رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الباطل اللجلج والإخوانى المفوّه


«الحق أبلج والباطل لجلج».. تعريف بليغ للحق وبيان مستحق للباطل قد يدهشك أن يأتى على لسان الرئيس الإخوانى الراحل «محمد مرسى» فى خطابه الذى أشعل النار فى صدور معارضيه، أن الحق أبلج، أى أبيض بياض النهار وواضح وضوح الشمس وفصيح فصاحة الحجة التى أتى بها، والباطل لجلج أى مرتجف ومرتعش وزائف.. نعم أدهشنا استخدام الرئيس المفوّه ذلك التعبير حتى لو جاء فى غير موقعه، أليس هو صاحب الافتكاسات العبقرية المسجلة لمعاليه كنماذج للتجليات الإخوانية فى عامهم الأسود من قرن الخروب.
هو صاحب الحكم والأمثال مثل: «أمد إيدى هنا ألاقى تعابين، أمد إيدى هنا ألاقى عقارب»، «أرجو سلامة الخاطفين والمخطوفين»، و«تحياتى للمرأة بجميع أنواعها»، و«يأتيك من حيث تترفع أنت أن تتداخل معه»، «وأنا عارف مين بيقول إيه وفين وعلشان إيه»، و«الجسد المصرى ضخم، وفيه إمكانيات كبيرة»، و«القمح مش محتاج صوامع، لكن القمح محتاج صوامع»، وغيرها الكثير من الافتكاسات «المرسية» الكوميدية الفضائحية التى نتذكرها فى ذكرى خلعه.
وقد استعارها منه الإرهابى الهارب «عاصم عبدالماجد» عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فقال فى زمن مكتب الإرشاد، ونشرته جريدة «الوطن»: «إن مصر تتعرض إلى (تسونامى) من البلطجة السياسية والإعلامية والقضائية، تهدف إلى إسقاط الرئيس الشرعى المنتخب من خلال إعلام يشوه الحقائق ويُلبس الحق بالباطل، وإننا سوف نغلظ على هؤلاء العلمانيين القول تنفيذًا لأوامر ربنا فى القرآن الكريم (واغلظ عليهم)».
والأغرب قوله إن المستشارة «تهانى الجبالى» تقود البلطجة القضائية، وإن القضاء يصدر أحكامًا ضد إرادة الشعب، مشيرًا إلى أن ما يحدث بشأن الجمعية التأسيسية يهدف إلى تعطيلها، وقال: «لا ندرى لصالح مَن نهدم مؤسساتنا المنتخبة، إن هناك محاولات حثيثة لهدم اللجنة التأسيسية بأى طريقة».. وعليه فقد رأى ابن عبدالماجد استحقاق تطبيق الآية الكريمة «واغلظ عليهم»!
ولأن «الحق أبلج والباطل لجلج» فقد جاء رد ممثل سدنة العدالة على من اتهموهم بالبلطجة القضائية رائعًا وبليغًا وسريعًا وقويًا ولا تنقصه شجاعة أو حكمة.. قال بيان المحكمة الدستورية العليا فى واحدة من فقراته: «لم يكن صحيحًا ولا صدقًا بل محض افتراء وكذب الزعم بأن حكم مجلس الشعب الذى صدر جاء بالاتفاق مع آخرين لإسقاط مؤسسات الدولة المنتخبة، بما يؤدى إلى انهيار الدولة، وبما مفاده الاشتراك فى مؤامرة لقلب نظام الحكم. ولم يكن صحيحًا ولا صدقًا، ولا من الأمانة والعدل والإنصاف القول بغير ذلك من أن المحكمة تنتهك نصوص الدستور وتخالف أحكام القانون فتفصل فى الدعاوى المطروحة عليها بناءً على هواها السياسى دون اعتبار للدستور والقانون. ولم يكن صحيحًا ولا صدقًا الادعاء بأن قضاة المحكمة الدستورية يتم اختيارهم من أصحاب التوجهات السياسية المعينة أو الموالين للنظام السابق».
وفى مقطع آخر من البيان، وجه حديثه للرئيس: «لكن الحزن الحقيقى الذى ألمَّ بقضاة هذه المحكمة، حين انضم السيد رئيس الجمهورية فى مباغتة قاسية ومؤلمة إلى حملة الهجوم المتواصلة على المحكمة الدستورية، عندما اتهم المحكمة بتسريب أحكامها قبل صدورها فى الجلسة المحددة للنطق بها. وسبق للمحكمة فى بيانها السالف أن ناشدت السيد رئيس الجمهورية أن يوافيها بما اتصل بعلم سيادته عن تفاصيل هذا الاتهام، وما توافر من أدلة على ثبوت هذه الجريمة، وهو اتهام جد خطير ينبغى ألا يمر دون حساب حتى تجرى المحكمة شئونها فيه، إلا أنه للأسف الشديد لم يكن هذا الطلب محل استجابة، ولم تتلق المحكمة ردًا فى هذا الشأن حتى الآن، وما زالت تنتظر».
إنه عاصم عبدالماجد الإرهابى القاتل، الذى كان الضيف اليومى على هواء قناة عربية لدولة شقيقة مخصصة لمصر، ومعه ثلاثة من أهل الفكر والرأى العظام الوطنيين الشرفاء ورطهم البرنامج فى أن تصافح أياديهم يد سفاح ملطخة بدماء أبرياء.. أكتب حتى لا ننسى كم كانت ثورتنا فى ٣٠ يونيو مجيدة بحق، وكم كان قائدها وطنيًا عظيمًا استطاع إغاثة مركب الوطن وإدارة الدفة إلى بر الأمان والسلام.. تحيا مصر، الشعب والقيادة وقضاء مصر العظيم.