رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الشحّات: تعرضي للاضطهاد النقدي وراء التوقف عن الكتابة (حوار)

محمد الشحّات
محمد الشحّات

تعرض للاضطهاد النقدي أدى إلى توقفه عن الكتابة الشعرية فترة طويلة استمرة 17 عامًا بعد إصدار ديوانه السادس، كتب ديوان شعري لابنه خلال مدة سفره، يرفض التكتلات الشعرية أو الجماعات والشلالية، أجريت 32 دراسة تناولت مجمل أعماله، جميعها كتبت فى العامين الماضيين، فقط، وعلق عليها بأن الاهتمام النقدي بأعماله بدأ متأخرا نسبيًا.

«الدستور» أجرت حوارًا مع الشاعر محمد الشحات، نائب رئيس تحرير أخبار اليوم السابق، حول أسباب توقفه للكتابة الشعرية وعودته بعد 17 عامًا، والدراسات التي أجريت حول الأعمال الشعرية، وكواليس الديوان الشعري الذي كتبه لابنه المسافر.. وإلى نص الحوار.

من وجهة نظرك.. ما يجب أن تكون عليه الكتابة الإبداعية بعد كورونا؟
هل هناك قدرة وحد معين للمدارك وأدوات الاستقبال التي يمتلكها الإنسان لكى تستطيع أن تستوعب وتدرك ما يحدث فيما حولها، بالطبع فالإنسان له مدارك محدد وقدرة على الاستيعاب معلومة، قد يحدث تفاوت وفروق فردية بين البشر وهذا أمر طبيعي، إلا أن جائحة كورونا وما تعرض له العالم من فزع ورعب وتهديد مباشر وقريب من كل الرؤوس لحياة البشر، أمر من رابع المستحيلات أن يتخيله العقل البشرى، ويمكنه الوقوع ورغم أن السينما الأمريكية قد قدمت المئات من الأفلام على نهايات العالم ويوم القيامة، إلا أن الواقع الكورونى الذي عاشه العالم يفوق أي تصور، واعتقد أننا لم ولن نجد عقل بشرى يتخيل ما الذي حدث.

فإذا كان الإنسان العادى قد شعر بالخوف والفزع والرعب، فإن المبدع قد شعر بذلك أيضا أضف على ذلك العديد من الأمور الأخرى، باعتباره القائم على حمل هموم البشر والتعبير عنهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل استوعب البشر الذين يعيشون الآن على الكرة الأرضية ما حدث اعتقد أن الإجابة لا، وأيضًا لم يستوعب بعد المبدعون أدباء وشعراء وغيرهم ما حدث، ولا زالوا يعيشون فى مرحلة الصدمة، الأمر الذي فرض على المبدع مناخا مختلفا عن كل المناخات التي عاش فيها سواء كانت مناخات مفروضة عليه، أو مناخات من صناعته.

وهل فرضت جائحة كورونا على المبدع طقوسا معينة؟ وهل استفاد من الحظر الإجبارى الذى عاشه مع العالم، وكيف استفاد منه؟

شخصيًا استفدت كثيرًا من هذا الحظر، لأن عملى الصحفى وعلى امتداد سنوات طويلة قتل لدى الكثير من الأمور والأشياء أهمها عملية التأمل والجلوس إلى النفس ومحاولة المراجعة، والقراءة بشكل منهجي أو منتظم، وإعادة ترتيب الأفكار والأوراق، بدلا من أسلوب الحياة المتسارع، وعدم منحه فرصة لالتقاط الأنفاس والقيام بعملية المراجعة الشاملة، واعتقد أنه أمر ضرورى فى حياة المبدع والفنان

قد تكون لي تجربة خاصة من التوقف الإجباري فبعد 1996، كنت قد أصدرت ديواني السادس (كثيرة هزائمى) عن هيئة قصور الثقافة توقفت تماما عن كتابة الشعر، وعصرني أتون الصحافة والعمل الإعلامي فلم أكتب بيتا واحدا على امتداد سبعة عشر عاما، إلا أننى يوم 7 فبراير وبعد أحداث يناير 2011 عدت للكتابة وأصدرت حتى الآن ثلاثة عشر ديوانا وقد يكون السبب هو أن الكثير من الأعباء الصحفية من الأمور التنفيذية والعمل الميدانى قد رفع من على كاهلي، فجاءت الفرصة مرة ثانية من أجل القراءة والكتابة، وأصبحت لدى فسحة من الوقت للتفكير والتأمل.

