رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة الحديدية.. «حقوقية» تصنع أثاثًا من «الحديد» (فيديو)

طالبة «حقوق» تصنع
طالبة «حقوق» تصنع أثاث من «الخردة»


عالم لا تعرف عن تفاصيله شيئا، ولا يوجد من حولها لتستقي منه خبرتها، لكنها قررت أن تشمر عن ذراعها بقوة وشغف، لتلقب شيماء سعيد، ذات الأصل النوبي، في صناعة الأثاث بـ"المرأة الحديدية".

عاشت "سعيد"، فترة طويلة من حياتها بالسعودية، ودرست الحقوق بجامعة الإسكندرية، وعملت في مجال السياحة، الأثاث.

• المرض قادها للفكرة

مرت شيماء سعيد، 36 عامًا، قبل 4 سنوات بظروف مرضية قاسية، ما حول منزلها إلى غرفة عزل، وتحكي، قائلة: ذات يوم فوجئت بأن السرير الذي ارقد عليه سقط، نظرا لعدم متانته، وكان بداية شرارة الفكرة التي جعلتنى أبحث في صناعة أثاث متين وذات مظهر جمالي.

قررت صنع سرير خاص بها من الحديد، بدأت تردد على ورش صناعة الحديد والنجارة فى محاولة أن تجد إجابة تستوعب فكرتها، ولكن ما قابلته سخرية ومعارضه.

لم تستسلم المرأة الحديدية، ظلت في رحلة بحثها لتجد طريقة كبس الخشب فوق الإطار الحديدي بمادة الغراء والمسامير لتجعلها قابلة لتطويع فكرتها في صناعة الأثاث من الحديد عوضا عن الخشب، لتخرج قطعة الأثاث في مظهر جمالي ذات متانة عالية.

لم تكن تتوقع "سعيد" أن الفكرة ستتحول لمشروع خاص، حتى تلقت مكالمة من نجار صنع لها سريرها أثناء عرضه بأنه مطلوب للبيع.

مرت المرأة الحديدية بمراحل عديدة حتى تتمكن من صنعتها منذ 4 سنوات مضت، والتي استغرقت في تعليمها ما يقرب من شهر واحد، حتى توصلت لأصل الصناعة وتمكنت من التعامل سوق العمل، وتقول: "إن قطعة الأثاث الحديدية تبدأ من صناعة الهيكل الحديدي وذلك من العلب الحديد بعد معالجتها وجلفنتها لتكسوها القطع الخشبية بطريقة الكبس والتي لا غنى عنها، ثم تأتي مرحلة التنجيد وإخراجه بشكل جمالي حسب ذوق العميل".
وعن المميزات التي تتميز بها قطعة الأثاث الحديدية عن نظريتها المصنوعة من الخشب، توضع سعيد، أن الأثاث الحديدي ذو وزن أخف وغير قابلة للكسر أو التلف أو الصدأ، وبالتالي فهي أكثر متانة، وأقل سعرًا، علاوة على أنه قابل للفك والتركيب ومن الممكن إعادة تدوير قطعة الأثاث الحديدية فيما بعد وتحويلها إلى هيكل آخر في حال الاستغناء عنها وبالتالي فهو منتج صديق للبيئة، معلقة:"معاك قطعة أثاث بضمان مدى الحياة".

"الكرسي، الركنة، البانكيت، السرير، وكل ما يتحمل وزن وثقل، استطاعت أن تشكله بالحديد من مرحلة تصنيعه وحتى شكله النهائي الذي يكسوه القماش، ولكن تظل الغرفة ناقصة لتحتاج إلى باقي قطع الأثاث المكملة لها، ومن هنا بدأت رحلتها من محافظة الإسكندرية إلى دمياط، لمقابلة تجار الصناعة هناك وشرح لهم فكرتها معلقة:"لقيت كل أنواع الدعم اللي عايزاه هناك".

خطوات طويلة بدءا من تصميم قطعة الأثاث ورسمها بالمشاركة مع ذوق العميل وتصنيعها وتوفيق قطع الأثاث المكملة لها، تستغرقها المرأة الحديدية، لكي لا تكتف بسوق أثاث الإسكندرية وحسب ولكن توزع قطع الأثاث الحديدية بمعارض عدد من المحافظات مثل محافظة القاهرة، أسيوط، بورسعيد، شبين الكوم، والإسماعيلية، ليكون عملائها من مختلف الطبقات الاجتماعية.
• اللقب يسعدني

تسعد كثيرا من لقبها بالمرأة الحديدية، والذي أطلق عليها من أحد البرامج التليفزيونية معلقة: "بحس اللقب ده شبهي أوي كوني إمرأه صنعتها تشكيل الحديد، وتطويعه لإنتاج قطعة أثاث جمالية، لتقتحم بها عالم الرجال".

• الحلم
تحلم بتطوير عملها وتصل به إلى العالمية لتكون مسؤولة عن تجهيز عدد من الفنادق السياحية بأثاثها الحديدي خارج مصر.