رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جهاد القهوة.. قهوة الأقصى!


قدرنا، كما انتهينا أمس، أن نكون الدولة الأكبر والأقوى فى المنطقة، وأن يزايد علينا صغار، تجّار وموتورون، نعرف ويعرف الجميع أنهم يخلعون كل ملابسهم للإسرائيليين فى الخفاء دائمًا، وبشكل علنى أحيانًا. وعليه، لم يدهشنا أن تطلق دويلة مثل قطر غلمانها للهجوم على مصر، بالتزامن مع قيام هؤلاء الغلمان بالتهليل لـ«جهاد القهوة» أو لحملة «شرب القهوة وكأنك فى الأقصى»، التى أطلقتها تلك الدويلة!.
معتوه قطرى، ينتمى للعائلة الضالة التى تحكم تلك الإمارة بالوكالة، اسمه فيصل بن جاسم آل ثانى، كتب فى حسابه على «تويتر» أن «الرد العملى الوحيد» على خطة السلام الأمريكية، المعروفة باسم «صفقة القرن» هو قيام «ثورة شعبية فى مصر»، ما يجعلك تعتقد أن «البعيد» أحول، عبيط أو معتوه، كما أشرنا، وكما أكد كثيرون تهكموا على التغريدة، ووضعوا تعليقات ومقاطع فيديو تثبت قوة ومتانة العلاقات الإسرائيلية القطرية، التى لم تنجح حملة «جهاد القهوة» فى «الغلوشة» عليها، أو فى التعتيم على الموقف القطرى الرسمى المائع، أو المتخاذل، من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن خطته، رؤيته، تصوراته أو مقترحاته.
رابطة شباب من أجل القدس فى قطر، لها فرع نسائى، مهمته التواصل مع النساء والفتيات والأطفال وإقامة محاضرات وندوات وأمسيات ومعارض فى المدارس والجامعات والمراكز إضافة لإقامة الفعّاليات والمهرجانات و.. و.. ومؤخرًا ابتكرت تلك الرابطة حملة عنوانها «اشرب قهوتك كأنك فى الأقصى»، تتلخص فكرتها فى قيام عدد من المقاهى بتركيب حامل لأكواب القهوة عليه رسائل وصور للأقصى والقدس، مع عرض فيديو يحمل مقاطع خاصة من المسجد المبارك. إضافة إلى الأغانى «التى عزفت ألحان صمود تلك المدينة فى وجه الاحتلال الإسرائيلى». و«مع كل طلب قهوة، يتم تركيب حامل الكوب للعملاء ليقوموا بدورهم بتصوير الكوب لنشر الرسالة على وسائل التواصل الاجتماعى».
كل الصحف ووسائل الإعلام القطرية، والتابعة، هللت لتلك الحملة، كما وصفتها وكالة أنباء الأناضول التركية بأنها «حملة قطرية مبتكرة»، ونقلت الوكالة عن أمانى اللوح، مسئولة الأنشطة فى الفرع النسائى لرابطة شباب من أجل القدس بقطر، وإحدى القائمات على الحملة، أن هدف الحملة، هو «الوصول إلى شريحة الشباب العربى والإسلامى وتعريفهم بقضية فلسطين، وإبراز الجانب الجمالى والروحى والمعرفى للمدينة المقدسة»، من أجل «إحياء قضية المسلمين الأولى فى القلوب، وتوعية الشباب بأهمية المسجد الأقصى المبارك وما يتعرض له».
باللغات العربية، الإنجليزية والتركية، وضعوا على حامل أكواب القهوة عبارات: «معراج رسولنا، من الأرض إلى السماء».. «هى القصة الأولى والقبلة الأولى».. «ما دام قلبك يحبها ثق بأنك ستدخلها يوما، واعمل لذلك اليوم».. «إنما الأقصى عقيدة».. و«إلى الأقصى ننتمى وسنعود إليها». وباللغة التركية الفقيرة وضعوا عبارة ترجمتها «هل ترانى أشرب القهوة فى أراضيك؟ لن يمنعنى عدو أو احتلال»، ولا نعرف سببًا، منطقيًا لحرص منظمى الحملة على أن تكون الرسائل على الأكواب بالعربية والإنجليزية والتركية، فقط، وتجاهلهم للغات أخرى عديدة «وفى قطر يمثل مئات الآلاف من الأجانب أكثر من نصف إجمالى عدد السكان ويشكلون ما يقرب من ٩٠٪ من قوة العمل هناك» وما بين التنصيص ننقله من كتاب عنوانه «قطر وإسرائيل ملف العلاقات السرية».
مؤلف الكتاب هو سامى ريفيل، رئيس أول مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية فى الدوحة، الذى أشار فيه بوضوح إلى أن صعود أمير قطر السابق للحكم، حمد بن خليفة، عبر الانقلاب على والده، كان مرتبطًا (أو مشروطًا) بتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية، وبتحول قطر إلى صندوق بريد نشيط لخدمة الإسرائيليين، موضحًا أن قطر قامت بتشجيع العديد من الدول العربية، خاصة دول المغرب العربى، على التطبيع تحت عناوين اقتصادية علنية وأمنية سرًا. ومن المفارقات الطريفة أو الظريفة أن ريفيل انتقد الضغوط التى مارستها مصر على قطر لكبح جماح اندفاعها نحو إسرائيل، ولم تفته الإشادة بدور الأستاذة موزة المسند، قرينة الحاكم السابق، والدة الحاكم الحالى، التى وصفها بأنها السيدة الأكثر تأثيرًا فى العالم العربى!.
ننصح المعتوه القطرى، فيصل بن جاسم آل ثانى، بقراءة هذا الكتاب، أو باستئجار من يقرؤه له لو لم يكن يجيد القراءة، كما نحيله ونحيل باقى الغلمان الذين أطلقتهم عائلته الضالة إلى تقرير نشره «منتدى الشرق الأوسط»، فى ٢٨ أبريل ٢٠١٨، ذكر أن الإدارة الأمريكية تلقت رسالة من الفتى تميم بن حمد، حاكم قطر بالوكالة، مفادها أن حركة «حماس» مستعدة للعمل مع الأمريكيين ضمن خطة السلام، وأنها قد تتغاضى عن السيادة الإسرائيلية على القدس وعن ملفى المستوطنات وعودة اللاجئين، مقابل مزيد من النفوذ فى الضفة الغربية، واستمرار سيطرتها على قطاع غزة، الذى سيكون، وفق تعهدات الحركة، دولة منزوعة السلاح!.