رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مى التلمسانى: أستكمل عزلتى بقراءة المجموعة القصصية «ما لا يمكن إصلاحه»

مي التلمساني
مي التلمساني

استغلت الكاتبة مي التلمساني فترة العزل المنزلي بسبب فيروس كورونا المستجد، وتقرأ حاليًا المجموعة القصصية «ما لا يمكن إصلاحه» لهيثم الورداني، قائلة: إنها تتنقل بين القصص بلا ترتيب، قرأت الأولى والرابعة والخامسة من ثماني قصص متفاوتة الطول، منبهرة بما قرأت حتى الآن.

وتابعت التلمساني لـ«الدستور»: الطابع الكابوسي للقصص هو أول ما يلفت الانتباه خاصة وأن الكابوس يستند إلى واقع الشخصيات ولا يناوش منطق الديستوبيا كما نراه في قصص الخيال العلمي الابوكاليبتية، لا ينتهي العالم بكارثة كونية لكنه يتعذر على الإصلاح بما يعني أن الأمل مفقود إلى الأبد والحياة ثقيلة ومضنية ولا نهاية لعبثها.

وتضيف: تذكرني القصص بكتاب آخر أعجبني لنفس الكاتب هو «كيف تختفي»، كتاب يحاول الإجابة عن السؤال بتمارين واقعية محسوبة بشكل شبه علمي تتقاطع معها أقاصيص بديعة يومية، في الكتابين يتميز أسلوب هيثم الورداني بجمله القصيرة وإيقاعه الهادئ ونبرة حزن لا تغيب وكأنها حالة من الضياع الداخلي بلا وصول، كما أن حركة الشخصيات أحيانا ما تكون ميكانيكية كما نرى مثلا في مشهد تناول الأسرة للطعام في قصة «أديم الأرض» وهو مشهد عظيم يتحول فيه الطعام إلى جثة كتلك الجثث التي يداوم البطل على دفنها كل يوم كجزء من عمله في ساحة للدفن أو في البنك، لا فرق بما أن وحشية الرأسمالية العالمية أقرب لحرب ضروس يسقط فيها القتلى كل يوم دون أن ننتبه، وأكمل قراءة المجموعة بنهم يليق بعزلتي حاليًا وبتأن وتأمل يليقان بكتابة هيثم الورداني.