رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل القرآن معجزة «لغوية»؟


التحدى القرآنى لـ خصومه، إنهم يجيبوا سورة «زيه»، هل له علاقة من قريب أو من بعيد بـ «لغة» القرآن، من حيث هى لغة صوتًا وصرفًا ونحوًا وقاموسًا؟ شخصيًا، شايف إنه لأ خالص تمامًا، ليه؟ أولًا: القرآن نفسه ما جابش سيرة اللغة فى الموضوع، ما قالش «من مثله» فى التركيب أو اللغة أو المفردات، هو صحيح ما قالش «مثله» فى إيه، لكن علشان أفترض، إنه خاص بـ «لغة» القرآن، لازم أقيس حاجات تانية، فـ تعالى نقيسها.
ثانيًا: لو كان الأمر خاص بـ «اللغة»، يبقى إذن ما ينفعش خالص أى حد يقول أى جملة «شبيهة» بـ «لغة» القرآن، صح؟ طيب، إحنا عندنا باب فى كتاب «الإتقان» لـ السيوطى، بـ يجمع فيه النصوص القرآنية، التى وردت على ألسنة «الصحابة» أولًا.
على سبيل المثال، فى غزوة «أحد»، لما انتشرت شائعة وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير وقف خطب فى المسلمين: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم»، ثم جه القرآن استخدم الجملة بـ نصها، زى ما نقلوها عن مصعب.
عمر بن الخطاب له أكتر من نص كدا، غير مصعب وغير عمر فيه آخرين، دا فى السيوطى لـ إنه اهتم بس بـ ما ورد على ألسنة الصحابة، إنما غير كدا، فيه ما ورد على ألسنة الخصوم أنفسهم، عبدالله بن أبى بن سلول، أو النضر بن الحارث أو غيرهم.
فيه نصوص من القرآن وردت فى خطب قس بن ساعدة الإيادى، كل دا أوردته بـ تفصيل أكبر فى «ليالى قريش» و«هل الدين علم». فـ بـ التالى، من ناحية اللغة كـ لغة، ممكن أى بشرى ينتج نصوص شبيهة.
ثالثًا: لو كان الأمر له علاقة مباشرة كدا بـ اللغة، كنا نقدر نميز القرآن عن غيره، بـ منتهى البساطة والسهولة، طبعًا مش هـ أكلمك عنك إنت شخصيًا، لـ إنك هـ تفترض فى نفسك عدم معرفة كافية بـ اللغة، أو عدم معرفة من الأساس، لكن العرب نفسهم، لأ، المسلمين تحديدًا، هل كان التمييز عندهم بـ هذه البساطة؟
أومال ساعة جمع القرآن، كانوا ليه بـ يجيبوا شهود لـ إثبات إنه دى آية من القرآن؟ ما كان الواحد يقرا النص وخلاص، أول ما يقراه، نعرف إنه هو قرآن ولا لأ. لكن اللى حصل هو ضرورة وجود اتنين «شهود»، إنهم سمعوا الكلام دا من النبى، وسمعوه على إنه قرآن.
القصة ما انتهتش رغم إنهم عملوا كدا، لكن فضلت حاجات فيه خلاف عليها هل هى من القرآن ولا لأ، بعضهم أثبتوه فى المصحف، زى المعوذتين، وبعضهم استبعدوه زى «الحفد». بل إنه الخلط بين قرآن ونصوص أخرى، امتد لـ أبعد من كدا. برضه، أرجو مراجعة «هل الدين علم؟».
رابعًا: لو كان الأمر له علاقة بـ اللغة، كان أى حد عربى سمعه خصوصًا العارفين بـ اللغة، أقر على طول بـ إنه دا نص غير بشرى، لكن اللى حصل إنه النبى فضل يدعو فى مكة ١٣ سنة، ويتلو فيها القرآن، ويعرضه على جميع العرب القادمين لـ الحج فى مكة، من وسط المية وخمسين ألف عربى تقريبًا، عدد اللى آمنوا كانوا مية وشوية.
المفارقة، إنه أغلب المية وشوية دول ما يفترضش فيهم معرفة اللغة، زى بلال بن رباح وصهيب الرومى، أو صبيين صغيرين، زى على ومصعب. فـ افتراض إنه تحدى القرآن وخصومه، وبـ التالى «إعجازه»، مسألة قائمة على «لغة» القرآن، بـ النسبة لى لا تستقيم مع مجريات الأمور.
أومال أنا بـ أفهم قصة التحدى إزاى؟ دا بقى محتاج مقال منفصل، فـ ابقوا معنا.