم التحرش. إذ سبق أن اتهمته عدة سيدات بلمسهن بطرق جعلتهن يشعرن بعدم الارتياح. كما اتهمته تارا ريد، مساعدته السابقة، بأنه تحرش بها جنسيًا فى أحد أروقة مبنى الكونجرس حين كان عضوًا بمجلس الشيوخ. وقالت فى حوار إذاعى، فى ٢٥ مارس الماضى، أن رفضها تسبب فى تهميشها وتركها للعمل وكأنها مطرودة.
وتبقى الإشارة إلى أن بايدن كتب تغريدته، مساء الأحد. وأن بيان مركز «آية وزوجها» صدر، صباح أمس الثلاثاء. ما قد يعنى أن حملة المرشح الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية، كانت على دراية بالاتهامات التى تلاحق المركز وصاحبه ومديره، وربما يكون لديها ما هو أكثر.