رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز الشهادات.. تفاصيل تقرير «الشيوخ الفرنسي» عن الإخوان الإرهابية

فضيحة الاخوان فى
فضيحة الاخوان فى فرنسا


شهادات رفيعة المستوى تكشف تمويلات الجماعات والعناصر الإخوانية في فرنسا وأوروبا وعلى رأسها تركيا وقطر

الشهادات ركزت على توضيح تأثير عناصر مثل طارق رمضان ويوسف القرضاوي وقناة الجزيرة في بث السموم والعنف

الجماعة ترى أن الإسلام السياسي قادر على تحدي قوة عسكرية عظيمة.. شجعهم ذلك على اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عام 1981

الإخوان تدعم الحروب والتفكك في ليبيا واليمن وسوريا ودول الشرق الأوسط.. وهدف أردوغان السيطرة على المسلمين

أوصى مجلس الشيوخ الفرنسي في تقرير تضمن أكثر من 400 صفحة أصدره مساء الخميس، بوقف تمدد نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية في فرنسا ومنع دخولهم إلى الأراضي الفرنسية.

أعد التقرير لجنة خاصة في مجلس الشيوخ تم إنشائها في نوفمبر الماضي لبحث أنشطة الإخوان، وترأست اللجنة ناتالي ديلاتر والعضو في مجلس الشيوخ ونائبة رئيس لجنة القوانين الدستورية والتشريع والاقتراع العام واللوائح والإدارة العامة بالمجلس، ومقررة اللجنة وهي النائبة بالمجلس عن حزب "الجمهوريون" فى فرنسا جاكلين أوستاش برينيو.

واستند التقرير على حوالي 70 لقاءً مع مسؤولين وسياسيين وأكاديميين في المجتمع الفرنسي فضلًا عن منشقين عن جماعة الإخوان في فرنسا لبحث طرق الجماعة في التجنيد والتحرك داخل المؤسسات الفرنسية، وفضحت شهادات كثيرة خلال جلسات اللجنة جوانب من سلوكيات الجماعة وآليات تمويلها وكيفية استقطاب الشباب.

وأكدت مقررة اللجنة وعضو مجلس الشيوخ والمشاركة الرئيسية في كتابة التقرير جاكلين أوستاش برينيو، أنه يجب على فرنسا التحرك لوقف الأنشطة الإخوانية في البلاد والانفصالية، حيث يتسلل الإخوان إلى جميع مناحي الحياة الاجتماعية وتسعى لفرض قيم جديدة أبرزها عدم المساواة بين الرجل والمرأة.

وأشار التقرير إلى محاولة الإسلام السياسي المتمثل في تيار الإخوان المسلمين لإعادة إحياء الخلافة، وفي هذا الصدد أوصى التقرير بمنع دخول أئمة الإخوان إلى فرنسا ومحاربة الوجود المتطرف في مؤسسات الدولة وعلى رأسها المدارس العامة والخاصة والجمعيات والنوادي الثقافية والرياضية.

ودعا التقرير السلطات الفرنسية إلى زيادة الرقابة على المدارس الخاصة غير المتعاقدة مع الدولة ووقف ظاهرة التعليم المنزلي بدل التعليم في المؤسسات المدرسية، ووقف الاستعانة بأئمة من الخارج كما يحدث منذ عقود خاصة في شهر رمضان وتعزيز تأهيل الأئمة في المؤسسات والجامعات الفرنسية.

وطالب التقرير أيضًا بالتحري وتتبع الأموال الأجنبية التي تمول الجمعيات والمنظمات التابعة للإخوان، وكان قد سبق التقرير خطابًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي أكد فيه أن فرنسا ستمنع دخول أئمة من الخارج وأنها ستعزز تأهيل الأئمة محليًا.

ووفقًا للتقرير الذي حصلت "الدستور" على نسخة كاملة منه فقد تم ترتيبه على أساس شهادات رفيعة المستوى منها شهادة يوسف شهاب، الأستاذ المساعد في جامعة باريس 13، ومدير الأبحاث في مركز أبحاث المخابرات الفرنسية، وبيير فيرميرين، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة باريس 1 بانتيون السوربون، والكاتب والمحلل السياسي إيمانويل رضوي، مؤسس ومدير موقع جلوبال جيونيوز، وألكسندر ديل فالي، الكاتب والعالم والمستشار السياسي، وبرنارد روجييه، الأستاذ في جامعة السوربون الجديدة، وزينب الغزوي، صحفية وكاتبة، ومحمد لويزي، كاتب ومنشق عن جماعة الإخوان في فرنسا وغيرهم.


شهادة يوسف شهاب الأستاذ المساعد في جامعة باريس 13، ومدير الأبحاث في مركز أبحاث المخابرات الفرنسية


أكد شهاب أنه عمل من سبتمبر 2015 إلى سبتمبر 2017 مدير مشروع في خدمة المخابرات المركزية بوزارة الداخلية الفرنسية، أن الجماعات المرتبطة بالإخوان في فرنسا تستعين بمصادر خارجية أولا للتمويل وثانيا إرسال الأئمة، ومن الدول التي تقوم بالتمويلات لتلك الجماعات قطر، مضيفًا أن الدوحة مولت أكثر من 214 مركزًا في مصر وتونس والمغرب والجزائر واليمن حيث يتم تدريب العناصر الملتحقة بتلك المراكز على الإسلام السياسي.

وأشار شهاب إلى خلل في القوانين الفرنسية التي تسمح بدخول الإخوان والعناصر المتشددة وتساءل في شهادته لماذا يدخل طارق رمضان إلى فرنسا بعد كل ما قاله وفعله فهو لا يزال له الحق في دخول فرنسا.

شهادة بيير فيرميرين أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة باريس 1 بانتيون سوربون

واستند التقرير على شهادة بيير فيرميرين الأستاذ في جامعة باريس والذي تحدث عن تيارات سياسية تابعة للإخوان وتنتشر في أماكن معينة بفرنسا مثل المساجد، أو على الإنترنت، في المواقع الاجتماعية وحتى داخل الأسر والعائلات ومجموعة الأصدقاء أو الزملاء، مضيفًا أن كل مكان يوجد بها عملاء للإخوان مجندين من المفكرين أو الأكاديميين أو رجال الأعمال أو الوظائف الكبرى.

وأوضح فيرميرين بحسب تقرير لجنة مجلس الشيوخ المطول أن الإخوان تسللوا إلى فرنسا وأوروبا منذ الخمسينيات ولكنهم زادوا نشاطًا في السبعينيات والثمانينيات حيث تلاعبوا بالأثرياء لقيادتهم، والعديد من الإخوان المسلمين، الذين يتم تمويلهم بشكل منتظم من قبل الجهات المانحة المعروفة، مثل تركيا أو قطر.
شهادة والكاتب والمحلل السياسي إيمانويل رضوي، مؤسس ومدير موقع جلوبال جيونيوز، وألكسندر ديل فالي، الكاتب والعالم والمستشار السياسي

أكد كل من رضوي وديل فالي أنهما عملا لمدة 20 عامًا في تحقيقات استقصائية لفك شفرة الإخوان المسلمين والمنظمات المرتبطة بها في كل الدول بما في ذلك في فرنسا.

وأضاف رضوي رغم أنه من عائلة 70٪ منها مسلمين لأنه فرنسي من أصل إيراني، إلا أنه يدعو لعدم الاستسلام في فرنسا لخطاب التفكيك والإيذاء والاستفزاز الذي يبثه الأخوان في كل مكان، في البداية في القاهرة، في الدوحة وأنقرة اليوم.

وأوضح رضوي أن الإخوان لا ينفصلون عن الحروب في الشرق الأوسط خاصة التي تحدث في ليبيا والتس ستؤثر على أوروبا كلها.

وبدوره أكد ألكسندر ديل فالي أنه شارك في مناقشة ألاعيب طارق رمضان في برنامج تييري اردسون، وهو يرى أن يوسف القرضاوي هو الأب الروحي لجماعة الإخوان الآن وهو يدير معهد فتوى في دبلن، وتلك الأسماء تدعم الحروب والتفكك في ليبيا واليمن وسوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط.

وأشار ديل فالي في شهادته أمام مجلس الشيوخ إلى أن نصوص حسن البنا وسيد قطب هي مرجع الجماعة الأبدي بما فيها من تشجيع على العنف والقتل.

وأوضح ديل فالي أن قطر دولة تديرها الإخوان وتعد قناة الجزيرة واجهة لممثلي الإخوان في جميع أنحاء العالم فهي تسمح للوجوه الإخوانية في الظهور وبث سمومهم.

وأكد ديل فالي أن الإخوان المسلمون يستخدمون النساء بشكل خاص لنشر أفكارهم وأيديولوجيتهم، مضيفًا أن الجماعة والمنظمات التابعة لها ترى أن الإسلام السياسي قادر على تحدي قوة عسكرية عظيمة، وهو ما شجعهم على اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عام 1981.

شهادة برنارد روجيه أستاذ بجامعة السوربون نوفيل - باريس 3 والعضو البارز في المعهد الجامعي بفرنسا

أكد روجيه خلال شهادته التي تضمنها تقرير الشيوخ الفرنسي أنه لمحاربة التطرف في فرنسا لا بد من القضاء على تعاليم السلفية وخاصة الإخوان.
وأضاف روجيه أن أيديولوجية الإخوان فرضت نفسها في العالم الإسلامي وفي أوروبا على مدى السنوات الثلاثين الماضية، موضحًا أن عناصر الجماعة الإرهابية بدأوا في التسلل إلى المؤسسات الفرنسية في السبعينيات من القرن الماضي، ولكن بدأ ظهور تأثيرهم في عام 1989، وظهر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF) المرتبط بالجماعة.

وأشار روجيه إلى أن الجماعة أثرت على المسلمين في فرنسا، لأنها روجت للإسلام كأيديولوجية داخل المجتمع الفرنسي، مثيرًا نقطة مهمة وهي أن طريقة الإخوان في التسلل هي في الأسلوب الناعم فهم في البداية يؤكدون أنهم يحترمون القوانين لكن هذا غير صحيح.

وكشف روجيه عن أن هناك شبكة كبيرة ولها مهام موزعة بشكل جيد من الإخوان والسلفيين داخل المؤسسات الفرنسية، والتي تمثل مجموعات الضغط السياسي، مع وجود مسئولين فرنسيين منتخبين في البلديات الفرنسية لهم علاقات مع الجماعة.

وعن تغلل الإسلام السياسي في النظام الفرنسي، قال روجيه إن هذا حقيقي من خلال الكتب والخطب والدروس والمؤتمرات التي يقومون بنشرها وبثها طوال الوقت، وهي الطريقة نفسها التي يقومون بها في مصر.

وأوضح روجيه أن عناصر الإخوان يسعون إلى إنشاء انقسامات بين الشعب الفرنسي، وحتى عن طريق نسائهم وهو الأمر نفسه الذي تقوم به في بلدان أخرى منذ فترة طويلة.

وأكد روجيه أن عناصر الجماعة والتنظيمات المرتبطة بالإخوان يتمركزون في ضواحي باريس وعادة ما يتواجد هناك مجتمعات من أصول شرقية وتحديدًا من حوض البحر المتوسط، وهناك علاقات بينهم وبين تركيا أيضا، مضيفًا أن السيطرة على المسلمين في الشرق الأوسط وأوروبا هي هدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
شهادة الصحفية الفرنسية المغربية الأصل زينب الغزوي

وتضمن تقرير الشيوخ الفرنسي شهادة الصحفية الفرنسية المغربية الأصل، زينب الغزوي والتي توقعت ما توقعه الروائي الفرنسي ميشيل ويلبيك، في روايته "Soumission" أو "الخضوع"، التي صدرت فى عام 2015، أن تتحول فرنسا إلى إمارة إخوانية.

وقالت الغزوي إن "الإخوان على أبواب السلطة في فرنسا"، وانتقدت الجمعية الإسلامية في فرنسا "AMIF"، وقالت إن المنظمة المرتبطة بالإخوان تعمل على التسلل لمنافذ السلطة في فرنسا.

وقالت الغزوي، خلال شهادتها بمجلس الشيوخ التي أرفقت بالتقرير الختامي "أنا لا أتردد في أن أقول ذلك: الإخوان المسلمون على أبواب السلطة، والسماح لمنظمة AMIF أن تكون هيئة رسمية في فرنسا سيولد شيئًا لا يمكن التحكم فيه"، وأدانت "الغزوي" تسلل جماعة الإخوان في المجتمع الفرنسي ووصول عناصر منهم في أعلى السلطات في الدولة.

وأوضحت إن الإخوان يتسللون بكل سهولة إلى المراكز الاجتماعية وجمعيات الشباب والرياضة والدعم المدرسي وغيرها من المؤسسات المؤثرة بفرنسا.
شهادة الكاتب والباحث الفرنسى من أصل مغربى، محمد لويزى والمنشق عن الجماعة

أيضا أرفق تقرير الشيوخ الفرنسي شهادة الكاتب والباحث الفرنسى من أصل مغربى، محمد لويزى، أحد المنشقين عن جماعة الإخوان فى البلاد والذي فضح خلالها جوانب من سلوكيات الجماعة وآليات تمويلها وكيفية استقطابها الشباب.

وقال لويزي فى شهادته إنه وصل إلى فرنسا فى نوفمبر ١٩٩٩، وكان عمره آنذاك ٢١ عامًا وجاء بغرض الدراسة، وحينها تواصلت معه جماعة الإخوان فى فرنسا، إذ كان على اتصال مسبق معها فى بلده المغرب قبل سفره، إذ أدى قسم الولاء لها عام 1996

وأضاف انه بعد أقل من أسبوع من وصولى فرنسا، اتصلت به الجماعة، ممثلة فى اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، وهى ذراع الجماعة، وبعد ذلك تم تجنيده، مؤكدا ان الجماعة تستقطب عناصرها عن طريق اللعب بالدين والقرآن وأحاديث النبى، التى تبلورها على طريقتها، وكانت علينا قراءة بعض الكتب، بما فى ذلك كتب يوسف القرضاوى وحسن البنا، ويتم التعهد بالولاء والعيش داخل مجتمع سرى.

وأوضح أنه انشق عن الجماعة بسبب الأيديولوجية العنيفة التى بدأ تطبيقها فى الفترة بين عامى ٢٠٠٤ و٢٠٠٦، وبسبب الركن الرابع فى تعاليم حسن البنا حول الولاء للإخوان، والمتمثل فى الجهاد المسلح، إذ كرس حسن البنا فصلًا كاملًا لهذا النهج العنيف، ولذلك غادر الجماعة فى ٢٠٠٦، بعد تأكده من أيديولوجية العنف ومن الخطاب المزدوج للتنظيم.

وأكد لويزي في شهادته أن مصادر أجنبية للتمويل، فبينما تحارب الإمارات ومصر جماعة الإخوان واللتان تم تصنيفهما منظمة إرهابية في عام ٢٠١٤، تساعد قطر وتركيا التنظيم بشكل دائم، مضيفًا أن عناصر الجماعة يتسللون في فرنسا وأوروبا إلى المؤسسات والأحزاب السياسية والشركات والجمعيات والنوادى الرياضية والاجتماعية والمساجد.