رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية فنانة كبيرة ماتت مرتين.. «المرة الأولى استغرقت 7 ساعات فبكى عليها الجميع »

ناهد يسري
ناهد يسري

كانت الفنانة ناهد يسري في أوج شهرتها في تلك الفترة، ففي ظهيرة ذلك اليوم وقعت يسري عقدًا لفيلم سينمائي، وبعده بساعة وقعت عقدًا لمسلسل تليفزيوني اسمه "العنكبوت"، ورن جرس الهاتف في بيتها بالزمالك، وقبلت دعوة للعشاء سيحضرها خطيبها حسين الجباس، صاحب ملهى التامرينا، فضلا عن العديد من الشخصيات منها شقيقتها سامية شكري وضيفة لبنانية تدعى جيرمين.

وفي العاشرة مساء مر عليها حسين الجباس وطلب منها أن تأتي في سيارته والتحقت بها جيرمين، ونزلت سامية لتقود سيارتها، وتقول لجيرمين، "تعالي معي يا جيرمين"، فنزلت لتستقل سيارة سامية، وكلاهما اتخذ طريقًا مغايرا، وفي المطعم انتظروا وصول ناهد وحسين لكنهما لم يأتيا، وراحت الدقائق تمر، وهنا قلقت سامية وجيرمين، فرجعا إلى شقة ناهد، وهنا جاءهما صوت الخادمة "الحقي يا ست سامية.. الست ناهد عملت حادثة"، وقفزت سامية الدرجات وراحت تسأل ولكن لم يجبها أحد.

7 ساعات وناهد ميتة

عند تقاطع شارع النيل مع شارع جانبي بجوار كوبري الجامعة وقع الحادث، كان محمد توفيق الفنان المعروف يقود سيارته خلف سيارة حسين الجباس، وقد أضاء الأنوار دلالة على أنه يريد تجاوزه، وحين بدأ حسين ينحرف بسيارته ليخلي الطريق، جاءت سيارة نقل ضخمة من الاتجاه المضاد، ولم يكن من الممكن تفاديها، وحدث الاصطدام حين تجلس ناهد، وأصيب الجميع، وتوقف الطريق وهبط دكتور كان يعرف حسين الجباس، ورأى المنظر، حسين يتوجع، وناهد صدرت عنها آهة صغيرة وفقدت الوعي، وفتح الطبيب الباب وسحب الجباس، أما ناهد فقد الظن الجميع أنها ماتت، وبصعوبة خلصوها من الحطام، وهي لا تشعر بشيء، غير أن نبضا واهنا كان يعلن أنها على قيد الحياة.
وفي مستشفى الدقي لم يكن هناك طبيب نوبتجي، فهرع الجميع لقصر العيني، ولم يكن هناك طبيب نوبتجي أيضًا بالإضافة إلى أنهم ذكروهم أن الحادث يقع في نطاق الجيزة وليس القاهرة، وهنا جرى الجميع لمستشفى أم المصريين، وفي المستشفى حدثت المعجزة.

حين وصلت سامية للمستشفى وجدت أن ناهد في غرفة العمليات وحولها 6 أطباء، وعرفت أنها تعاني من "كومة" ناتجة عن ارتجاج في المخ، وكان أيضًا هناك كسر في الذراع، وعدة جروح غائرة في الرقبة والصدر، ونثار زجاج على الوجه والخدين.

واعتقد الجميع أن ناهد تحتضر، واستدعت سامية الدكتور عادل نجل الفنان حسين حلمي المهندس، وقد دخل على الأطباء فوجدهم يناقشون حالة الاحتضار لأن النبض تبدد تمامًا، ولم تفلح قطرات الدم وهي تندفع إلى شرايينها في التقدم بحالتها عبر الساعة التالية، والساعة التي تليها أكدت، فسند الأطباء وجوههم على أيديهم على أمل أن تتحقق المعجزة، وكان هناك دكتور يدعى طاهر كان يعد بعض الحقن لتعيد لها النبض، وكان الحد الأقصى الذي يمكن أن يمنحه لمريض في تلك الحالة هو ثلاث حقن، ولكن زملاءه فوجئوا به يعطيها اثنتي عشرة حقنة، فلما صاحوا به " ده كتير أوي"، فقال لهم" إنتوا بتقولوا هي ميتة، هتضرها بإيه الحقن بعد موتها، ولو إديتها ألف حقنة".

وأيقن الكل أن ناهد يسري رحلت تماما، وراحت سامية تمزق شعرها ووجهها بأظافرها، وسالت دموع الممرضات وقد فقدن الأمل تماما، وراح الأطباء ينظرون إلى بعضهم في أسى، وقد أيقن الكل أن ناهد رحلت وفجأة سمع الجميع صوت الجهاز وهو يعود، وعلت صرخاتهم، لقد رجعت ناهد، رجعت بعد سبع ساعات كاملة من موتها، وسقطت سامية فاقدة للوعي، وفرح الكل بعودتها، وبعدها بثمانى وأربعين ساعة خرج صوت ناهد ولم تكن تدخل غرفتها إلا صديقتها المقربة ميرفت أمين، وكانت تكتم دموعها ببطولة، وحين طلبت من الدكتور مرآة لترى وجهها رأته مليئا بالأربطة والميكروكروم، فطمأنها الدكتور قائلا "كنا نتمنى أن تعيشي ولو بألف عاهة"، وذلك حسبما ذكرت مجلة الشبكة في تقرير لها.