«عليك الجلوس في المنزل وعدم الخروج»، تعليمات صارمة تطبق على جميع البشر فى جميع انحاء المعمورة، أحدثت داخل الإنسان حالة من الارتباك الشديد والشعور بالضيق وتحديد الإقامه أو الدخول فى الإقامة الجبرية، يزيد هذا الإحساس وهذا الشعور بدرجة كبيرة عند المبدع، خاصة وأنه أمام حدث جلل لم تعيشه البشرية مطلقا على امتداد تاريخها الإنسانى، كورونا فهو خطر عاشه العالم بكل من يعيش على الأرض، وشعر الجميع بأن هناك موت على بعد اشبار قليلة منهم، وأنهم يمكنهم فقدان حياتهم فى لمح البصر.

هل يجدر بالمبدعين أن يتجاوزوا كل ما سبق من أساليب سردية باختراع أساليب جديدة؟
التغيير سمة الحياة، والإنسان لا ينزل النهر مرتين، وعملية التطور سنة الحياة، فسلوكيات البشر وأساليب حياتهم تتغير مع كل حقبة جديدة، وقديم كان التغير يتم بشكل بطيء، ولكن مع السرعة الذي نعيشه يكون التغير أسرع، والفن عموما والإبداع المكتوب بشكل خاصة يتعرض لما يتعرض له باقى مناحى الحياة، وأنا لا أحب أن اقول تجاوز وتخطى واطلاق رصاص الرحمة على القديم، فالابداع فى رأى هو عقد وحلقات متصله، تصل الأجيال بعضها ببعض، وكل جيل يضيف إلى منجز سابقة، وأنا مع فكرة التسلسل والتناسق بين الأجيال، لأنه ليس من الممكن أن نكون شجر لا جذور له، اعتقد أن مثل هذه الأشجار تتعرض مع أول هزة ريح للسقوط والانهيار.

قلت إن النقد ظلمك.. كيف تري المشهد النقدي الآن؟ وهل ثمة أسماء بارزة يمكن الإشارة إليها؟
تعرضت لظلم بين مع بداياتها، لست أنا فقط، لكن يكمننى أن احصد لها أسماء كثيرة، كلهم أصحاب مواهب شعرية فذة تعرضوا لظلم بين، وأغلق النقاد الذين كانوا يديرون دفعه العملية النقدية الدائرة على اسماء معينة، واعتقد أن التاريخ الأدبى لن يغفر لهؤلاء، لأنهم نقاد افتقدوا للأمانة، وتحكمفيها الهوى والحب والكرة والشللية والمصالح والمنافع المشتركة، وقد انعكس ذلك على قامت المبدعين واخص هن الشعراء، وقد تأثر الشعر المصرى فى فترة السبعيات كثيرا بذلك، وللأسف لا أحد يحاسب أحد، ولو لدينا وزارة ثقافة حقيقية يكون دورها الأساسى هو البحث عن المواهب الجيدة وتمهيد الطريق أمامهم.

مثلًا لو سألنا أى لجنه من لجان المجلس الاعلى للقفافة الموقؤة، هل لديكم خريطه ابداعية عن الابداع فى مصر للاسف لا تجد لديهم، فكل اللجان فى تصورى لا تعرف المبدعين الذين ينتمون الى لجانهم، ولو طلبنا من أى لجنة من تلك اللجان تسمية عدد المبدعين لا يعرفون، نحن نعيش فى أزمة حقيقية، سببها المباشر غياب الاستراتيججية الثقافية واعتقد بأن الدول تتحمل المسؤولية أو يقع عليها جزء كبير من تلك المسئولية، إضافة إلى الأقسام الأدبية بالكليات الجماعية، فهل سأل سائل، ما هو الدور الذى تلعبه هذه الكليات ونلك الاقسام فى الحياة الثقافية للأسف لا تعرف لهم دور.

