رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير سياحي: إجراءات هامة لمواجهة تداعيات كورونا

كورونا
كورونا

تأثرت حركة السياحة والسفر بشكل كبير جراء أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩)، وقال الدكتور سعيد البطوطي أستاذ الإقتصاد السياحى بجامعة فرانكفورت وعضو منظمة السياحة العالمية، في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط ببرلين، إن السياحة والسفر من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرًا بأزمة فيروس (COVID-19)، لا سيما وأن التأثير قد شمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات، والذي أثر بشكل كبير سلبًا على سبل عيش العاملين في السياحة والنقل والموردين، وكذلك أسرهم ومجتمعاتهم بأكملها.

وأضاف البطوطي إن التأثير لا يشمل المؤسسات والمنشآت السياحية فحسب، فهناك سلاسل توريد كثيفة وقطاعات أخرى مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياحة تنتعش بانتعاشها وتتأثر سلبًا بانحسارها مثل الزراعة والبناء والتمويل وصناعات الأثاث والمنسوجات والتجهيزات الكهربائية والفنية وموردي خدمات التكنولوجيا والخدمات الأخرى.

وتابع " السياحة إلى جانب أنها ميسر للتبادل الثقافي والتفاهم المتبادل والسلام بين الشعوب وتساهم في مقامة التميز والعنصرية بين الأفراد والمجتمعات، فهي منشئ رئيسي لفرص العمل ومحرك توظيف رئيسي للفئات الأكثر ضعفًا في العديد من المجتمعات مثل النساء والشباب، وشريان الحياة للعديد من الاقتصادات في جميع مراحل التنمية في العديد من الدول على مستوى العالم".

وحول ما اذا كانت هذه الأزمة الأولى من نوعها التى تواجه القطاع السياحي، قال البطوطي " لقد تعافى القطاع من الأزمات من قبل، ونظرًا لأهميته المؤكدة في كل مستوى من مستويات المجتمع، يجب دعمه للحفاظ على الوظائف وتنميتها مرة أخرى، فبعد الأزمة الاقتصادية العالمية، في حين نمت العمالة في جميع القطاعات الاقتصادية بنسبة 11% بين عامي 2010 و2018، ونما التوظيف في أماكن الإقامة والمطاعم بنسبة 35%، وفي عام 2019، مثل القطاع 30% من صادرات الخدمات العالمية (1،5 تريليون دولار أمريكي) وما قيمته 45% من إجمالي صادرات الخدمات في البلدان النامية".

وحول الاجراءات التى اتخذتها منظمة السياحة العالمية لمواجهة تدعيات فيروس كورونا، قال البطوطي " أصدرت منظمة السياحة العالمية (UNWTO) مجموعة من التوصيات التي تدعو إلى دعم عاجل وقوي لمساعدة قطاع السياحة العالمية ليس فقط على التعافي من التحدي غير المسبوق لـ COVID-19 ولكن للنمو بشكل أفضل".

ولفت الى أن التوصيات هي الناتج الأول للجنة أزمة السياحة العالمية التي أنشأتها منظمة السياحة العالمية مع ممثلين رفيعي المستوى من مختلف قطاعات السياحة ومن داخل منظومة الأمم المتحدة الأوسع لتوجيه القطاع في استجابته لأزمة COVID-19 وبناء أسس المرونة المستقبلية والنمو المستدام وضمان استجابة منسقة وفعالة.

واستطرد البطوطى " إن اللجنة تتألف من ممثلين عن الدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية والأعضاء التابعين لها، إلى جانب منظمة الصحة العالمية (WHO)، ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، والمنظمة البحرية الدولية (IMO)، ويمثل القطاع الخاص مجلس المطارات الدولي (ACI) والجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) والمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)".

وقال أستاذ الإقتصاد السياحى بجامعة فرانكفورت وعضو منظمة السياحة العالمية " وإدراكًا بأن السياحة والنقل كانا من بين أكثر المناطق تضررًا من جميع القطاعات الأخرى، فقد تم تصميم التوصيات لدعم الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع الدولي للاسترشاد بها في حالات الطوارئ الاجتماعية والاقتصادية التي لا مثيل لها والتي سببها COVID-19، وتمنح هذه التوصيات المحددة البلدان قائمة مراجعة بالإجراءات الممكنة لمساعدة قطاع السياحة في الحفاظ على الوظائف ودعم الشركات المعرضة للخطر في الوقت الراهن".

وأضاف البطوطى أن التوصيات التي وضعتها لجنة الأزمة التي شكلتها منظمة السياحة العالمية تنقسم إلى ثلاث مجموعات، ولكن من الأفضل تناولها في وقت واحد ومن خلال التعاون والتكامل بين الحكومات والمسؤولين، وأولها تحفيز الاحتفاظ بالوظائف، والحفاظ على العاملين بجميع فئاتهم وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، ثانيا دعم سيولة الشركات، ثالثا مراجعة الضرائب والرسوم والضرائب واللوائح التي تؤثر على النقل والسياحة، رابعا ضمان حماية المستهلك وثقته، خامسا تعزيز التدريب وتنمية المهارات، خاصة المهارات الرقمية، سادسا إدراج السياحة في حزم الطوارئ الاقتصادية الوطنية والإقليمية والعالمية وإنشاء آليات واستراتيجيات لإدارة الأزمات.

وأكد على أهمية توفير الحوافز المالية للاستثمار والعمليات السياحية، فضلا عن مراجعة الضرائب والرسوم واللوائح التي تؤثر على السفر والسياحة، بالاضافة الى تسهيل السفر مسبقًا وتعزيز الوظائف الجديدة وتنمية المهارات، وتعميم الاستدامة البيئية في حزم التحفيز والإنعاش، ودراسة الأسواق السياحية والعمل بسرعة لاستعادة الثقة وتحفيز الطلب، فضلا عن تعزيز التسويق والفعاليات والاجتماعات والاستثمار في الشراكات، بالاضافة الى تعميم السياحة في برامج الإنعاش الوطنية والإقليمية والدولية وفي المساعدة الإنمائية.

وشدد على ضرورة التحضير والاستعداد للغد بتنويع الأسواق والمنتجات والخدمات، والاستثمار في نظم استخبارات السوق والتحول الرقمي، بالاضافة الى تعزيز إدارة السياحة على جميع المستويات، والاستعداد لمواجهة الأزمات، وبناء القدرة على التكيف، وضمان أن السياحة جزء من آلية ونظم الطوارئ الوطنية عن طريق الاستثمار في رأس المال البشري وتنمية المواهب، ووضع السياحة المستدامة بشكل ثابت على جدول الأعمال الوطني.

وأعرب البطوطي عن تفاؤله بانتعاش قطاع السياحة مجددا بعد التعافي من الأزمة الوبائية التي ضربت العالم وأضرت بشكل مباشر بحركة السياحة والسفر.