رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات أول محامية في تاريخ مصر.. «كنت بلمع حذاء زوجي»

مفيدة عبد الرحمن
مفيدة عبد الرحمن

احتفل محرك البحث "جوجل" يوم الاثنين الماضي بالمحامية المصرية مفيدة عبد الرحمن، في ذكرى ميلادها، ومفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية تقيد بجداول محامي النقض في مصر، وكانت أم لتسعة أبناء، ولها حكايات مثيرة عن مشوار نجاحها، سردتها خلال حوار أجرى معها بعنوان "نساء ناجحات" وأذيع على قناة ماسبيرو زمان.

قالت مفيدة عبد الرحمن أن السبب الرئيسي وراء ما حققته من نجاح في مجال المحاماة يعود إلى زوجها الذي تزوجها وهي"ساقطة بكالوريا" وحرص أثناء شهر العسل أن تذهب إلى امتحان الإعادة لتحصل على شهادتها وتلتحق بالجامعة، وعندما تقدمت بأوراقها لكلية الحقوق اعترض عميد الجامعة الدكتور كامل مرسي لأنها متزوجة وزواجها لن يسمح لها بالتفرغ للدراسة كما يجب، فذهب زوجها لعميد الجامعة، وقال له إن العلم فريضة وهي لها رغبة في العلم وأنا أؤيد رغبتها، لماذا تقف أنت في طريق الفريضة، ووافق عميد الجامعة وهو مندهش من حرص زوجها ودعمه لها لتدرس بالجامعة".

تضيف مفيدة عبد الرحمن"في السنة الأولى من الجامعة كنت أنجبت ابني الأول عادل، ورغم ذلك كنت أحرص على حضور المحاضرات في موعدها، حتى آخر يوم في الحمل، فانتهي من المحاضرة، وأعود إلى بيتي لأضع مولودي، وعندما تخرجت من الجامعة كان لدي خمسة أبناء، وعندما بدأت العمل بالمحاماة عام 1939 بعد التخرج كان زوجي يضع طلباتي فوق أي متطلبات آخرى، وكان يسهر بأبنائنا وأنا أدرس القضايا ، وضعني فوق رأسه وكان يرى نجاحي ومستقبلي في الصدارة".

لم تتمالك مفيدة عبد الرحمن دموعها وهي تتحدث عن زوجها الذي توفي قبل تسجيل الحوار معها وقالت" أنا فقدت زوجي لكنني عشت أسيرة كرمه وفضله ولم أفقد رضاه في دنياه أو مثواه".

وكشفت مفيدة عبد الرحمن تفاصيل عنايتها بزوجها وقالت" الكلام دا ممكن يزعل صديقاتي المثقفات، لكن أنا كنت حريصة على تلميع حذاء زوجي بنفسي، وتدبير ملابسه يوميًا، والاعتناء باحتياجاته كلها، رغم وجود مساعدين يعاونوننا في أمور المنزل وتربية الأبناء، لكن التفاصيل التى تخص زوجي كنت أحرص أنا على القيام بها فكنت ألمع حذاءه وأنا في قمة نجاحي كمحامية وعضوة بالبرلمان".

وتقول مفيدة عبد الرحمن" أتمنى أن يتم الاقتداء بي في أي شيء عدا مسألة إنجاب تسعة أبناء، تخيلوا معي الحال أسرة بها 9 أبناء والأب والأم، كان المنزل موريستان رغم أن أبنائي كانت تعتني بهم دادة عاشت معنا على مدار 45 سنة ورغم ذلك كانت المهمة شاقة".

وعن مقدار الأموال التي كانت تتقاضاها كأتعاب محامية قالت مفيدة عبد الرحمن " مطبعة زوجي كانت في أحد الأزقة، وكان الأهالي يزورون زوجي في مطبعته قائلين" والنبي يا بيه خلي الست تترافع لنا في القضية دي" ولقلة دخلهم كنت أتقاضي منهم الأتعاب رأس سكر أو مخروطة أو عشر بيضات في منديل رجالي كبير أو وقة تفاح" ورغم رمزية الأتعاب كنت سعيدة بيها جدا، لأن سمو مهنة المحاماة هي أن تعيد الحق لأصحابه والمحامي يعتبر نفسه يصنع سلالم ويقف على كل سلمه سنوات وسنوات لا يتعجل الشهرة أو الأموال.

وعن أغرب قضية أسندت لها واضطرت في نهاية المطاف الاعتذار عنها قالت" انتدبتني المحكمة كي اترافع في قضية غريبة جدا، بنت غازية ممشوقة سمراء وجميلة أجبرها أهلها على الزواج في سن 19 سنة من قزم أحدب قبيح، لكنها صادقت شاب طويل وعريض زيها، ولم ينتظروا قضاء الله، فاشتركوا في قتل الزوج الأحدب المسكين ، لم أستطع قبول هذه القضية وتعاملت بحيرة شديدة، حتى تقدمت باعتذار للمحكمة كي تعفيني من هذا الانتداب، فلم أستطع أن اقنع نفسي بحقها في الرأفة فكيف أطلب من المحكمة أن ترأف بها ؟".