رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية للرجال


يعتبر عيد الشرطة تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية، التى وقعت ٢٥ يناير عام ١٩٥٢، وراح ضحيتها ٥٠ شهيدًا و٨٠ جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى. برغم ذلك، ظل أبطال الشرطة صامدين فى وجه المدافع البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم.
فى تلك المناسبة يسعدنى أن أقدم لرجال الشرطة البواسل تحية اعتزاز وتقدير لدورهم الرائع فى جعل مصر واحة الأمن والأمان منذ عصور طويلة.
وما لا يعرفه البعض أنه خلال عصور ما قبل ثورة يوليو، كان الرحالة الأجانب يجوبون مصر كلها، بمن فيهم بعض النساء بمفردهن، وكانت النساء تركب فى باخرة مع طاقم من البحارة مصريين، ولم يحدث أبدًا أن تم الاعتداء على أحد.
وفى تلك المناسبة أيضًا، يسعدنى أن أتقدم للسيد وزير الداخلية اللواء محمد توفيق، الذى أصدر تعليماته بضرورة الاهتمام بمن أوفوا العطاء من رجال الشرطة، وعلى الفور قام السيد مدير أمن أسيوط وأرسل إلى كل المتقاعدين، وكانت لفتة إنسانية وكريمة، أثلجت صدورنا، حيث اصطفت قيادات الشرطة الحالية، يتقدمهم السيد اللواء مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد، والسيد اللواء مساعد الوزير مدير أمن أسيوط، وجميع قيادات مديرية أمن أسيوط، مع القيادات السابقة والضباط الذين أوفوا العطاء، كنا فرحين بلقاء زملائنا الذين لم نعد نراهم. الذين عملنا معهم، وكانت حميمية اللقاء تنبع من كوننا أبناء منطقة واحدة تمتد عبر محافظة أسيوط العريقة، التى نبتنا وترعرعنا فيها. تجمعنا وشائج القرابة والمصاهرة، أبناء محافظة واحدة.
كانت حرارة اللقاءات مع الزملاء الحاليين قد أذابت الجليد، الذى تكون منذ سنوات بعدم الاهتمام وانقطاع تلك اللقاءات. وهو ما يعكس رقى تفكير السيد الوزير ولفتته الإنسانية الكريمة، واهتمامه بمشاكل رجال الشرطة بعد التقاعد. رغم تعاظم المسئوليات والتحديات التى تواجه الوزير، وكلنا نعلم حجم ما يتحمله وزير داخلية مصر من جهود لمواجهة المؤامرات التى تحاك لمصر من الداخل والخارج، خصوصًا تلك الجماعة الضالة التى لن تكف عن تدبير المؤامرات لزعزعة الاستقرار الذى تحقق فى عهد الرئيس السيسى.
إننا نكتب تعبيرًا عما فى صدورنا من حب وإخلاص لهذا الجهاز الذى أفنينا زهرة عمرنا وشبابنا فيه، وتحولت الخدمة إلى نوع من التفانى فى سبيل أداء الواجب، وفى فترة من الفترات السابقة كنا نرى زملاءنا يتساقطون تحت نيران رصاص الخسة والغدر، وهى الفترة التى نمت فيها جماعة الغدر والخيانة تحت سمع وبصر القيادة السياسية فى العهد الماضى. كنا نواجه رصاص الغدر بشجاعة، رغم ضآلة الإمكانيات وتخلفها الواضح، وسبق أن نادينا وقتها عبر آخرين، ومنهم الراحل سعدالدين وهبة، فى سلسلة مقالات فى الأهرام بضرورة تحديث جهاز الشرطة لإنقاذ مصر من الإرهاب، عن طريق معدات حديثة تقاوم النيران المتلصصة التى كانت تخرج فجأة من بين عيدان القصب والذرة لتحصد رجالنا الأبطال، إلى أن جاء جيل جديد من وزراء الداخلية أخذ على عاتقه تحديث هذا الجهاز العريق، ليقوم بفرض القانون، وليحقق المعادلة: «الأمن والأمان وتطبيق القانون بحزم واقتدار دون ظلم أو تعسف»، وهو ما شهد به الجميع.
ومما لا شك فيه أن الروح المعنوية العالية لرجال الشرطة تعكس اهتمامهم بمسئولياتهم التى يتولونها ويعرفون جيدًا طبيعة مهمتهم.
إنه تقليد عريق وراسخ، نتمنى أن يتأكد، ويصبح عيد الشرطة عيدًا بحق نشعر به ونحس بوجوده، ويذكرنا بأمجاد الشرطة وبسالتها، فى جو الأمن والأمان الذى تسعد به بلادنا، فى ظل القيادة الواعية والحكيمة لمصر، التى حققت وبحق الأمن والسكينة لكل أبناء الوطن.