رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حامد مرسي


"زوروني كل سنة مرة" غنوة سيد درويش المشهورة، اللي غناها ناس كتير أوي، الغنوة دي ليها مطرب أصلي، لما عمل الشيخ سيد اللحن، اداهوله يغنيه، المطرب دا هو حامد مرسي.
ناس كتير ما تعرفش حامد مرسي، وإن كان شكله مألوف شويتين كـ ممثل كوميدي، ظهر في أفلام الخمسينات والستينات، إنما هو له حكاية عجيبة، وكان له في الجبال علامات.
حامد مواليد بداية القرن العشرين، اتولد في إيتاي البارود محافظة البحيرة، ثم دخل المعهد الأحمدي في طنطا، لـ حفظ القرآن وتجويده، فـ بدأت موهبة صوته تظهر، وهناك سمعه مأمور المركز بدرخان بيه، والد المخرج أحمد بدرخان، فـ بدأ يستعين بيه في إحياء حفلات، فـ سمعه جورج أبيض، فـ اتنقل نقلة جديدة، لما خده معاه جورج لـ إسكندرية، يغني بين فصول المسرحيات.
في إسكندرية سمعه سيد درويش، وبدأ يدي له ألحان، كان منها زوروني كل سنة مرة، اللي قدمها لـ أول مرة سنة 1919، وكان تفاعل الجمهور معاها مش طبيعي، اللي هو خلوه يعيدها 17 مرة، فـ اضطر جورج يلغي عرض الفصل التالت من المسرحية، بعدها بـ أيام نزل حامد مرسي القاهرة المحروسة، علشان يلاقي الجمهور بـ يطالبه يغني زوروني، مع إنه ما غناهاش غير في إسكندرية، وما كانش وقتها فيه وسائل لـ انتشار الأغاني، لكن فيما يبدو فيه ناس جات وراه من إسكندرية.
خد حامد مرسي لقب "بلبل مصر"، وبدأ يبقى معروف كـ مطرب، وكانت فترة العشرينات هي فترة تألقه وانتشاره، واتعرف مش بس كـ مطرب صييت، وممثل أول في الفرق المسرحية، وعلى راسها فرقة علي الكسار، إنما كمان كـ دنجوان، محطم قلوب العذارى والثيبات، وكان يتجوز ويطلق ويتجوز ويطلق، لـ درجة إن زيجاته في كام سنة وصلوا 9 جوازات.
في فترة ظهوره كـ دنجوان، تعرض لـ حادثة كانت ترند وقتها، لما واحدة من الستات اللي بـ يجروا وراه صممت تدخل معاه في علاقة، إنما هو لقاها ست متجوزة، فـ حب إنه يبعد عنها، إنما هي من هوسها بيه قررت ترشه بـ مية نار، وفعلا رمت عليه إزازة فيها مادة كاوية، إنما لـ حسن حظه أصابت دراعه، وهو ما رضيش يتهم الست، وقال إنه راجل مجهول هو اللي اعتدى عليه، وعدت.
بعد فترة الزيجات دي، اتعرف على عقيلة راتب، اللي كانت بـ تمثل من ورا أهلها، وقرر إنه يتجوزها، ويستقر معاها، وفعلا تم الجواز سنة 1932، وخلفوا بنتهم الوحيدة أميمة، وبدا إنه الأمور استقرت فعلا، وراح زمن المغامرات والذي منه، ثم سنة 1936 بدأ يعرف حامد مرسي طريقه لـ السينما.
وقتها كان توجو مزراحي بـ يعرض فيلم جديد كل 20 يوم، يروح يحضر العرض المسرحي من دول، خصوصا من فرقة الكسار، ثم ياخد أبطال العرض يروحوا يصوروه سينما، زي ما كانوا بـ يعرضوه على المسرح، مع شوية تعديلات بسيطة، الفيلم ياخد 20 يوم ويبقى جاهز لـ العرض، فـ حامد مرسي كان واحد من أبطال العروض دي، وظهر في أكتر من فيلم، كان أولهم فيلم "ألف ليلة".
في الأربعينات الدنيا اتغيرت على كل المستويات، وبدأ يبقى فيه حاجات تانية، سواء في الغنا أو في السينما، فـ بدأت مسيرة حامد مرسي تختلف، وركز في قصة التمثيل الكوميدي، سواء في الأفلام أو في المسرح، وفي أواخر الخمسينات اتطلق هو وعقيلة راتب، لكن فضلت الأمور بينهم على مستوى الصداقة، وفضلت الأمور على هذا المنوال، لـ حد ما اختفى في السبعينات، واتوفى في بيت عقيلة راتب زي النهاردا 1982، ربنا يرحمه ويرحم الجميع.