رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواجهة الوباء.. بالدعاية والأُجراء!



ألمانيا، كما أوضحنا فى مقال سابق، هزمت فيروس كورونا المستجد دعائيًا، دعائيًا فقط. لكن بعد تهليل وتطبيل الآلة الدعائية، التى يديرها أحفاد جوزيف جوبلز، اضطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الاعتراف بأن «النتيجة المرحلية هشة»، وبأن حكومتها تتحرك «على طبقة رقيقة من الجليد، أرق طبقة من الجليد». وأمام البرلمان الألمانى (البوندستاج)، قالت أمس الخميس، إن بلادها ما زالت فى بداية الوباء، وسيكون عليها التعايش معه لفترة طويلة.
كان عدد الإصابات فى ألمانيا ١٣٨ ألفًا و٤٩٧، مع ٤ آلاف و١٩٣ حالة وفاة، حين قال ينس شبان، وزير الصحة الألمانى، يوم الجمعة، إن فيروس كورونا المستجد بات «تحت السيطرة»، وإن بلاده صار بإمكانها إدارته والتحكم فيه. وأمس الخميس، أظهرت بيانات معهد «روبرت كوخ» للأمراض المعدية أن عدد حالات الإصابة المؤكدة زاد بمقدار ٢٣٥٢ حالة، خلال ٢٤ ساعة، ليصل الإجمالى إلى ١٤٨ ألفًا و٤٦ إصابة، ما يشير إلى تسارع وتيرة العدوى لليوم الثالث على التوالى. كما ارتفع عدد الوفيات ليكسر حاجز الخمسة آلاف: ٥٠٩٤ حالة وفاة، زاد فى مصادر أخرى إلى ٥٣١٥، أى حوالى مرة ونصف عدد المصابين فى مصر، التى يزيد تعداد سكانها بعشرين مليون تقريبًا، عن تعداد ألمانيا.
هناك طبعًا شكوك منطقية بشأن تلاعب الحكومة الألمانية فى أعداد المتوفين. ومع ذلك، كتب أجير، الثلاثاء، فى الموقع العربى لإذاعة صوت ألمانيا، دويتشه فيله، أن ألمانيا «استعدت للوباء مبكرًا بكفاءة وسيطرت على انتشاره إلى حد كبير». وفى اليوم التالى، كتب أجير آخر فى الموقع نفسه أنه «مع تمدد فيروس كورونا فى مصر ووصول ضحاياه إلى أكثر من ٣٠٠٠ مصاب ووفاة ٢٠٥ أشخاص، يسيطر الخوف والقلق على الأجواء الروحانية هذا العام على جميع النواحى». والأجيران يستعملهما أحفاد جوزيف جوبلز، وزير دعاية هتلر وألمانيا النارية، الذين كنا قد توقفنا، فى مقال سابق، عند نجاحهم فى استغلال الوباء للترويج لبلادهم بزعم أنها حققت إنجازًا استثنائيًا، ولتصفية حسابات قديمة، أو قائمة، مع دول عديدة. كما أوضحنا كيف أن خوفهم من الأيدى الإسرائيلية الثقيلة جعلهم أكثر انحيازًا لإسرائيل من «مجلس الأمن القومى» الإسرائيلى.
الدعاية مستمرة. وما زال أحفاد جوبلز، الذين يديرون غالبية وسائل الإعلام الألمانية، ويستعملون الأُجراء والوزراء، يحققون نجاحات غير مسبوقة، فى الترويج لأكاذيب، يقول الواقع عكسها. والأربعاء الماضى، مثلًا، قالت السلطات الصحية الفيدرالية فى ألمانيا إنها تعتزم بدء أولى التجارب السريرية على لقاح جديد. مع أن هذا اللقاح تنتجه شركة «بيونتيك»، المرتبطة بشركة فايزر الأمريكية، التى سبق أن أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى ١٠ أبريل، أى منذ ١٢ يومًا، عن توصلها إلى مصل جديد سيقضى على فيروس كورونا المستجد، وقال إن التجارب السريرية ستبدأ «قريبًا جدًا».
هذه التجارب، حال إجرائها ستكون هى «الاختبار الرابع على الإنسان»، فى سياق البحث عن لقاح ضد الوباء. والأهم من ذلك هو أن شركة فايزر أصدرت بيانًا فى ١٢ أبريل، أوضحت فيه أن لديها خطة من خمس مراحل لمواجهة هذا الفيروس، وأنها تتعاون مع عدد من الجهات الصحية وشركات تصنيع الأدوية وشركات التقنية الحيوية إلى جانب الهيئات الأكاديمية، بهدف تطوير مركب مضاد للفيروس. والمفارقة أن «الجزيرة» وأخواتها، وباقى وسائل الإعلام الإخوانية شاركت فى الدعاية الألمانية، مع أن شركة «فايزر» قامت بمبادرة إنسانية تاريخية، سنة ٢٠١٢، ومنحت المصريين تخفيضًا استثنائيًا بنسبة ٦٠٪ على سعر «الفياجرا»، فى أكبر دعم تتلقاه مصر، من المؤسسات والشركات الدولية، خلال فترة حكم الإخوان، أو سنتهم السوداء!.
شركة «بيونتيك»، التى يقع مقرها فى ماينز، ليست فقط مرتبطة بشركة «فايزر» الأمريكية، بل تعاقدت أيضًا مع شركة فوسون فارما الصينية فى شنغهاى على الاشتراك فى تطوير اللقاح. مع أن الآلة الدعائية الألمانية لم تتوقف عن هجومها على الصين وعلى الولايات المتحدة. ونتمنى ألا تكون قد نسيت أن عددًا من الوزراء فى الحكومة الألمانية كانوا قد اتهموا الرئيس الأمريكى، منتصف مارس الماضى، بمحاولة «السطو» على مشروع لقاح مضاد للفيروس تعمل على تطويره شركة كيروفاك، CureVac، للتكنولوجيا الحيوية، قبل أن تنفى الشركة نفسها هذا الاتهام بشكل قاطع، وتؤكد، فى تغريدة على تويتر، أنها لم تتلق أى عرض من حكومة الولايات المتحدة أو أى أطراف ذات صلة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن شركة «فايزر» قررت إطلاق مسلسل رسوم متحركة باسم «صحتكم تهمنا مع دكتور آدم»، بالتعاون مع شركة برجون إنترتينمت، وهى شركة خليجية مقرها دبى، سبق أن أنتجت فيلم «بلال»، وستتولى إنتاج المحتوى، تطوير الفكرة الأساسية، النص، الشخصيات، وجميع مراحل ما قبل الإنتاج حتى الصورة النهائية.