رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتدى التعاون الصينى - العربى



أعرب السيد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أمله فى الارتقاء بالتعاون العربى- الصينى من خلال عقد قمة عربية- صينية بما يحقق نقلة نوعية فى العلاقات بين الجانبين، وأعرب عن تطلعه إلى عقد الدورة العاشرة للمنتدى على المستوى الوزارى عام ٢٠٢٢ فى الصين.
جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها فى الدورة التاسعة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربى- الصينى والذى عقد فى السادس من يوليو ٢٠ ٢ فى الأردن عبر تقنية الفيديو كونفرانس، برئاسة مشتركة لكل من وانج يى، مستشار الدولة ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، والسيد أيمن الصفدى، وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، وبمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء فى الجامعة العربية، وفى مقدمتهم جمهورية مصر العربية. وأكد السيد أبوالغيط «أهمية التوصل لحلول سياسية شاملة لتسوية مختلف الأزمات العربية سواء فى: سوريا أو اليمن أو ليبيا، تسوية تحفظ سيادة الدولة ووحدة وسلامة أراضيها».
وجاء تأسيس منتدى التعاون الصينى- العربى عام ٢٠٠٤ بمبادرة من الرئيس الصينى السابق خلال زيارته مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، ليصدر عنه الإعلان العربى- الصينى المشترك ليؤكد محاور أربعة وهى: «التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والشئون الدولية».
ولقد أصبح هذا المنتدى أحد أهم وأنجح منتديات التعاون التى أقامتها الجامعة العربية مع الدول والتكتلات الأجنبية الشريكة لها، ومنبرًا مهمًا لدعم العلاقات الثنائية بين الدول العربية والصين، كما لعبت مبادرة الحزام والطريق دورًا كبيرًا فى تعزيز التعاون بين الجانبين، حيث انضمت ١٩ دولة عربية للمبادرة. وفى الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصينى- العربى والتى عقدت عام ٢٠١٨ أكد الرئيس الصينى شى جينب ينج «العمل يدًا بيد من أجل الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية فى العصر الجديد»، كما أكد تعزيز الثقة المتبادلة وتحقيق حلم النهضة وتحقيق التسامح والتعلم المتبادل والتعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق». كما شدد الرئيس الصينى على أن التجربة أثبتت أنه وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولى وبغض النظر عن الصعوبات والعقبات التى نواجهها فإن الصين والدول العربية كانوا دائمًا «شركاء» جيدين للمنفعة المتبادلة وإخوة يتقاسمون معًا الحلوة والمرة. وفى الدورة التاسعة بحث المشاركون عدة قضايا ذات اهتمام مشترك، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وأشادوا بدور الصين الداعم والمساند لحقوق الشعب الفلسطينى. بحث وزراء خارجية الدول العربية والصين خلال الاجتماع سبل تطوير المنتدى وآفاقه المستقبلية، إضافة للتطورات والأزمات الإقليمية وسبل حلها لتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة. هذا بجانب التعاون الفعال المشترك فى مكافحة فيروس كورونا والمستمر حتى القضاء على الفيروس، وأيضًا تناول المؤتمر القضية الخطيرة التى تواجه العالم العربى فى فلسطين، وهى إصرار الكيان الصهيونى على تكثيف الاستيطان وضم أراضٍ فلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة.
ومن المعروف والمعلن موقف الصين الداعم للقضايا العربية العادلة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى تقوم الصين بدعمها ودعم ومساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى من خلال حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تم أيضًا خلال المؤتمر التعاون والعمل مع الصين من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمات التى تشهدها المنطقة العربية مما يحفظ سيادة الدول العربية ووحدة وسلامة أراضيها ويعزز الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولى والإقليمى.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط «أهمية الدورة التاسعة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربى- الصينى والتى تعقد فى ظروف استثنائية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، نظرًا لما تمر به دول العالم أجمع من تحديات وصعاب جراء انتشار جائحة كورونا المستجد».
وأضاف أن «الصين تعد من أهم الشركاء الدوليين للعالم العربى، ولذا فالتنسيق بين الجانبين يعد أمرًا مهمًا لمواجهة التحديات الراهنة والتصدى للمخاطر العالمية كتفشى الأوبئة والتغيرات المناخية».
كما أشار الأمين العام السيد أبوالغيط إلى «البعد الشعبى فى تمتين أواصر الصداقة بين الشعبين الصينى والعربى، وهذا ما يتضح من إقبال الشباب العربى على دراسة اللغة الصينية، وإقبال الشباب الصينى على دراسة اللغة العربية، إلى جانب مركز الدراسات العربى- الصينى للإصلاح والتنمية فى دعم تنمية الموارد البشرية بين الجانبين».
وخلال المنتدى أكد وزير خارجية المملكة الأردنية ضرورة استمرار العمل على زيادة التعاون العربى- الصينى فى مجالات عدة اقتصادية واستثمارية «فى الطاقة والبنية التحتية ومجال تكنولوجيا الاتصالات» بجانب المجالين السياحى والتجارى.
إننا نؤكد، وسط الظروف الصعبة التى يواجهها العالم من جائحة تفشى فيروس كورونا المستجد وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، ووسط الصراعات والحروب فى بعض الدول العربية، دعم المزيد من التعاون وبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية.