رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة نادية لطفي.. فنانون وكتاب ماتوا بين يديها فأصيبت بـ«عقدة نفسية»

نادية لطفي
نادية لطفي

سرت أنباء في صحف القاهرة في السبعينيات عن إصابة خطيرة لنادية لطفي بعد عودتها من فحوصات في ألمانيا، انتقلت إلى مستشفى المعادي العسكري، الذي لا يسمح إلا بدخوله إلا للمقاتلين أو من يؤدون خدمات جليلة، وبالفعل، كانت نادية، الملقبة بـ«بولا»، واحدة منهم، فقد شاركت في صفوف التمريض بحرب أكتوبر 1973.

كانت غرفة «206» مقر استشفاء نادية لطفي، وذهب الصحفيون إلى هناك ليجدوا نادية في غرفة الاستراحة، تدخن سيجارة بيد وعلبة السجائر في اليد الأخرى، بينما صديقة لها تنام في غرفتها. دخلت نادية مريضة، ولحقت بها صديقتها لتعتني بيها، لكن فوجئت بجسدها يتداعى فأجرت جراحة، فأصبحت نادية مرافقة، وصديقتها في سجلات المرضى.

وبدأت الذكريات تتداعى على نادية لطفي.
فقدت عشرات الصديقات والرفاق طوال عمرها، وبدا لها أنها «وش النحس» فكل من يقترب منها يموت صغيرًا أو يمرض سريعًا ثم يموت، وآخرهن صديقتها، التي دخلت المستشفى واقفة على قدميها، ولم تخرج، حتى أن نادية تقول والحزن يزحف على نبرات صوتها: «المريضة – أنا - واقفة على قدميها، والسليمة أجرت عملية.. انظر قسوة الحياة».

وبدأت تحكي عمن فقدتهم طوال حياتها، أولهم عنايات الزيات، صاحبة رواية «الحب والصمت»: «أعز صديقاتي، وهي من بقيت لي، أمي الصغيرة، وسادة أضع عليها رأسي، أديبة مصر الصاعدة التي انتحرت وهي دون الـ25 عامًا، كانت زميلة الدراسة وتوءم روحي».

قبل أن تتعافى من وداع عنايات الصعب، فقدت صديقتها «فيفي»: «ماتت بعد عنايات في حادثة، اختطفها الموت دون كلمات وداع لأحد».

زحف الموت في حياة نادية لطفي إلى «الأب الروحي» الذي صاغ جانبًا من حياتها: «كامل الشناوي بعد أن أصبح أبًا روحيًا وأستاذًا لي.. مات».

ولحق بكامل – بعد 3 سنوات – الكاتب جليل البنداري، الذي كان «مقربًا وناصحًا أمينًا في حياتي وتذكرته وأنا أدخل هذه المستشفى قبل 3 أيام فقد بقيت بالساعات إلى جانب فراشه وهو في غرفة الانعاش»، وفق قول نادية.

ومن المقربين والأحباء، الذين غادروا نادية لطفي، فاعتبرت نفسها «وش النحس» عليهم، المخرج فطين عبدالوهاب.

تتذكر نادية كل هؤلاء فتتبلور عقدتها النفسية، وتنهار من البكاء، معتقدة أنها تعاني من «عقدة نفسية»، وهي تردد: «ماذا فعلت من شر لتفعل بي السماء كل هذا؟».