رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مباني الإسكندرية التراثية».. طراز إيطالي ارتبط به مشاهير الفن والسياسة

مباني الإسكندرية
مباني الإسكندرية

مدينة الحضارت، وصاحبة الأيقونات المعمارية التراثية، التى زينت شوارعها، وظلت زخارفها العتيقة علامة بارزة من علامات عروس البحر، فهى الإسكندرية، التى ترجع مبانيها التراثية للقرن التاسع عشر على طراز الفن المعماري الإيطالي.

تمتلك الإسكندرية، العديد من المباني التراثية، والتي لها تاريخًا محفورًا في التاريخ، وعشقها المشاهير فهنا مر توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وعاش بها يوسف شاهين، وكانت المصيف الرئيسي للعديد من الفنانين، مثل إسماعيل ياسين، ونادية لطفي، ورشدي أباظة، وصوّر داخلها مئات الأفلام السينمائية.

ففي منطقة الشاطبي كانت تقطن أسرة المخرج الكبير يوسف شاهين، بعمارة راقودة التاريخية، وعاش شاهين فيها صباه، وفي محطة الرمل استوحى نجيب محفوظ قصته الشهيرة التي تحولت إلى فيلم سينمائي "ميرامار"، من العمارة الشهيرة التي ظل اسمها مرتبط باسم الفيلم والتى صورت مشاهده فيها، وما زالت صامدة تحمل عبق التاريخ والفن المعماري.

عمارة ميرامار
يرجع تاريخ عمارة "ميرامار" إلى 1926، التي بناها المعماري الإيطالي - المصري "جياكومو أليسندرو لوريا"، ويقع في الجهة المقابلة مقهى أتينيوس، الذي يحمل الطراز اليوناني، والذي يذكر أن الأديب نجيب محفوظ كان يلازمه أوقاتًا كثيرة، ويرتفع العقار 6 طوابق، يضم بين جنباته فندق "فؤاد"، الذي كان يطلق عليه "بنسيون ميرامار".

جيهان كمال حسن، مالكة فندق داخل العقار، تروي قصة المنزل التراثي، أوضحت أن جدتها "نفوسة أبو النجا" عاصرت أحداث تصوير فيلم ميرامار، واشترت الفندق في عام 1956، من سيدة يونانية.

وأضافت حسن أن زوار الفندق كان أبرزهم الفنانة شادية والفنان يوسف شعبان وعمر الشريف وكذلك الفنان إسماعيل ياسين، وشهد العقار تصوير العديد من الافلام السينمائية به أخرهم فيلم "صباحو كدب" للفنان أحمد آدم، معربة عن حزنها الشديد حيث أن أغلب الرواد لا يعرفون تاريخ الفندق أو العقار.

ومن جانبه قال يعقوب أحمد نصار، مالك المقهى أسفل العقار، إن المقهى خلال فترة الستينات كان ملتقى للمثقفين والأدباء ورجال السياسة، مشيرا إلى أنه كان شاهدا على تاريخ وأحداث الإسكندرية.

وأضاف أن من أبرز رواد المقهى هم الفنان إسماعيل ياسين والفنان حسن فايق وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى الأديب العالمية نجيب محفوظ، وكذلك الجاليات الاجنبية من جميع الجنسيات.

ويقول الدكتور محمد عوض، رئيس اللجنة الدائمة للحفاظ على التراث بالإسكندرية سابقًا، واستاذ العمارة بجامعة الإسكندرية، إن هناك العديد من المشاهير كانت لهم علاقة وطيدة بالإسكندرية، ومنهم الكاتب توفيق الحكيم، الذي اشتهر بجلوسه دائمًا بمطعم "بترو" بمنطقة طابية سيدي بشر، بمصاحبة صديقه الأديب نجيب محفوظ.

وأوضح أن من المباني التي ارتبطت بالمشاهير هى عمارة "راقودة" التي تم هدمها، والتي كان يقطن بها المخرج العالمي يوسف شاهين مع والدته وشقيقته، فهو كان طالبًا حينها في كلية فيكتوريا.

وتابع أن هناك أماكن تراثية كثيرة تم هدمها منها الفيلا التي عاش فيها الكاتب لورانس داريل، بمنطقة محرم بك، والتي عاش بها الملك فيكتور عامنويل، ثم عاشت فيها الرسامة المصرية، عفت ناجى وزوجها الفنان سعد الخادم، وتم هدم الفيلا والأتيليه الخاص بهما.

فنادق ارتبطت بالمشاهير 
وأشار عوض إلى أن من أهم الأماكن التي ارتبطت بالمشاهير، هى فندق سيسل في منطقة محطة الرمل، والذي ما زال متواجد إلى الأن، وفندق البوريفاج الذي تم هدمه، والذي ارتبط به العديد من الفنانين منهم رشدي أباظة وفاتن حمامة، وتم تصوير العديد من الأفلام السينمائية، أما سيسل، ارتبط اسمه بمشاهير مثال، إليزابيث تايلور، وجوزيفين بيكر، ونستون تشرشل، وهذا لتواجدهم لوقت طويل في الفندق في فترة الحرب العالمية الثانية.

وتابع أن من المشاهير السكندريين الذين ارتبطت أسمائهم بأماكن تواجدهم بالإسكندرية الفنان جورج موستاكي، والذي منزله مقابل بمنطقة محطة الرمل، المقابل لمبنى الجوازات حاليًا، والتي مازالت متواجدة لوحة تذكارية على منزله لتخلد اسمه وذكراه الذي ارتبط بالمنزل.

تراث معماري تخطى الـ130عامًا
وأوضح" عوض" أن معظم المباني في وسط الإسكندرية، تم بناؤها بعد قصف عام 1882، بسبب التدمير الذي لاحق منطقة المنشية ووسط المدينة بعد القصف، وتم إعادة بناؤها مرة أخرى بفضل تعويضات دفعتها الحكومة المصرية لمن فقدوا أملاكهم في هذه الفترة.

ولفت إلى أن الطابع العام في هذه الفترة غربي، والطراز المستخدمة تحاكي عصر النهضة الإيطالي، ثم الطرز الزخرفية، تليها الحداثة، واختلفت تلك الطرز في وسط المدينة عن مناطق أخرى مثل الحى التركي الذي يضم السيالة ورأس التين والأنفوشي، والذي كان الطراز السائد فيها الطرز الزخرفية التركية، والتي امتدت لبعض المناطق الأخري، مثل منطقة كوم الدكة، أما منطقة الرمل اشتهرت بالفيلات والقصور حتى الستينات، ومنذ بداية السبعينات حدث تغير في الطابع المعماري لمنطقة الرمل.