رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدواء الروسى.. اليابانى والأمريكى



الدواء الروسى، ذو الأصل اليابانى، أفيفافير «Avifavir»، الذى قيل إنه أثبت فاعلية فى مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، بدأ إنتاجه فى مصر، وسيتم طرحه، خلال أيام، تحت اسم أفيبيرافير «Avipiravir»، والأصل، أو الدواء اليابانى، أفيجان «Avigan»، بدأ تصنيعه تحت اسم أنفيزيرام «Anviziram»، وقبلهما، بدأ إنتاج دواء ريمديسيفير «Remdesivir» الأمريكى.
إلى أن يظهر اللقاح المضاد لهذا الفيروس، الذى أصاب أكثر من ٩ ملايين وقتل قرابة نصف المليون، فى غرب العالم وشرقه، فإن الآمال معقودة على نجاح هذا الدواء، أو ذاك، فى مساعدة المصابين على التعافى، أو فى تقليل عدد الحالات الحرجة وتخفيف الضغط على غرف العناية المركزة، على المستشفيات وعلى أنظمة الرعاية الصحية إجمالًا.
كنا قد توقفنا، فى مقالات سابقة، عند الدواءين الأمريكى واليابانى، وفى ٣ يونيو الجارى، توقفنا عند الدواء الروسى «أفيفافير»، بعد أن تم اعتماده هناك، وظهر على قوائم وزارة الصحة الروسية، وتفاءلنا حين أظهرت التجارب الإكلينيكية أنه حقق نتائج جيدة خلال ٤ أو ٦ أيام، وحين أعرب كيريل ديمترييف، رئيس صندوق الثروة السيادى الروسى، عن اعتقاده بأن هذا الدواء سيغير قواعد اللعبة، وسيكون خطوة مهمة فى طريق استئناف النشاط الاقتصادى الكامل.
صندوق الثروة السيادى الروسى يملك ٥٠٪ من شركة «كيمرار» المنتجة للدواء. وطبقًا لتصريحات نقلتها وكالة رويترز، وقتها، عن ديمترييف، فإن الشركة اعتمدت على أعمال التطوير، التى قامت بها شركتا «فوجى فيلم» و«توياما» اليابانيتان، كما أن فترة الاختبار لم تستغرق وقتًا طويلًا، لأن الدواء الذى تم تطويره، مسجل منذ سنة ٢٠١٤، ومر بكل مراحل الاختبار، قبل أن يقوم العلماء الروس بتعديله، لزيادة فاعليته، والأهم من ذلك كله، هو أن ديمترييف وعد بنقل تفاصيل هذه التعديلات إلى أطراف أخرى، فى غضون أسبوعين.
تأسيسًا على ذلك، وفور انتهاء الأسبوعين، حصلت شركة «إيفا فارما» المصرية، على التعديلات الروسية، وبدأت تنتج الدواء فى مصر، وهى الشركة نفسها التى سبق أن تعاقدت مع شركة «جيلياد» الأمريكية على تصنيع دواء «ريمديسيفير»، وبالتزامن، أعلنت «شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية»، راميدا، عن بدء تصنيع «أفيجان»، الأصل اليابانى لـ«أفيفافير»، ولا نعرف إن كانت قد حصلت على التعديلات الروسية أم لا، لكن ما استوقفنا فى البيانات الصادرة عن الشركتين هو تثمينهما دور «هيئة الدواء المصرية»، وإشادتهما بتعاونها.
هيئة الدواء المصرية، هيئة عامة خدمية، تتبع رئيس مجلس الوزراء، تم إنشاؤها فى أغسطس الماضى، بالقانون رقم ١٥١ لسنة ٢٠١٩، لتحل محل «الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية» و«الهيئة القومية للبحوث والرقابة على المستحضرات الحيوية»، وغيرهما من الجهات والكيانات الإدارية المختصة، وبموجب هذا القانون، تختص الهيئة بوضع السياسات والخطط ومراجعة جميع الأنظمة واللوائح الرقابية وتعديلها وتطويرها لمواكبة متطلبات الجودة والسلامة الصحية والمعايير الدولية، وضمان توافر المستحضرات والمستلزمات الطبية فى مصر.
مع بدء تفشى فيروس «كورونا المستجد»، فى العالم، أصدرت الهيئة- هيئة الدواء المصرية- مجموعة من الإجراءات الاستثنائية، أبرزها تسهيل إجراءات الإفراج الجمركى عن الأدوية والأجهزة والمستلزمات والبضائع الطبية، وتشكيل لجان علمية استثنائية لمتابعة وتقييم كل الأبحاث والتجارب والتحديثات العلمية والطبية، ووضعت خطة استباقية لتسهيل إجراءات تسجيل المستحضرات التى قد تثبت فاعليتها فى الوقاية من الفيروس أو علاجه.
ظهور لقاح مضاد لفيروس «كورونا المستجد»، كما أوضحنا فى مقال سابق، لا يزال فى علم الغيب، وهناك من يستبعدون احتمال ظهوره إلا بعد ١٨ أو ٢٤ أو ٣٦ شهرًا أو بعد عمر طويل، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو ٢٠٠ لقاح قيد التطوير، حاليًا، من بينها ١٠ لقاحات فى مرحلة التجارب على البشر، بالإضافة إلى لقاحين بدأت المرحلة الثانية من تجاربهما السريرية، الأول قامت بتطويره شركة «مودرنا» الأمريكية، والثانى أعلنت شركة «سينوفاك» الصينية، عن أنها تجرى محادثات لإجراء تجارب المرحلة الثالثة، والأخيرة، فى بريطانيا.
هناك، أيضًا، ذلك اللقاح الذى تقوم بتطويره جامعة أكسفورد، وستتولى إنتاجه شركة «أسترازينيكا» البريطانية السويدية، ويُقال إنه قد يكون جاهزًا بحلول سبتمبر المقبل. فى حين توقعت شركة «سانوفى» الفرنسية، الثلاثاء، أن يظهر اللقاح، الذى تقوم بتطويره مع شركة «جلاكسو سميث كلاين» البريطانية، فى النصف الأول من ٢٠٢١، بعد أن كانت ترجح ألا يكون هذا اللقاح متاحًا إلا فى النصف الثانى من العام المقبل.
بهذا الشكل، بات الرهان العملى، أو الأسرع، على العلاجات أو الأدوية، أو على اختفاء الفيروس أو تلاشى قوته، وكنا قد أشرنا، منذ أسابيع، إلى أن «كورونا قد يصبح وديعًا»، وتحت هذا العنوان، أوضحنا أن علماء وباحثين رصدوا طفرة فى الشفرة الوراثية للفيروس، تشبه تلك التى غيّرت سلوك فيروس «سارس» وجعلته أقل خطورة وأضعفت قدرته على الانتشار بين البشر.