تسألني هل هناك أسماء نقدية بارزة حاليا اقول لك نعم، واعتقد أنهم خلال السنوات القليلة القادمة سوف يشكلون تيارا نقديا رائعا، لكن لا بد من أن يحظوا بدعم من الدولة من نشر أبحاثهم، وإقامة المؤتمرات العلمية عملية معقدة تحتاج إلى جهود دولة إلى جانب رعاية المبدعين والذين لا يحظون للاسف لاى شكل من الرعاية، حتى أن مشروع التفرغ للأسف مشروع أعرج وأعوج لن يغنى ولا يسمن من جوع، وأريد أن تخرج علينا وزارة الثقافة وتقول لنا ما الذي استفادت منه الحرمة الثقافية.

تريدين أن أعدد لك الأسماء النقدية الجادة الموجودة على الساحة الثقافية هناك الأساتذة الدكاترة الأفاضل عادل درغام، أحمد فرحات، أبو الشرقاوي، محمد زيدان، حسام عقل، رمضان بسطاويسي، منير فوزى، أحمد عفيفى، وغيرهم، وإلى جانبك هناك مبدعون يمارسون العملية النقدية أمثال أحمد صلاح كامل، أشرف قاسم، عاطف عبد المجيد، أحمد اللاوندي، مؤمن سمير،بهجت صميدة وغيرهم الكثير، لكن الأمر يحتاج إلى مايسترو أو مظلة، فهؤلاء عازفون ماهرون لا بد من أن تجد الدولة الوسيلة أو الإطار الذي يمكن من خلاله هؤلاء النقاد تقديم اطروحاتهم ورؤاهم النقدية، وهناك أسماء كثيرة لم تسعفني الذاكرة رصدهم واعتذر لمن سقطوا من ذاكرتي.

الناقد الدكتور رمضان بسطاويسي أجرى دراسة في أعمالك.. ما هي أبرز الملامح التي رصدها في النتاج الشعري؟ وكيف قيمة تلك الدراسة؟
الصديق العزيز د.رمضان بسطاويسي نحن أبناء جيل واحد تعرفنا فى منتصف السبعينات وفرقتنا السّبل، وعندما علم بوجود كتاب نقدي بعد أن طلبت منه دراسة عن أعمالى، اختار أن يكتب مقدمة لتلك الدراسات النقدية، وفى رأى أنها مقدمة مهمة ومفتاح لتلك الدراسات الـ32 التي تناولت مجمل أعمالي، الغريب أن كلها كتبت فى العامين الماضيين، فقط، ما يشير إلى أن الاهتمام النقدي بأعمالى بدأ متأخرا نسبيًا، فقد قال فى مقدمته تنوعت الدراسات المقدمة في هذا الكتاب بين الكتابة عن الموضوعات والقضايا التي تطرحها دواوين الشاعر محمد الشحات وبين تقنيات الكتابة الشعرية واللغة، وكلها دراسات عميقة وجادة تنم عن فهم عميق لدواوين الشاعر لذلك أحاول اختيار زاوية أخرى من عالمه الشعري، وهي الكشف عن رؤيته للعالم والوجود عبر الدواوين التي قدمها عبر سنوات عمره، ومن يقرأها بهذه الطريقة سيكتشف أنه أمام (سيرة حياة) تولد وتمتد عبر خبرات الحياة والسياسة والوجود.

وتتداخل مع أحداث حياته بشكل يجعل من الدواوين مرآة عاكسة لحياته لدرجة أنه يخصص ديوانا كاملا يخاطب فيه ابنه الذي هاجر خارج الوطن، ويسأله العودة إلى حضنه، ويلمح القارئ تطور صورة الأنا وصورة الأخر عبر الدواوين التي تشكل فصول الحياة، وكل فصل بشكل مرحلة قائمة بذاتها بكل تداخلاتها مع الذات والواقع، والولادة المتكررة للذات في كل فصل كل ديوان، ويعود هذا إلي ميل الشاعر للسرد بمعناه الواسع، الذي يهتم بإبراز تفاصيل الحياة اليومية والمواقف التي عاشها، ولعل كل هذا يعطيه خصوصية في المشهد الثقافي بوصفه اللامنتمي فلم ينتم لتيار أو اتجاه من الاتجاهات السائدة في الفترة التي صدرت دواوينه فيها.

