رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة المصرية صمام أمان للوطن


لو أننا ألقينا نظرة سريعة على الأحداث المتلاحقة والمتصاعدة من حولنا فى منطقتنا، فإننا لا بد أن ندرك أننا فى وضع ينذر بأخطار كبيرة، ولا بد من أن يتنبه أبناء شعبنا المخلصون لبلدنا، وبشكل خاص لا بد من أن تدرك المرأة والشابة المصرية أننا فى مرحلة حرجة، نواجه فيها أخطارًا جسيمة وجديدة علينا، ورغم مسئوليات الحياة اليومية العديدة الملقاة على عاتقها، فإنه لا بد من أن تنتبه المرأة والشابة المصرية إلى أهمية دورها فى حماية وطننا الغالى واستقراره، ولا بد أيضًا أن تدرك أن هناك متطلبات أساسية وضرورات حتمية ومطلوبة للمرحلة الخطيرة التى نعيشها الآن.
أولًا: من المهم جدًا أن نضع ثقتنا الكاملة والتامة فى جيشنا ورئيسنا، وأن نكون فى وقت الخطر صفًا واحدًا فى ظهر بلدنا..
ثانيًا: من الضرورى أن نكون مدركين أننا سنواجه كثيرًا من الشائعات المغرضة والملفقة التى ستظهر وستنهال علينا كسيل منهمر، ولا بد من أن نأخذ حذرنا منها وألا ننساق وراءها، وأن نتأكد من أن الخونة فى الخارج والداخل والمتآمرين سيحاولون نشر كلام وقصص وصور للتشويش والتفريق وإضعاف الجبهة الداخلية.
ثالثًا: لا بد أن نكون مدركين أن صلابة الجبهة الداخلية هى خط الدفاع الأول عن أمن مصر واستقرارها فى مواجهة كل المكائد التى تحاك ضدها، وهى كثيرة، ولا يشترط أن تكون بداخل أرضنا، فمن الممكن أن تكون من حولنا.
رابعًا: كلنا نحب بلدنا، أو معظم الشعب المصرى يحب بلده، وكل منا له وجهة نظر فى أمور كثيرة فى الخارج والداخل، وإذا كان الخلاف لا يفسد للود قضية- كما نقول دائمًا- فإن الخلاف على أمن الوطن واستقراره فى الداخل يعتبر مشاركة فى الخيانة.
خامسًا: تصعيد عدة دول الأوضاع فى ليبيا وفى مقدمتها تركيا، يجعلنا نفهم أن هناك مخططًا ضخمًا تشارك فيه هذه الدول مجتمعة، يُحاك ضد أمننا القومى فى الداخل، ومن هنا فإنه من الضرورى على سيدات وشابات مصر أن يكنّ حائط صد أول فى الحفاظ على قوة الجبهة الداخلية، وألا تتقاعسن ولو للحظة عن الاستمرار فى بث قيم الولاء والانتماء والوعى بقيمة الوطن داخل الأسرة وخارجها، ولا بد كذلك أن يكنّ أيضًا سفيرات خارج وطنهن، وذلك من خلال توضيح الحقائق للآخر، وإذا كان الجيش المصرى هو درع الوطن فى الحفاظ على أراضيه، فإن دور الأم فى الحفاظ على الوطن هو على نفس مستوى درجة الأهمية، لأن المرأة المصرية هى صمام الأمان الحقيقى فى الداخل لبث الوعى بضرورة الحفاظ على تماسك النسيج الوطنى والتصدى لأى محاولات لإرباك الشباب والنشء أو تحسبًا لأى محاولات لإضعاف الجبهة الداخلية.
