رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلس كنائس الشرق الأوسط والإشادة بمصر


على مدار يومى ٢١ و٢٢ يناير الماضى اجتمعت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بمدينة لارنكا بقبرص، بحضور ممثلى الكنائس من دول: قبرص، مصر، سوريا، لبنان، العراق، الأردن، وفلسطين.
حضر من مصر نيافة الأنبا بنيامين، ونيافة الأنبا توماس، والمطران نيقولا أندونيو، والمطران ناركيسوس، والقس رفعت فتحى، والأستاذ جرجس صالح، وكاتب هذه السطور.
وبحضور رؤساء الكنائس والأمينة العامة للمجلس الدكتورة ثريا بشعلانى، ناقش المجتمعون عددًا من الموضوعات، أبرزها التحديات المسكونية وحوار الأديان وأهميته فى الشرق الأوسط، وشدد المشاركون على تعزيز التعاون المسكونى فيما بين كنائس الشرق الأوسط فى المجالات اللاهوتية والخدمة الاجتماعية والإعلامية، وأكد أعضاء اللجنة التنفيذية أنهم يدركون مقدار المعاناة والآلام والتحديات التى تمر بها شعوب المنطقة، بمن فيهم أبناء الكنائس، لذا ناشدوا المسيحيين فى الشرق الأوسط التمسك بإيمانهم والتشبث بالرجاء، ودعا البيان الختامى المسيحيين فى هذا المشرق المبارك إلى التشبث بأرضهم وتراثهم وهويتهم بإيمان ورجاء، وتعزيز دورهم فى ترسيخ العيش المشترك والاحترام المتبادل والتكافل الاجتماعى، وأن استمرار حالات اللجوء والنزوح يتطلب تضافرًا للجهود مع المجتمع الدولى، وعلى رأسه الأمم المتحدة، كما الهيئات الدينية للعمل الجاد لعودة اللاجئين والنازحين إلى أرضهم ومساعدتهم فى بلدانهم ليتأمن لهم العيش الكريم، بما يحمى هويتهم وحضارتهم، كما يتطلب استمرار دعم المجتمعات المضيفة، وتوفير مقومات الصمود والحماية للاجئين والنازحين حتى عودتهم.
وأكد المشاركون أن تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط والعالم العربى يستدعى الصلاة والعمل من أجل السلام وبناء مبادرات تهدف إلى مواجهة موجات التطرف، بما يحمى سلام المجتمع وكرامة الإنسان، ويؤمن مسالك حكيمة وحوارية لحل النزاعات فى رفض للعنف والحرب.
كما أشاد البيان الختامى بدور مصر ورئيسها فى مكافحة الإرهاب وبناء دولة المواطنة فنص على: «لطالما تطلع الشعب المصرى إلى ترسيخ مسار المواطنة بمنأى عن التطرف والانعزال، وهو يعايش فى هذه المرحلة تمتينًا للعيش معًا بما يدفع باتجاه التأكيد على الوعى الجماعى لما تختزنه مصر من ذاكرة مليئة بإشراقات العيش معًا».
كما ثمن البيان جهود الأردن فى الحوار الإسلامى المسيحى والعيش معًا بالمواطنة، كما طالب البيان بضرورة الاستمرار فى دعم الكنائس فى فلسطين، وتثمين صمود الشعب، على الرغم من معاناته فى ظل الاحتلال وسياسة الفصل العنصرى والاستيطان، مع الدعوة إلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين.
وثمن المجتمعون حراك الشعب اللبنانى السلمى المحق لاستعادة عيشه الكريم من خلال محاربة الفساد والمطالبة بإدارة سليمة لمقدراته، بما يعيد إلى وطن الرسالة دوره الحضارى نموذجًا فى التلاقى على الخير العام، ومثالًا فى الحرية المسئولة، كما طالب المجتمعون بدعم كل الجهود لإعادة الوحدة إلى جزيرة قبرص بما يلم شمل الشعب القبرصى، ويعزز السلام الإقليمى والدولى وينهى الاحتلال، الذى أدى إلى تقسيم الجزيرة، كما صلى المجتمعون من أجل أن يحل السلام فى العراق وسوريا، مؤكدين أن مناداة شعوب المنطقة بالمواطنة الكاملة، المتكافلة بالحقوق والواجبات والحاضنة للتنوع، تستدعى إعادة النظر بالنظم والقوانين، وهذا يُثبِت أن الحاجة ملحة لصوغ مسار يُشدد على فهم الوحدة فى التنوع، باعتبار التنوع غنى، بعيدًا عن الاستنفارات الطائفيّة والفئويّة وأنواع العصبيات كافة، وذكر البيان أن معاينة حال الفقر والتهميش الذى تعيشه بعض شرائح شعوب المنطقة تستدعى انكباب مؤسسات الدولة وهيئات الكنيسة على بلورة سياسات تنموية تحفظ للفرد حياة لائقة وتُسانده فى المساهمة ببناء العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادى.
ودعا البيان الكنائس الأعضاء فى المجلس إلى تعزيز حضورها إلى جانب كل إنسان متألم مهجر، نازح ومهاجر، فقد أحباءه أو ممتلكاته من جراء العنف والحروب، لكى تبقى الكنائس أيقونة العطف الإلهى والرحابة، لأن للمسيحيين دورًا فى هذا الشرق الجريح، لا سيما فى النضال من أجل كرامة الإنسان، وهذا يقتضى تعاونًا بين المسئولين لتأمين مستقبل يليق بحضارة هذا الشرق وقيَمه، حيث يشكّل التنوع نموذجًا فى العيش معًا.