ويمتلك الشاعر محمد الشحات تجربة شعرية ثرية تمتد من السبعينيات حتى الآن، أنتجت 17 ديوانا، تخللتها نقلات مهمة تمكن خلالها من تطوير أفكاره ورؤاه الفنية والجمالية مستهدفا خصوصية وفرادة قصيدته واختلافها عن القصيدة السبعينية تحديدا التي أحاطت ببداياته الأولى.

وقد قرأت الدواوين مجتمعة فوجدت أنه يقدم فلسفة للأزمة الوجودية التي يعيشها الإنسان المصري بكل همومه وانكساراته، أزمة وجودية ناتجة عن الشعور بالوحدة والمحو في مواجهة المجتمع الثقافي الذي لم يلتفت إليه بالشكل الذي يتلاءم مع تجربته الهامة، وجعلته يلتفت إلي ذاته، ويبحث من خلالها عن المعني ويظهر هذا بشكل واضح في الديوان الأول، حيث يبحث عن معنى الوجود الإنساني والغرض منه، هذه القضية من التركيز الرئيسي للتقليد الفلسفي للوجودية نجح في تجسيد لحظات يتساءل فيها الإنسان عما إذا كانت حياته لها معنى أو غرض أو قيمة.

وتخفي ورائها إدراك أن الكون أكبر، وأكثر تعقيدًا، وأكثر غموضًا، وبشكل عام يتجاوز الفهم الإنساني الفردي أو الجماعي في الوقت الحاضر. غالبًا ما يتم إثارة أزمة وجودية من خلال حدث مهم في حياة الشاعر، أو حياة المجتمع، فالأحداث السياسية والاجتماعية للوطن تلقي بظلالها على الاحداث الداخلية للشاعر، ونجدها في دواوينه واشارت كثير من الدراسات اليها الموجودة في هذا الكتاب.

كيف ترى جيل السبعينات الشعري؟
فى رأيى المتواضع أن هذا الجيل هو أشعر الأجيال الشعرية، رغم أننا لا احب عملية التسميات والمجايلات الابداع ابداع، لكن دعني أقول بأن فى تلك الفترة ظهرت مجموعة من الأسماء الشعرية اللافتة، والتي كونت مجموعة من الأصوات العديدة والمتعددة، لكن للأسف لم تشكل تيارا، حيث كل كان يغنى على ليلاه، ولو تجمعت هذه الأصوات وشكلت تيارا شعريا لتغيرت خريطة الشعر العربي، لكن للأسف هناك من كان يتربص بالشعر المصرى من الخارج والداخل ايضا فنجحوا فى أن يحولوا الحال الشعرية المصرية إلى شلل، حدث بينهم صراع خفى، وقد ساهم عدد من النقاد أو نقاد بأعينهم فى شرذمة هذا الجيل، وهو ما يفسر اختفاء اسماء كثيرة منهم كان من الممكن أن يغيروا خريطة الشعر العربي.

كنت أحد أجيال جماعتي "إضاءة 77"، و"أصوات" لكن لا تحمل أيا من ملامحهما من حيث الموضوع واللغة.. لماذا؟

أنا منذ بداياتي وأنا أرفض الانضمام إلى أى جماعات أو أحزاب أو أى تكتلات شعرية، وقد يكون السبب المباشر فى أوقفى عن الشعر تماما عام 1996 بعد ديوانى السادس كثيرة هزائمى، والابتعاد كلية عن الحياة الثقافية، وانخرط فى عالم الصحافة في وانغمست فيه بشكل كبير، ولم افكر على مدى 17 عاما فى كتابة قصيدة واحدة، وان كنت اتابع الإبداع الشعرى من بعيد لبعيد، ومع ذلك عدت فى عام 2011.

اما الفرق بينى وبينى شعراء أصوات واضاءه وكلهم اصدقاء أعزاء وشعراء حقيقيون فالذي يقول ذلك هم النقاد، الذين يقولون لنا ما هى الملامح المميزة لهم، والملاح المميزة للشعراء الذين لا ينتمون إليهم، وهي عملية صعبة تحتاج الى أمانة نقدية، لأن المسألة لا تتعلق بى فقط ولكن بأسماء كثيرة غيرى هو ترك لى المجال حصدت أكثر من 50 شاعرا مجيدا.

