رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 يوليو.. يوم استرداد الهوية



اليوم ٣ يوليو نحتفل بذكرى يوم رائع من أيام مصر المجيدة، عندما دعت القوات المسلحة كل ممثلى الأمة للتشارك فى وضع خارطة طريق، ووضع نهاية لحكم جماعة باغية.. يقول قداسة البابا تواضروس الثانى، أحد الحضور فى اجتماع القوى الوطنية، «إنه وقبل بيان عزل محمد مرسى.. الشعب المصرى كان يعانى حالة من الغليان، وأن الجيش أعطى النظام الحاكم- آنذاك- مهلة لتصحيح أوضاعه والاستجابة لمطالب الشعب بدأت بأسبوع ثم ٤٨ ساعة، وبعدها كان يجب اتخاذ قرار، ولذلك اجتمعت بنا قيادة الجيش، وكانت معنا قيادات شبابية وشخصيات عامة، وبطبيعة الحال فضيلة شيخ الأزهر، للتشاور حول ما يجب فعله».
وأضاف قداسته قائلًا: «جلسنا نتشاور قبل إذاعة البيان لمدة ٥ ساعات كاملة، وكانت مناقشة ديمقراطية، واستمعنا لآراء بعضنا البعض، وبعد الاستقرار على ما سنفعله بدأنا فى صياغة بيان، وتمت مراجعته عدة مرات للاستقرار على الصيغة النهائية، وبعد المراجعة قام الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمراجعة البيان لغويًا، واتفقنا على أن يلقى المشير السيسى- آنذاك- البيان، وبعد ذلك طُلب من كل منا أن يُلقى كلمة...».
حول علاقة الحكام بالله وما ظل يكرر الإخوان من ادعاءات أنهم يحكمون بشرع الله، تذكرت بما كُتب بشكل هزلى عن علاقة هتلر بالله، عندما قيل إن مكتب الدعاية النازى قد أصدر منشورًا قال فيه «لسنا فى حاجة إلى كهنة، ويمكننا أن نتواصل مع الله من خلال أدولف هتلر، إن كلمته قانون إلهى، وكل القرارات والقوانين التى يصدرها لها سلطة إلهية»!
لا شك أن استرداد الدولة المصرية وانتشالها من أيدى العابثين بقيام ثورة ٣٠ يونيو، والدفاع باستبسال دون تغيير طابعها المدنى الذى لا يخاصم الدين وخطر العبث بمؤسساتها، الذى كانت تجريه جماعة الشر تمهيدًا لإسقاطها، لقد كانت بحق ثورة إعادة الهوية المصرية، فقد سبق أن حاولوا فرض أجندتهم على ثورة يوليو، فرفضت الثورة ذلك وقاومتهم، وفى الثلاثين من يونيو كانوا قد وضعوا أيديهم على الدولة واستأثروا بها وأقصوا كل الأطراف حتى من سبق أن تعاهدوا معهم على التحالف البغيض مع قياداتهم لتصالح المصالح!
إنها «المواطنة» التى من أجل تحقيقها نزلت الملايين فى شوارع وطرقات المحروسة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، عندما انكشف لهم أمر نية الإجهاز على ما تأسس من جهود أولية لبناء دولة المواطنة، ومن ثم إعادة الرؤية بعد ٢٥ يناير فى الكثير من القضايا الفكرية والسياسية والإشكالات التى يطرحها مفهوم «المواطنة». من هنا كان تبنى ثورة ٣٠ يونيو بزعامة الرئيس السيسى لهدف إقامة مجتمع جديد يتوفر لمواطنيه نيل حقوق وامتيازات «المواطنة الكاملة» وتبعات تحقيق الوحدة الوطنية.
لقد عملت «جماعة الشر» عبر عقود وجودها تحت وفوق الأرض على إذكاء وإعلاء خطاب دينى وإعلامى بات فى حالته السلبية يؤكد أن خير وسيلة لإقصاء دين أو مذهب يعتنقه الآخر، هو الهجوم المتواصل الرذيل والإشارة إلى النقائص والسلبيات فى تعاليمه من وجهة نظرهم، وليس التمسك بسبيل الدعوة الحسنة ببيان روائع ومحاسن وإيجابيات تعاليم دينه هو الذى نراه لا يعلم الكثير من تعاليمه أو حتى طقوسه للأسف، وعليه تشتعل وتيرة النزال الخطابى المتطرف من خلال الكتاتيب القروية والكتب والنشرات والإعلام الدينى الإخوانى، ومن خلال المدارس والجامعات والنوادى والمنتديات ومنابر بيوت الله وميكروفونات الفضائيات الدينية، وعبر غيرها من الوسائط والمنافذ الكثيرة التى أتاحتها صفحات التواصل الاجتماعى لهم.
والحمد لله، مع بداية ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى كان التوجه الرئاسى مختلفًا، والتعامل والتواصل مع الجماهير بات عبر قرارات وطنية غير شعبوية التناول، عبر الإقدام نحو اتخاذ خطوات حقيقية للظفر بالهدف الأهم والأسمى نحو تحقيق «جودة الحياة» بمفهومها الأوسع، من خلال رؤية إصلاحية شاملة تضع فى الحسبان مصالح وحقوق الأجيال القادمة.. وتكفى مقولته «مصر بتبنى مسجد وكنيسة فى كل مجتمع جديد، وهى رسالة للأجيال القادمة أننا دولة مواطنة».
وكان الانتصار لحقوق المرأة، وزيادة الكراسى المخصصة لها فى البرلمان وهى الأعلى عبر التاريخ البرلمانى، وتمثيلها الأكثر فى الحصول على حقائب برلمانية، ولأول مرة على مقعد المحافظ، وقانون جديد لبناء الكنائس، وتوفيق أوضاع المئات منها، وإعادة بناء ما قام بهدمه وإحراقه وسلبه جماعات النكد الأزلى فى كل عصر!