رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي.. أيقونة الطمأنينة والأمان


على سبيل التهكم والسخرية المنطلقة من بعض الفصائل السياسية ــ وبخاصة من جبهات المعارضة ــ عن التبعية العمياء التي توليها بقية الفصائل ـ غير المنتمية لتوجهاتهم وأهدافهم ـ لحكام بلادهم، كانت تلك المعارضة تردد مقولة: إن الناس على دين ملوكهم!
(والمقصود بالدين هنا.. هو القناعات السياسية وليس العقيدة الدينية!)
ولكن.. متى يحق لهؤلاء السخرية من تلك المقولة؟

وأجيب ــ بمنتهى الموضوعية ــ بعقلانية واعية: هذا إذا كان هؤلاء الحكام ( المقصودين بالملوك ) من زمرة الطواغيت التي تجثم على صدور شعوبهاوتسوسها بالحديد والنار والقهر والتنكيل؛ وتعمل من خلال ذيولها وزبانيتها على سحب بساط الحرية والكرامة من تحت الأقدام! هنا _و الحال كذلك _يكون لتلك الفصائل المعارضة الحق كل الحق في أن تطلق تهكماتها على من يناصرون هذا الحاكم بكل الشراسة والقوة.

ولكن مابالنا مع الحاكم صاحب التوجهات الوطنية الصادقة؛ الذي لايدخر جهدًا في العمل الدءوب في سبيل إعلاء راية وقيمة الوطن بين الأمم؛ وما يستتبع ذلك من تحقيق رفاهية شعبه بأقصى الإمكانات المتاحة؛ ليحيا في ظل العيش الكريم والكرامة التي خلق الله الإنسان من أجلها. "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا". (الإسراء 70)

وهانحن في مصر نعيش هذه التجربة الفريدة؛ وفي مرحلة من أقسى المراحل التي نمر بها عبرالتاريخ الحديث، وكأننا نعيش بين "فكَّي كسَّارة البندق" مابين تحديات التنمية للمشروعات الكبرى التي قطعنا فيها أشواطًا كبيرة؛ وبين تحديات مواجهة " الوباء الفيروسي" الذي يمسك بتلابيب العالم الآن؛ ولم تنج من غائلته الدول العظمى أو الصغرى.

ولكننا في ضوء التجربة التي تخوضها مصر الآن تحت ظل القيادة المصرية الوطنية الصادقة التوجهات والأهداف؛ وتقديرًا وتثمينًا لعظمة الشفافية والمصارحة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ في لقائه بالجموع الشعبية وكتائب الجيش في شتى المواقع؛ من أجل استعراض مدى الاستعدادات البشرية واللوجوستية لمواجهة تداعيات تفشي "الوباء" لحماية الوطن والقوى البشرية على أرضه، نستطيع أن نقول بملء الفم ومن أعماق القلوب بكل الفخر والاعتزاز: "نعم.. نحن على دين ملوكنا"!

ولا يأتي هذا التأييد من جموع الشعب على سبيل التملق والرياء أو البحث عن مكانٍ مائز في مقدمة الصفوف بين النخبة والصفوة في المجتمع، ولكنه التأييد عن قناعة لاتقبل التشكيك أو الاتهام بالغرض والمرض، ولصالح كل المكتسبات والإنجازات الرائعة على أرض الواقع في فترة قصيرة من الزمن؛ والتي لاينكرها إلا جاحد أعمى البصر والبصيرة!

ولنستعرض سريعا حيثيات هذا التأييد الموثق بالإنجازات على أرض الواقع المصري المُعاش. ففي قمة الرعب والهلع والخوف الذي سيطر على دول العالم من توالي سقوط ضحايا "الوباء" بالمئات والألوف؛ بداية من لحظة ظهوره في الصين متجهًا إلى إيطاليا وأسبانيا وألمانيا وفرنسا وأمريكا، ومعرجًا على البلاد العربية في السعودية والجزائر وتونس والمغرب وأخيرًا في مصر! وليتزامن هذا الهلع والخوف .. مع تصريحات زعماء الدول الكبرى بالاعتراف بعدم القدرة والسيطرة على سريان "الوباء" في جنباتها، برغم الإمكانات المادية والبشرية لديها !

ليجيء ملخص حديث الطمأنينة والهدهدة الحانية في طيات كلمات الرئيس بأسلوب الواثق الهاديء المطمئن، بداية من توجيهه الشكرـ ليس للقوات المسلحة فقط ـ لكل الفئات التي شاركت بوعي حقيقي لمتطلبات المرحلة؛ والدعوة لبذل المزيد من الجهد الخلاق في كل المراحل التي يمر بها الوطن؛ والتأكيد بتعضيد (الله) عز وجل لكل خطواتنا الناجحة منذ تخطي عقبة التحديات من عناصر الإرهاب ونجاحاتنا لنصرة الوطن في 30 يونيو، وكانت مواجهة تلك التحديات " ... بفضل تكاتفكم مع الدولة .. فالدولة ليست حكومة فقط؛ ولكن الدولة شعب يعرف قيمة وقدر الوطن ..."و " ... وأطمئنكم أن القوات المسلحة تعمل جاهدة لتنظيف وتجريف بؤر الإرهاب في سيناء؛ وتسهم في نجاحات المسار الاقتصادي .. وهذا النجاح لم يتم إلا بصمود الشعب مع ابناء القوات المسلحة؛ فكان الاستعداد بكل ماترونه من معدات ومستشفيات ميدانية وأطقم طبية على أعلى المستويات لمواجهة فيروس كورونا ، فهذا الوقت مثل وقت الحرب تمامًا ونحن معًا يدًا بيد... "، ولم يغب عن الرئيس لزيادة الطمأنينة في قلب الشعب المصري؛ بالإشارة الذكية إلى أنه ينزل إلى الشارع ـ دون مظاهر رسمية في غير أوقات الحظر ـ ليقرأ وجوه الناس وانطباعاتهم وأحوالهم ـ وعلى ضوء انطباعاته تأتي القرارات في صالح الجموع " ... حتى لاتتوقف عجلة الحياة عن الدوران ..." بحسب كلماته المعبرة وإشارته الذكية ـ من واقع مشاهداته الشخصية لنبض الشارع ـ إلى ضرورة الالتزام بالحيطة والحذر لمواجهة "العدوى الفيروسية " بضروة الحرص على استعمال أدوات الوقاية من الكمامات والقفازات وكل عناصرالمطهرات والوقاية !

إنها اللفتة الإنسانية من "الأب" الحريص على حماية ابناء الشعب؛ بحساسية القائد الذي أرسلته العناية الإلهية في التوقيت الصحيح ؛ لتزداد قناعة شعبه به وبخطواته الوطنية الصادقة .. لنقول بلا مواراة أو خجل : سيادة الرئيس.. شرفٌ لنا .. أن نكون على دين ملوكنا ! طالما كان هذا التوجه .. هو حُب الوطن !

*أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي بأكاديمية الفنون