ولقد كانت المرأة المصرية دائمًا حاضرة حينما يناديها الوطن وحينما يلوح الخطر مثلما حدث فى السنوات الأخيرة أثناء وقوفها فى الصفوف الأولى فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لإسقاط حكم عام أسود للظلاميين، ونظرًا لما عانيناه من ويلات وخسائر وضحايا وتآمر لتدمير بلدنا.. كما خرجت ملايين من النساء والبنات فى مظاهرات حاشدة عند دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمواجهة الإرهاب لمطالبته بمحاربة الإرهاب الأسود وتخليص البلاد منه، وخلال الاستفتاء على الدستور كان اصطفاف ملايين النساء المصريات والشابات لافتًا للنظر خلال التصويت على انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية فى فترة الولاية الأولى، ثم الولاية الثانية خرجت النساء والشابات بالملايين لإعطاء أصواتهن للداعم الأول لهن.. وفى السنوات الأخيرة كانت المرأة حاضرة وفعالة بقوة من أجل خطوات الإصلاح الاقتصادى كما الحال من أجل سلامة الوطن ومن أجل تقدمه، وهى فى المقام الأول أمّ الشهيد وأخت الشهيد وابنة الشهيد التى قدمت أغلى من لديها فى سبيل حماية الأرض والقضاء على الإرهاب تمامًا..
إننا لا بد أن ندرك أن مصر ستظل مستهدفة وستظل فى حالة خطر ما دامت تتقدم للأمام لأن أعداءها يريدون إضعافها ووقف حركة تقدمها، وستظل الخطط الدولية قائمة ولن تسكت أو تهدأ، بل ستستمر وستتضاعف.
ولا بد هنا أن ندرك أن دورنا استكمال البناء والتقدم والإنتاج، وأن نتصدى للأخطار على كل الجبهات فى الوقت ذاته وأن نتصدى للمخططات العديدة والضخمة التى تُحاك ضدنا، فمصر لا بد أن تنتصر بإذن الله تعالى، وتصمد وتنمو وتصعد وتتقدم للأمام، لأن قدرها أن تكون فى حالة خطر بمنطقة مستهدفة مشتعلة بالنزاعات والحروب والصراعات، وقدرها أن تكون دائمًا قوية وقادرة على دحر الأعداء، وقدرها أن تكون فى موقع متميز بقلب العالم، وقدرها أن تكون فى حالة دفاع دائم عن نفسها.
كما علينا أن نتذكر أنها قد انتصرت خلال السنوات الأخيرة على المكائد الدولية العديدة، ولكنها ستنتصر إن شاء الله إن أردنا ذلك لكن بشرطين أساسيين هما: أن نظل صفًا واحدًا رئيسًا وطنيًا وجيشًا وطنيًا وشعبًا وطنيًا، تقف نساؤه وشاباته مع رجاله وقيادته صفًا واحدًا للدفاع عن جبهته الداخلية، وعلينا أن نتذكر دائمًا وأبدًا أن النساء والشابات والأطفال هم دائمًا أولى ضحايا النزاعات والصراعات وأكثر الفئات التى تواجه معاناة ومشقات وأخطارًا حينما تضعف الأوطان. إن نظرة سريعة من حولنا تجعلنا نفهم قدر معاناة وعذاب أحوال نساء العراق واليمن وسوريا، فضلًا عن اللاجئات من الدول الأخرى.
فيا نساء مصر وفتياتها، أنتن صمام أمان الوطن الحبيب وسر قوته وتقدمه وصموده فى مواجهة كل الصعاب والمكائد، أنتن القادرات على بث الوعى بالحقائق والصمود وتوعية كل من حولكن وخاصة الأبناء والشباب، وأنتن القادرات على عبور الصعاب، وأنتن القادرات على حماية مصر فى الداخل، وإن شاء الله تعالى ستظل مصر منصورة مهما كانت التحديات أو الصعاب أو الخطط أو المؤامرات، إننى أشعر بأن سنة ٢٠٢٠ ستكون سنة انتصار وإنجاز وقطف ثمار وتقدم إلى الأمام ومزيد من الأمان والأفضل إن شاء الله، ودعونى أقول إننا ما دمنا نعيش على أرض وطننا الغالى، وفى داخل بيوت آمنة، وفى ظل جيش قوى يحمى أراضينا، وتحت قيادة رئيس نثق فى حكمته ووطنيته وشجاعته، فإننا بخير، وعلينا أن نكون دائمًا على مستوى المسئولية بأن نكون حماة للوطن فى الجبهة الداخلية لتظل مصر قوية منتصرة ذات كرامة وسيادة وأمان، وتعيشى يا مصر منصورة رغم كل هؤلاء الأعداء.