رغم تحقق قصيدة النثر على الساحة الابداعية إلا أن المعارك حولها مازالت قائمة.. كيف تقيم تلك المعارك؟

للاسف ليس مع تلك المعارك، لأنه وببساطة شديدة لا يلغي أي جنس أدبي جنس أخرى، وعلينا أن نترك كل الزهور تتفتح، ولن نقوم بعملية المصادرة، ونلعب دور محاكم التفتيش، كل المبدعين ان يبدعوا، وعلى النقاد أن يتناولوا ما يرون فيه عوامل الجودة، وهناك طرف ثالث شديد الأهمية وهم القراء، فلهم ذائقتهم الهامة التى لا يمكن لأحد فرض الوصاية عليها

لماذا عدت إلى الساحة بديوان شعري وطني؟ وكيف كان شعورك لكتابته؟
أنا أيضًا لا أحب هذه التسمية وطنى وعاطفي ورومانسي، انا اكتب الشعر فقط دون توصيف، انا وجدت نفسي يوم 7 فبراير 2011 وبعد أحداث يناير بعدة ايام اكتب قصيدة تحمل عنوان المترو لا يقف فى ميدان التحرير نشرت فى موقع اليوم السابع، وكنت اظن انها قصيدة والسلام ولكنى فوجئت بالكتابة مرة ثانى وبكثرة فصدر ديوان يحمل هذا العنوان عن هيئة الكتاب وتوالت الدواوين وتوالى كتابة الشعر حتى اننى اصدرت منذ عام 2011 حتى اليوم ثلاثة عشر ديوانا.

توقفت في الفترة الأخيرة عن العمل الصحفي للتفرغ للكتابة والشعر.. لماذا؟
توقف لأسباب كثيرة أبرزها الشعور بالاضطهاد النقدى، واللخبطة التي كانت موجودة فى المناخ الثقافى والشعرى، وقد يكون العمل الصحفى المضنى أحد الأسباب، وأحيانا لا أعرف السبب أو التفسير فى التوقف والتفسير المنطقي للعودة والكتابة من جديد.

حدثنا عن أعمالك الأدبية والشعرية خلال فترة العزل؟ وكيف استغلتها كمبدع وشاعر؟
كتبت أكثر من قصيدة عن تلك الجائحة بالطبع لم تكن كتابة مباشرة إلا أنني أمام موت يسير فوق الرؤوس وتحديد حظر وإقامة جبرية، وهي أمور ضد الحرية التي يتوق إليها المبدع، ومع ذلك كان لا بدّ لنا من التعامل مع تلك الجائحة، وجاءت الفرصة مواتية لا يمكنك تخيلها فى العودة من جديد الى المكتبه، وسهلت الكتب الالكترونية التي تعد بالملايين على الإنسان لكى يعود لقراءة ما يريده، وكانت فرصة لمعاودة القراءة وبشكل منتظم، والعودة الى كتب التراث، والتي لم يكن من الممكن ونحن فى طاحونة العمل اليومى أن نعود اليه، نعم اقول وبصدق انا استفدت كثيرا من تلك الإقامة الجبرية فشكرا يا كورونا.

ألّفت ديوان خاص بابنك.. حدثنا عن كواليسه؟
لى ابنى سافر الى أمريكا لعمل دكتوراه فى الكيمياء الحيوية، وطال غيابه الذي استمر خمس سنوات، وبدأت فى كتابة قصائد إليه، وبعد نشر قصيدتين قال لى الناقد الدكتور جابر عصفور بخبرته وباحساسه الداخلي:" على فكرة ستخرج من تلك التجربة بديوان كامل، وبالفعل جاء ديوان سيعود من بلد بعيد الذى حظى باهتمام كبير من النقاد حيث كتب عنه فقط أكثر من 20 دراسة نقدية، وهو ديوان يناقش قضية الاغتراب الداخلي للأب مع قضية الاغتراب الخارجى عند الابن، ولا أخفى عليكم اننى بكيت مع كل حرف من حروف هذا الديوان شوقا واشتياقا لابنى المغترب الذى رفض أن يعود.