رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد بركة: كورونا سيؤدي لموجة كتابات رديئة سرعان ما ستنطفىء

محمد بركة
محمد بركة

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بــ "الكورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه علي الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه علي الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

باطل الأباطيل وقبض الريح ! بهذه الكلمات استهل الكاتب "محمد بركة" حديثه حول عالم ما بعد كورونا وتأثيره علي عالم الإبداع٬ مضيفا: هذه هى الحقيقة الوحيدة المؤكدة حين نتحدث عن عالمنا والحياة عمومًا، لكننا اعتدنا على تجاهلها وتناسيها حتى جاء السيد كورونا بقفازاته وكماماته وقوارير كحوله ليعيدنا إلى المربع صفر.
بعد انقشاع الغمة، سيدرك العالم كم يعيش في أكذوبة كبرى وبيت من الريح. الحياة هشة والموت أقرب لنا مما نتصور. إنه لا يحتاج إلى دراما كبرى بل إلى عطسة أو سعال. ياللهوان !

تابع صاحب "أشباح بروكسل": ربما تظهر أشياء إيجابية مثل تقدير العلم والطب بشكل خاص. المستشفيات الحكومية ستحظى بالدعم في بلدان العالم الثالث. الأطباء سوف يستعيدون شيئا من كرامتهم ماديا، لكن لا شىء سيتغير في البنية التحتية للإنحطاط الإنساني ! نحن حفنة من الحيوانات الضالة البائسة احترفنا وضع بعض مساحيق الرحمة والتعاطف ومع أول تهديد حقيقي لفيروس غامض، تلاشت المساحيق وظهرت وجوه مشوهة لكائنات مرعبة تتسابق على النجاة وهى تدوس على الآخرين!

ما الذي يعنيه خلو القاهرة والجيزة من أي مواد تعقيم نهائيا بمجرد ظهور الأزمة ؟ يعنى أننا أمام سلوك بربري متوحش للمواطن والتاجر على حد سواء وأن كلامنا عن " شعب متدين بطبعه" مثير للسخرية والغثيان معا.

ستظهر أعمال أدبية تتناول كورونا، بعضها لاحت بوادره بالفعل من خلال فيسبوك عبر مقاطع لجس نبض المتلقي، لكنها ستكون متعجلة بلا عمق توثق لحظة يريد الجميع نسيانها. بالطبع الناشر سيكون متحمسًا كنوع من اللهاث وراء البيع والربح السريع. سنكون إزاء موجة من الكتابات الرديئة سرعان ما ستنطفىء كما حدث من قبل في ظروف مشابهة.

شخصيا، لم تتغير حياتي كثيرا فأنا أعيش بمفردى في بيت هادىء على أطراف المدينة. كل ما هنالك أني مثل بقية سكان الكوكب أحن فقط التافه والعادى والممل. تصوروا٬ أصبح أقصى طموحنا استعادة حياة عادية ملؤها التفاصيل التافهة.رحماك ربي!.